الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيشكل العرب قطباً في عالم متعدد الاقطاب

محمود محفوري

2004 / 12 / 8
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


بداية سأشير الى أنه ليس من ضمن مشروعنا السياسي في حزب النهضة الوطني الديمقراطي السوري برنامج يتناول المسألة العربية كاملة فنحن نعتبر مشروعنا موجها للشعب السوري. لكن في هذا الزمن ومع هذه الحضارة المدهشة بتقنياتها وتكنولوجياتها وخاصة تكنولوجيا المعلومات وثورة المعرفة واقتصادها الجديد القائم على المعرفة أصبح العالم كله مترابط ومتشابك كتشابك الجنين مع جسد أمه فمن غير الممكن أن تقول أن هزة أرضية مروعة في مكان ما على الأرض أو إعصار مدمر أو انهيار سد لا يعنيك أبدا. فكيف يكون الحال مع جيرانك وأبناء جلدتك وشركائك في التاريخ والعرق والقبيلة والنسب؟
لذلك يحق لنا أن نهتم بشأن عربي مشترك وأن نتساءل دون ادعائنا بالترويج لفكر قومي قد يقال أننا نركب موجته المتلاشية: كيف لنا في هذه المنطقة أن نصبح قطبا في عالم متعدد الأقطاب؟ لا أشك أن تطلعات خلق الله واحدة ورغباتهم متماثلة وتقوم على تأمين متطلبات حياة كريمة من مأكل وملبس ومسكن وصحة واحساس بالكرامة الانسانية وبالذات المحترمة والمحبوبة وهو ما يوحد جميع بني البشر ومن بينهم نحن أبناء هذه البلاد الخيرة الشاسعة الواسعة. ان هذه المتطلبات متجددة على مدى الأيام ومتزايدة مع تطور الحضارة. فتأمين هذه المتطلبات لا يكفله غير نظام ديمقراطي اجتماعي منفتح يقوم على مباديء العدالة والمساواة واشتراك الجميع في خيرات الوطن بشكل متكافىء. أما جانب الاحساس بالذات المحترمة فيقوم على احترام خصوصية الفرد وكرامته ضمن اطار قوانين تراعي حقوق الانسان. كل ذلك يوفره قانون ديمقراطي يحترم التعددية والتنوع والاختلاف والخصوصية للأفراد والجماعات.
فالاصلاح السياسي الاجتماعي والاقتصادي سيضع شعوب المنطقة في موقع التأثير على القرارات التي تمس حياتهم وكلنا يعلم أن الناس لا تجنمع على ضلالة أو سوء. ذلك سيكون فاتحة نهوض على مستوى كل بلد بذاته باتجاه بناء دول عصرية حضارية يزول فيها العسف والقهر والظلم والاضطهاد على أساس الرأي أو العقيدة أو العرق ويقود بشكل طبيعي الى تعاون وتقارب وترابط أقوى وأمتن تدعمه صلات القربى من لغة وعقيدة وتاريخ وعرق ونسب وجوار مع احترام الخصوصية التي كانت أو نشأت مع مرور الأيام لكل دولة وبعيدا عن الاستغلال والتسلط أو الالغاء.
فالاصلاح واقامة الدولة العصرية في كل بلد كما هو الحال عند الشعوب المتحضرة التي يسودها القانون حيث يسأل الناس عن رأيهم في من يدير شؤونهم هو بداية تحقيق الحلم القومي لمن يدعو الى هذا المشروع. ان تقارب الشعوب وتعاونها على أساس الفائدة المتبادلة والمصلحة المشتركة وانتفاء العداوة حلم للمنطق والحس السليم وتقارب العرب لن يكون استثناء. فتقاربهم فيه خير لهم وللبشرية جمعاء بعيدا عن الشوفينية القومية والتعصب واستصغار الشعوب الأخرى أو قهر الأقليات أو استعداء الجوار. ان دولة القانون والممارسة الديمقراطية والعدالة الاجتماعية في صلب أي مشروع نهضوي محلي أو اقليمي.
ويدعم هكذا توجه منطق تطور الأحداث في العالم وينسجم مع متطلبات العصر ويحترم انسانية الانسان ويطلق طاقاته على طريق تشكيل قطب حضاري في عالم متعدد الاقطاب. وسيغير الاصلاح والديمقراطية واحترام حقوق الافراد والجماعات وجه المنطقة ويحررها ويحرر قادتها من صعوبات اتخاذ القرار وتحمل المسؤوليات الخطيرة. فتوسيع قاعدة المشاركة وتداول السلطة يقدم لنا – كما قدم لغيرنا – منظومات سياسية مستقرة قوية تتخطى بسهولة الهزات التي تولدها الحياة بشكل حتمي وتزيل عن كاهل الأفراد الأحساس بتحمل المسؤليات الجسام والاستثنائية.
ان العمل من أجل الاصلاح والديمقراطية والنهضة هو عمل من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا وأوطاننا، لذا لا بد من تكاتف كل الوطنيين الديمقراطيين لدفع عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي قدما الى الأمام كي نرى بلادنا وشعوبها حرة مزدهرة وقوية.
د.محمود محفوري : رئيس المكتب السياسي في حزب النهضة الوطني الديمقراطي السوري
د. محمود محفوري
www.alnahdaparty.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ماذا عن إصدار محكمة عسكرية حكما بالسجن سنة بحق المعارض


.. مشاهير أمريكا. مع أو ضد ترامب؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. الولايات المتحدة وإسرائيل ..الدعم العسكري| #التاسعة


.. ما هي التقنيات الجديدة لصيانة المباني الشاهقة؟




.. حماس تتهم إسرائيل بقطع الطريق على جهود الوسطاء | #غرفة_الأخب