الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار الألماني:صراع الأقطاب

فريد يحي

2011 / 9 / 29
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الصراعات بين الأجنحة وجدت دائما في اليسار ، حتى عندما كان اليسار تسمى بي.دي.اس. الجديد هذه المرة هو تبني فاغنيهت للتطرف.فهي لديها الكثير مما يجب عمله مع بطريرك الحزب لافونتين لرفع الضغوط الهائلة عليها من قبل البراغماتين ،الذين يساومونها على أن تكون آو لا تكون.

هناك اختبار حاسم يهدد اليسار ، فحزب البطريرك لافونتين يريد أن بيداء معركته لغرض إيصال فاغنيهت إلى منصب زعيم كتلة اليسار البرلمانية المشاركة في البوندستاغ. الواقعيون ضد هذا الأمر بشكل صارم. إنهم يأملون في التجديد للرئيس غريغور غيسي – ولكن يبقى السؤال هل يجرؤ هو على المواجهة؟

غريغوري غيسي هذه الأيام ، لا يملك إلا أن يتحدث..ويتحدث عن سياسات الضرائب غير العادلة ،القضية الفلسطينية وزيارة البابا المرتقبة.فهو على ما يبدو يرفض أن ينهي كلامه – ربما نظرا لإحساسه الخفي على أن الصمت، سيقود الشخص المقابل له للسؤال غير السار الذي يتوقعه...آلا وهو " كيف ستسير الانتخابات القادمة"؟ ،خاصة والأمر مرتبط بفصيل من مرشحي القيادة المزدوجة مع زاهارا فاغنيهت ...ولكن هذا الأمر يجعل الثرثار يتوقف للحظة عن الحديث،لان على ما يبدو قد فاته في الحديث شيئا ...ليستدركه ويصرح، سأبقى اكلم نفسي طوال الوقت بخصوص الانتخابات وإلا "لن أتحدث على الإطلاق". فالانتخابات يبدو أنها ستكون صعبة من أجل العثور على شخص مدعوم من قبل أغلبية كبيرة".

على بعد أمتار قليلة منه ،ستجد المرأة التي صارت سبب كل هذا الضيق غير العادي الذي ينتاب غيسي: إنها زاهارا فاغنيهت 42 عاما ، نائب زعيم الحزب ،و الناطق الرسمي للحزب الشيوعي السابق ،تظهركما تعود عليها الجميع ،وكما هو الحال دائما ، في كثير من الأحيان ترتدي الأسود،وشعرها الأسود معقود...إنها لا تزال إلي يومنا هذا رمزا للجناح اليساري..

لأسابيع... والمضاربة بشأن الطموحات كزعيم للكتلة البرلمانية قائمة، ولكن منذ يوم الثلاثاء الفائت، فإن النقاش قد دخل تماما حيز التنفيذ...فالعديد من فصائل اليسار المشارك في الحزب قد أعلنت انطلاقا من مصلحة الحزب الرئيسية ،فأنهم بوضوح يسمون فاغنيهت... التي أجابت "أنا لا أغلق هذا الباب من حيث المبدأ"، مضيفة. "ولكن لا توجد محاولة من قبلي في هذا الشأن".

الواقع إن أوسكار لافونتين بطريرك الحزب ، حتى و لو انه لم يدلي ببيان أمام الملأ في الوقت الراهن ، إلا أنه الداعم القوي لفاغنيهت ، فالجميع في الحزب خاصة ، والسياسيون في البلاد عامة يعلمون أن الرئيس السابق للحزب ،والحامل لدرجة الدكتوراه في الاقتصاد. مازالت قراراته ذات نفوذ على مستوى الحزب وهويته اليسارية ، بالرغم من تقاعده في منزله بمدينة سابروكن لأسباب صحية،ولكن النفي أو الرفض يسمع بأصوات مختلفة داخل أروقة الحزب. فالبراغماتيون في حزب
اليسار... لا يريدوا أن يفقدوا شيئا.

المشهد يبدو في هذه الأيام كما لو كان هناك قطارين في حزب اليسار يتسارعان تجاه بعضهم البعض...في الأول يجلس لافونتين وحزب اليسار بينما الواقعيون يجلسون في القطار الأخر.

الواقعيون يرون أنفسهم في موقف دفاعي منذ شهور ، فهم غير سعداء مع بروز زعماء للحزب أمثال جيسين لويتتستش و كلاوس ارنست .فانخفاض مؤشرات اليسار في الوقت الحالي،التي صارت تقارب مؤشرات حزب الديمقراطيون الأحرار على نفس السياق، مستوى 6% والتي تشكل نصف النسبة المتحصل عليها اليسار في انتخابات 2009حسب إحصائيات فريق أبحاث مختص في الانتخابات البرلمانية ، مما يجعل الواقعيون ينتهجون نفس السياسة من كلا الجهتين. فهم و فاغنيهت لا يريدون المشاركة في هذا الانهيار...فقبل أسابيع هددوا غيسي بأنه سيكون صاحب العربة المتراجعة في انتخابات 25 اكتوبرالمزمعة...عندها سينكسر العامود.
فغيسي هو الوحيد الذي سيكون باستطاعته منع اصطدام القطاران إلي حد ألان. فبمقدوره أن يمنع فاغنيهت من أن تكون زعيمة للكتلة اليسارية في البرلمان. لكن ذلك يعني أن غيسي سيعارض لافونتين ... الرجل الذي أشترك معه في أنشاء مشروع أنشاء كل اليسار الألماني.

غيسي يمكنه أيضا أن يحاول سلوك طريق رسمي ليمنع العربة من التراجع ، وذلك من خلال قمة مزدوجة... والتي رفضت من قبل أغلبية حزبية فيما سبق، هذه الذروة المزدوجة كانت قد قررت قبل عام.نظرا لان العضوات الإناث- أكثر من النصف- لا يردن أن يكون ممثلات عن طريق غيسي وحده فقط.أعضاء الحزب الممثلين في البرلمان عن القرى هم أيضا يرغبون في شخص متوافق مع وضعهم الاجتماعي... بالإضافة إلي اتخاذ جانب غيسي.

مجموعة الغرب الألماني والنساء أيضا ينبغي لهما ، أن يصرا على قيادة مزدوجة ... حتى ولو كانت فاغنيهت من مواليد "ينا""مدينة بالجزء الشرقي في ألمانيا " ،إلا أنها ممثلة عن دائرة دوسلدورف ، وهذا ما يتناسب تماما مع التعريف الغربي للإناث. النائب اليساري البافاري نيكول غولكي يقول ... فاغنيهت تعتبر مرشحة واضحة" ، مضيفا "إنها تبدو جيدة كزعيم للكتلة البرلمانية". فلا ليس هناك مرشحون آخرون... جادون في الوقت الراهن.

بطبيعة الحال ، لم يتقرر أي شيء رسمي بعد من قبل حزب اليسار،فالنقاش لا يزال مفتوحا ، فاغنيهت تجلب أي شي لتعرضه إمام أعين الداعمين لها ،فهي ذكية وبارعة،لها خط معارض وواضح ضد الرأسمالية،ولن تسمح لغيسي بأن يدفنها ، في الربيع الفائت عزمت على الترشح لرئاسة الحزب ، ولكنها تراجعت..الآن يبدو انه وقت عمل القمة وحان وقت إيجاد الزهور،البعض يريد أن يشير إلي أن فاغنيهت...هي اليوم مختلفة عما كانت عليه خلال التسعينات من خلال آراءها التحريضية ووجهات النظر الخام العديدة، بشأن أوجه العلاقة بين ألمانيا الاتحادية وألمانيا الشرقية.

أما بالنسبة للبراغماتيون اليساريون لا تزال فاغنيهت غير مقبولة ، فهم يعتقدون بأن انتخابات زعيم الكتلة ...ستكون شهادة الوفاة...خلال العام 2008 أرادت أن تترشح للمرة الأولى لمنصب نائب رئيس الحزب ،فحذرت من قبل غيسي...الذي يحذر هذه المرة أيضا "بأن إلا شارة ستكون خطأ".فهو منذ ذاك الوقت يهدد بالاستقالة لأجل منع فاغنيهت...لان وقتها لم يحن بعد...حسب رأيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أزمة اليسار الألماني
نعيم إيليا ( 2011 / 9 / 29 - 11:38 )
تحية للكاتب الأستاذ فريد يحيى
في إحدى مقالاتها أكدت الكاتبة السيدة مكارم ابراهيم المحررة في صحيفة الحوار المتمدن لقرائها، أن أزمة اليسار الألماني ناجمة عما يتعرض له من إفك الإعلام الألماني وحملاته الظالمة. وقد أردت أن استوثق من صحة أقوالها عندكم، فلم أجد لها عندكم مصداقاً. فهل يعني هذا أن صحيفة الحوار المتمدن تنقل معلومات غير موثوق بها؟

اخر الافلام

.. الشرطة تمنع متظاهرين من الوصول إلى تقسيم في تركيا.. ما القصة


.. الشرطة الفرنسية تطلق غازاً مسيلاً للدموع على متظاهرين متضامن




.. الشرطة الإسرائيلية تدفع متظاهرين خلال احتجاجات على الحكومة ف


.. في يوم العمال..توتر واشتباكات بين متظاهرين والشرطة التركية




.. اشتباكات بين الشرطة التركية ومتظاهرين احتجاجا على إغلاق ميدا