الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى السيد رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ،عبدالله ساعف

محمد فكاك

2011 / 9 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


رسالة إلى السيد رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتماعية ،عبدالله ساعف.
تعقيبا على ما جاء في جريدة "أخبار اليوم" من تصريحات الأستاذ الباحث في العلوم الاجتماعية ، فيما يتعلق بموقفه السلبي ،من حركة 20 فبراير ،حيث اعتبر السيد عبد الله ساعف أن "حركة 20 فبراير ،فاقدة للامتداد الشعبي بسبب طغيان الراديكالية على احتجاجاتها" ندوة حول الثورات العربية والعلوم الاجتماعية بالرباط.
في موقف غريب ومستهجن ومدان ،شن عبد الله ساعف هجوما عنيفا ضد حركة 20 فبراير، وهذا الهجوم العدواني لا يقل عدوانية ومضاضة من الهجومات المتكررة والفاشلة على الحركة من طرف السلطات القمعية والاستبدادية للنظام شبه الإقطاعي و الكولونيالي الرجعي القادم والوافد على المغرب من خرائب التاريخ.
وعندما تطلع على مثل تلك التصريحات الهجينة والرخيصة والمأجورة ،ومن مثقفين وباحثين ،فإنك تصعق من الوهلة الأولى ،وتشتم روائح الحقد والضغينة لليسار الراديكالي ،وأن هناك مؤامرة دنيئة وداخلية تسعى إلى إجهاض حركة 20 فبراير.فما لهؤلاء القوم من سياسيين ومثقفين لا يكادون يفقهون حديثا ،وتصيبهم "السيدا" في ألسنتهم وأقلامهم عندما تنضج الثورات ،وتخرج الجماهير لتملأ الشوارع الغضب بالمظاهرات وكأني بالمثل الرائع يصدق على أمثال المثقفين المأزومين والمهزومين والمعقدين :"كلما ابتسمت الجماهير ضاحكة مستبشرة فرحة لكل ثورة ،عبس وتولى العنينون المخصيون ،وليس في الأمر أي استغراب ،فكيف لا نفكر في هذه القولة الجميلة لكارل ماركس" تصبح النظرية مادة قوية إذا ما اعتنقتها الجماهير"
إن الثورات هي قاطرات التاريخ ،قوله أخرى لكارل ماركس ، وهاهو الربيع الثوري العربي ،وها هي حركة 20فبراير المغربية الديمقراطية والسلمية ترسم الأنظمة والنخب والقيادات والثقافات والإيديولوجيات:
ثقافة لحرية وحق تقرير المصير
وثقافة لنقيضها حيث لا ترى في المغرب إلا الملك والحاشية والعبيد والخدم والحشم والحريم والجواري والرعايا والبيعة وتقبيل الأرض واليد والركوع والسجود والتسبيح والحمد والشكر لأولي النعمة والمن والفضل.
أما حركة 20 فبراير ،فهي الأعز والأعلى والأقوى ،بينما أسيادكم المخازنجية هم الأسفل والأصغر والأضأل والأذل .إن حركة 20 فبراير تمسك الآن بالتاريخ وتقبض على مكونات الثورة رغم القمع الصلب أو القمع اللين الذين يمارساه النظام المخزني على الشعب.
إن هؤلاء القوم عار على جبين المغاربة.هؤلاء لا يرون في المغرب إلا وطنا للبيع والشراء وبثمن بخس،دراهم معدودات ،وهم فيه من الزاهدين. فلا ينبغي أن تكونوا في انتهازيتكم إن أردتم اختيار ذلك، بالغي الفظاظة والفظاعة، فإن ذلك يضر بالانتهازية ذاتها.
وعلى كل حال فهذه هي طبيعة البرجوازية الصغرى في المغرب ، فهي ملكية أكثر من الملك ،لأنها لا أصل لها ولا فصل ،تميل مع الرياح حيث تميل ،فليس نمط إنتاج محدد ،
وبالتالي فإن الموقف الهجائي التكسبي من هذه النخبة الانعزالية التي انقلبت على عقبيها بعد ما استتب الحكم لأمير المستبدين ،وحامي ملة الأمريكان والصهيون وأل سعود الرجعيين الحسن ، وغيب قسرا الأسود والنسور والنشامى والجبارين من أصلاب أطهر الأمهات العواتك من أمازيغ ويعرب أقول لحركة 20فبراير ما قاله المتنبي:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص..........فهي الشهادة لي بأني كامل..
إن شوكة حقد الطغاة والديكتاتوريين وأزلامهم ،تزين حتى قلوب النساء الرقيقة"
وما أروع الشاعر الذي يقول:
في ذاكرة كل واحد منا،
ومع ذلك فلا بد أن ذلك اليوم،
سيأتي غدا.
عندئذ تجلس الشعوب، متعاقدة الأيدي،
مثل الأطفال في قاعة السماوات الكبرى،
ومرة أخرى،سوف تدار الكأس،
كأس الحب في عرس حب الشعوب. الإيديولوجية الألمانية..كارل ماركس.
إن ما لا يمكن لكم أن تستوعبوه ،بحكم قصوركم البرجوازي الصغير ، وغياب البراكسيس أي الممارسة الثورية التي وحدها هي المولدة لكل معرفة أو علم أبحث ،،لأن القاعدة الذهبية تؤكد :أن لا نظرية ثورية ،بدون ممارسة ثورية ،فالنظرية الثورية تقود وتضيء الممارسة الثورية ، والممارسة الثورية تثري وتغني وتزهر وتثمر النظرية الثورية.
لذلك جاءت تحليلاتكم ومواقفكم قفزة في الهواء ،لأنكم كبرجوازي صغير ،لا يمكن التخلص من نظرة العلم البرجوازي القاصرة من الوصول إلى عمق القضايا الجوهرية ،
والمسائل الساخنة لشعبنا ، السوسيولوجيا البرجوازية ساكنة بنيوية جامدة ، أما السوسيولوجيا البروليتاريا في متحركة ،نابضة ،حية ديالكتيكية تاريخية.فهل يستويان مثلا؟فكيف تحكمون؟ فكن ثوريا عشرينيا لتنفتح أمامك غوامض ومكر التاريخ يا صاحبي .إن حركة 20فبراير حركة ديمقراطية تقدمية سلمية ،انخرطت في قضايا الشعب المغربي انخراطا عضويا ،وإذا كان هناك من خطر يتهددها فليس من مكوناتها الراديكالية،بل من تغييب وتهريب المثقفين حتى لا ينالوا شرف التضحيات بالمال والبنين والنفوس في سبيل نصرة الثورة ودعمها ومساندتها ،إيثارا للسلامة والأمان الشخصي ،لأنكم لا تعرفون سوى الخطابة والفرار، وتتركون فرسانكم ونساءكم لقائد الرومان ،الله الله الله يا زمان " ف"لم ترحلون وتتركون نساءكم في بطن ليل من حديد"؟أين شهاماتكم ؟ أين نخوتكم ؟ أأمازيغ أنتم؟أأعرب أنتم؟ لقد افتقدتم كل فحولة أو رجولة لا أمام العالم ، بل أمام نساء كل العالم. ستصبحون أنتم يهودا التاريخ ،تعوون في الصحراء بلا مأوى.

ولا أجد أصدق ولا أبلغ ولا أدل من قول امرأة من بني عجل في يوم ذي قار تحض قومها على قتال الأعاجم:
إن تقدموا نعانق ... ونفرش النمارق
أو تهزموا نفارق ... فراق غير وامق
وقلت على نحو هذا هند بنت عتبة:
نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
ونلبس اليلامق ... إن تقبلوا نعانق
أو تدبروا نفارق ... فراق غير وامق
ومن النمارق قول ذي الرمة:
كان فؤادي قلب جاني مخوفةٍ ... على النفس إذ يكسين وشي النمارق
لم هذا العداء المجاني ،وهذا الحقد الطاغي ،على اليسار الجذري ،ألا تعترفون له بالفضل والريادة ،وما قدمه ويقدمه من لائحة طويلة من الشهيدات والشهداء ومن النصيب الأوفى من الاعتقالات والمنافي والسجون والترحيلات القسرية و الطرد والتجويع والتخويف والترويع ،ألا تتساءلون؟ألا تستحضرون شهداء المرحلة الاستعمارية أمثال علال بن عبد الله والزرقطوني ، والحنصالي..ألا تستحضرون شهيدات وشهداء المرحلة الأكثر دموية وسوداوية للحسن ؟
من لا يمارس النضال والكفاح من داخل حركة 20 فبراير ،ومن لم يعان ويذق معنى الثورة المغربية ،ومن لم يتعرض لما تعرضت له شبيبة الحركة من ألوان القمع الأسود وفنون الاضطهاد الأحمق ،وحجم الحصار ذي الأسلوب والنمط الصهيونيين على الشعب الفلسطيني الشقيق وم يرافق ذلك من ألوان التهديد والوعيد وتجييش كل أشكال القمع البوليسي والدركي والعسكري وميليشيات المرتزقة وزبانية وبلطاجيات وقواي النظام المخزني ،هذا النظام الذي لا تستطيع أقلامكم أن تتعرض له بالنقد الجدي ،والاعتراض المبدئي يفوق في تطرفه الكيان الصهيوني الاحتلالي الاستيطاني الاقصائي ،هذا النظام المخزني العائد بأنظمته وقوانينه ولوائحه ،إلى ما قبل التاريخ لا يتردد ولا يتخجل ولا يرعوي عن إبادة كل الشعب إذا ما شعر بأي حركة جماهيرية تهدد كيانه المهزوز أو مجرد رفع الصوت للمطالبة بحق الشعب في تقرير مصيره ،وإقامة دواته الوطنية والديمقراطية على أرضه.
وبعيدا بعيدا عن التنظيرات الميتافيزيقية التأملية الهوائية والفارغة من أي مضمون ،فإن حركة 20فبراير تسير وتسير تتقدم وتتقدم إلى الأمام إلى الأمام ،يدعمها شعب همام وجبار ومهيمن يؤجل ولا يعجل ولا توجد إلا في مخيلة عشاق العبودية المخزنية ،أية حركة حية لا تحمل تناقضات أو اختلافات أو تعارضات أوصراعات ،فبالصراع الطبقي يتقدم التاريخ ،إذن ضع في أذنيك يا أنت الذي لا تسمع إلا رنة جرس المخزن ،أن الموت في الائتلاف ،وفي الاختلاف حياة الزمان كما يؤكد الشهيد مهدي عامل في كتابه في "التمرحل التاريخي"
لقد فرحتم أيها المخلفون خلاف حركة 20فبراير المناضلة وخشيتم أن تخسروا مواقعكم وكراسيكم المرتبطة إلى جذور المخزن ،فكرهتم أن تؤدوا الضريبة التي يتطلبها النضال،
لا من أجل التغيير الجذري ،بل من أجل حتى الوصول إلى الحداثة المزعومة كذبا لكم،(لأنه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ،ولكن بعدت عليهم الشقة) فلا تحاولوا زرع الفتن وأنواع الخبال والفرقة ،فاقعدوا مع الخالفين والقاعدين.
إننا في غنى عن نصائحكم ،فلنا مثقفونا الثوريون الذين يدعمون الحركة انطلاقا من مبادئهم ويلعبون دورا ثوريا كبيرا حتى تصمد الحركة وتتقوى وتتصلب كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء.إن الثورتان العربيتان:التونسية والمصرية استطاعتا أن توظفا كل طاقات بناتهما وأبنائهما في المعركة ضد الديكتاتورية والاستبداد والتخلف والقمع والقهر،حيث وقف المثقفون مع الثوار لا على منصات الخطابة وأعمدة الجرائد والندوات ،بل في ميادين التحرير.،ليصنعوا لشعوبهما غدا جديدا ومستقبلا جديدا يحريون الثورة من الثورة المضادة والرجعية التي يقودها التحالف الثلاثي :الأمريكي والصهيوني والسعودي. وليس كما اختار بعضكم أن يتآمر على الثورة المغربية علنا وجهارا ،وعلى عينك يا تاجرا في الرؤيا.
الأستاذ عبدالله ساعف،ألم يأتكم النبأ العظيم ،نبأ الشاب العربي المصري كيف مرغ الكيان الصهيوني في الوحل ، وكيف رد صفعات المهانة والإذلال أضعافا مضاعفة اعتمادا لا على ترسانة حربية من صواريخ وطائرات ودبابات ودعم لوجيستيكي أمريكي ،بل وسجل أنه فتى عربي من شعوب عربية ظن الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية من المحيط إلى الخليج أنهم أعلنوا وفاة العرب ،فهل أنت المحلل الاستراتيجي كنت تتوقع أن تسقط إمبراطورية الكيان الصهيوني بقيام شاب بحرق علم دولة احتلالية على أرض الكنانة، وتقتحم وتحرق وتدك وتنسف نسفا وهكذا لم تسقط "قماطة" و"خرقة" إسرائيل فحسب ، بل سقطت وهوت معها "مقهورة كل حكام الهزيمة كل الموطوئين والمذلولين والمرذولين والقوادين في العواصم العربية.إن مواقفكم من حركة 20فبراير ،وحقدكم الدفين على الجبهة الموحدة الصامدة وما تثيرونه من تشويش وتخريب سياسي وإيديولوجي ،ليرمي بوضوح وجلاء إلى تعطيل مفاعيل الحركة الديمقراطية وإجهاضها ،لتكريس دولة المخزن واستمرار أسر الشعب داخل التيه اللانهائي.
إن الدولة الوطنية تولد على الأرض وتخرج من صلب الشعب ،وتسقى من شجرة الحرية وتصنع من إرادة الشعوب ،وليس توسلا أو منة أو فضلا أ التفاتة من شخص فردي ،
لأن التاريخ علمنا أن الجماهير الواعية والمنظمة هي التي تصنع التاريخ ،وتشيد الدول العظيمة. وهذا ماتقوم به حركة 20فبراير من تحركات واحتجاجات وانتفاضات عللا امتداد خريطة الوطن ،لهو مؤشر ذو دلالة على رفض الشعب لسياسة الاستبداد وقمع الحريات وهيمنة وتغول الأجهزة القمعية ،وتفشي الفساد والمحسوبية والزبونية وغياب العدالة الاجتماعية ، وتدني التربية والتعليم والصحة وانتشار البطالة ،لقد هزمت آليات القمع والتقتيل.إن النظام الذي تدافع عنه ليست له أية شرعية أو مشروعية أوقاعدة شعبية بل هو من صنيعة الاستعمار من تركة التزاوج اللواطي للرجعية الكلاوية والفرنسية الليوطية.
إن المصالح العليا لوطننا ،تفرض على شعبنا وقواه الحية والوطنية والديمقراطية رفض وثيقة مصنوعة في دوائر الامبريالية والاستعمار والصهيونية إنه دستور ممنوح ومشبوه ومغشوش،وما يترتب عنه من انتخابات مهازلية إذن يجب رفع المطالب حتى أقصاها ،ومنها مبدأ إلغاء معاهدة أيكس ليبان وملحقاتها حتى يتم استعادة تاريخ المغرب وإكمال استقلاله.
كما لا ينبغي لنا التأجيل أو التردد في إقامة دولة علمانية لائكيه مدنية ،لأن بهذه الدولة وحدها يمكن عزل ومقاطعة والتشديد على كل أشكال التطرف وغلاة الإرهاب والعنصرية والكراهية والحقد وإذلال المرأة.
فتمترس ما شاء لك أن تتمترس في الوسط ،وتوغل ما شاء لك أن تتوغل في اليمين ،فودافع ما شاء لك الدفاع عن الغلط لكن حذار..حذار من الاقتراب من حركة 20فبراير.
أما شهداء حركة20فبراير الذين سقطوا إما تحت التعذيب أو القتل البطيء فني أقول للأمهات الجميلات ما قاله محمود درويش للعدو الصهيوني:
يا دامي العينين و الكفين !
إن الليل زائل


عن إنسان

وضعوا على فمه السلاسل
ربطوا يديه بصخرة الموتى ،
و قالوا : أنت قاتل !
***
أخذوا طعامه و الملابس و البيارق
ورموه في زنزانة الموتى ،
وقالوا : أنت سارق !

طردوه من كل المرافيء
أخذوا حبيبته الصغيرة ،
ثم قالوا : أنت لاجيء !
***
يا دامي العينين و الكفين !
إن الليل زائل
لا غرفة التوقيف باقية
و لا زرد السلاسل !
نيرون مات ، ولم تمت روما ...
بعينيها تقاتل !
وحبوب سنبلة تموت
ستملأ الوادي سنابل ..!
إنني أقول لك:لنا في أرضنا ما نعمل ،فاخرجوا من قضيتنا واخرجوا من جرحنا واخرجوا من قمحنا واخرجوا من شأننا ،إن حركة20 فبراير تعتز أيما اعتزاز بالتناقضات والاختلافات ،وهي قادرة على حلها وتجاوزها بما يجعل الحركة: وحدة...تعددية...تعددية...وحدة وحدة....اختلاف ..اختلاف ...وحدة.
محمد أبو المهدي محمد فكاك.
ابن الزهراء
يراع من ذهب ودم.
حامل الألوية الحمراء : المطرقة والمنجل
أقسمنا بنا ،أقسمنا بانتصار الشمس
إنحر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بوتين ووسائل الإعلام الحكومية الروسية يسخرون من أداء بايدن و


.. الانتخابات الفرنسية.. الطريق إلى البرلمان | #الظهيرة




.. إيران أمام خيارين متعاكسين لمواجهة عاصفة ترامب المقبلة


.. الناخبون في موريتانيا يدلون بأصواتهم في انتخابات الرئاسة | #




.. بعد قصف خيامهم.. عائلات نازحة تضطر للنزوح مجددا من منطقة الم