الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيادة الفلسطينية الجديدة والعاصمتين

عماد بني حسن

2004 / 12 / 8
القضية الفلسطينية


يبنى على زيارة البديل المقبل للرئيس الراحل ياسر عرفات لكلا من سوريا ولبنان الكثير من الحيرة التي قد تخلقها هذه الزيارة التي كانت ظرورية حسب المطلعين الفلسطينيين من باب التبرك العربي في قائمة الزيارات والجولات التي هي جزء من تعويم الزعيم او الرئيس عادة ... لكن من قرأ بين سطور الكلمات التي عبر عنها الوفد الفلسطيني بالتوافق مع الجانب السوري على الاقل هو ان الاخطاء التي حصلت قبل اؤسلو وشكلت موقف لبناني سوري لن تتكرر .. بمعنى ان القيادة الفلسطينية الجديدة لن تكون صاحبة قرار مصيري بمستوى التسوية التي حصلت في اؤسلو ما لم يكن هناك تشاور عربي مسبق ... والعارفون من الفلسطينيين يدركون انهم اليوم امام قيادة جديدة لايشوبها اميركيا او دوليا اية شائبة .. وهذا المقياس هو سمة السياسات العربية اليوم التي تتخبط ولا تجد حلولا بعد ان فقدت غطائها الاميركي اضافة الى التحرشات الاوربية هنا وهناك على خطى الاميركيين ...فاذا كانت العواصم العربية محاصرة اليوم او على الاقل هي تعتبر نفسها محاصرة لان الاميركيين اداروا ظهورهم لهم .. فلماذا يضع الرئيس الفلسطيني الجديد نفسة في نفس الدائرة !...ويعلن التمرد على النعيم الذي هو فية .من وجهة العرب .. دعم اميركي .. دعم اوربي ...وانفتاح خليجي مالي ..اقلة ان يصدر اليد العاملة الفلسطينية من اراضي السلطة اليها ليخفف الضغط علية ...وبوابة اسرائيلية على هواها مفتوحة للمناورة التي لن يكون لها نهاية .... هل حقا ايضا العرب اليوم قادرين ان يشكلوا مرجعية للقيادة الفلسطينية الجديدة؟! التي فجعها موت ياسر عرفات رفيق الدرب ولم يفجعها موت المرحلة التي كان فيها عرفات محاصرة كما حال الانظمة .. فالقيادة الفلسطينية التي دفنت ياسر عرفات وسر موتة خارج اروقة المقاطعة هي منشغلة اليوم للعمل على الساحة الدولية وتبيت نفسها على الخريطة الدولية ولذلك هي بصدد اشهار براءات ذمة سياسية من كل ما اعتبر خطأ من عرفات بحسابات المرحلة الراهنة التي سقطت فيها بغداد وتحاصر به دمشق وبيروت .وتقف ليبيا على ابواب الاستجداء الدوليى ..الخ .. فماذا يمكن ان تفعل القيادة الفلسطينية الجديدة في ظل هذا الواقع اذا كانت كلا من بيروت ودمشق لم يرشحا بعد دوليا للعب دور المناورين مع الاسرائيليين في مفاوضات طويلة الامد وغطائها اميركي لكي تتنفس المبادرات المفترضة من اسرائيل كما حاولوا الايحاء خلال الفترة الاخيرة ..
كل هذه الاسئلة بينى على الكلام الفلسطيني ومعه الايماءة والرضى العربي .. فهل لدى محمود عباس وسائل زئبقية للكلام اقوى من ميزان ياسر عرفات ...؟ ياسر عرفات انطلق في سياساتة من اللعم اي نعم ولا في ان واحد .. وان لم ينجح فيها لكن مكانتة لم تهتز ايضا اذا فشل فيها .. لكن اليوم امام القيادة الجديدة برئاسة محمود عباس تحدي من الموقع الذي قبل فية زعيما تاريخيا لمرحلة تسقط فية اميركا وحلفائها كل الزعماء .فالمرحلة التي يقف فيها عباس اليوم تحتاج لتناقضات كثيرة علية ان يجمعها في ان واحد دون ان يمس مشاعر الاسرائيليين ولا يشكل ازعاجا للآميركيين في ان .. والشعب الفلسطيني من جهة اخرى احب عرفات ام كرهة لكنها تريد شىء لما بعد عرفات فالناس تريد الان حلا سحريا .. والمنظمات الفلسطينية تريد منه ضبطا للغتة السياسية في وسائل الاعلام والاسرائيلييين يريدون منه البراءة من العنف حتى لو كان مشهد القتل لعائلة فلسطينية من طائرة اسرائيلية وقع بجانبة وعلى مراى منه ... علية ان لايرفع صوتة وعلية ان يتولى ايضا تكميم صوت الضحية .. والاوربييين اخذوا كشوفات باسماء المستحقيين للرواتب وهم المعنيون فقط بكيف يدفعون الاموال ولمن .. وان يقرروا اذا كانت هذه العائلة تستحق او لا .. وهذا الموظف اذا كان ارهابيا او حتى لالزوم لوظيفتة اذا كان من خدم وحراس القادة الكثر .. والامركييين عين مسلطة على كل شىء ويتابعون الاشياء عن كثب ومن كل زواية من زوايا السلطة الفلسطينية ...
فمن اين سيأتي العهد العباسي الفلسطيني بعد العرفاتي ..بكل مستحقات هذا الحمل اذا ما اضفنا علية متطلبات العواصم العربية التي كما يبدوا غير مهتمة اليوم بان يخسر الفلسطينيين فرصتهم الذهبية من وجهة نظرهم .. ولكن لابد من ان نبتعد عن صيغة الكلام والزيارات التي لاتدلل كثيرا على انها كانت بدايات قافزة عن الماضي بصيغة المصالحات المعروفة عادة .. فالسياسة الفلسطينية بعهدها الجديد خرجت من عباءة الحب العربي الذي لم يثمرها شىء اكثر من الاناشيد ... والفلسطينييون ايضا يرون في العالم العربي اذا كانت التسمية للعرب لازالت قائمة على انهم مجرد طبول لحرب تقع على رؤسهم فقط .. واثبتوا عجزهم خلال اربع سنوات الانتفاضة .. ولنكن اكثر صراحة ونقول ان الانظمة والعواصم العربية ... تعرف هي ايضا .. ان الوقوف معها اليوم خسارة ..ولن يأتي بالربح لاحد... وبالتالي لابد من ان نرى ان ورقة زيارات عباس العربية .. هي بالاصح ورقة عربية للفلسطينيين الذين يتمتعوا برضى العاصمة الاميركية وربما يصيبهم من الحب جانب ولو من بعيد وهي للتبرك العربي بالنافذ من قبضة التسلط الاميركي وربما لقاءة بهم تشفع لهم ... وهناك من سيستقبلة من دول الخليج لان الفيزا الاميركية سبقت ذلك وعليهم ان لايفتحوا اي حديث عن الماضي .. بل وعليهم ان يحملوا الوفد الفلسطينيي حقائب المال ... وبهذا تكون القراءات الاولية لجولة الوفد الفلسطيني للعواصم العربية هي مختلفة المنطلقات الفلسطينية والعربية .. وبات كل واحد يعلم جيدا ... ان كل واحد علية ان يحمل وزر نفسه ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار