الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عكاز يطفو فوق الماء

طالب المحسن

2011 / 9 / 29
الادب والفن


عكاز يطفو فوق الماء
في مسرحيته (ايولف الصغير) تحدث الكاتب هنريك ابسن عن صبي ساقه مبتوره ويستعمل عكازا ، ترك منزله وبحثت عنه امه الى ان اتاها الخبر الصادم ..... عكاز يطفو فوق الماء....هذا الخبر قد يكون لا معنى له لكن لامه ( ام ايولف الصغير في المسرحيه) فهو الخبر الصاعق ، انه يفيد بان ايولف الصغير الان تحت الماء ، تسحقه الامواج الى قرارها المظلم .
اليوم التعامل مع سحق الانسان وصل من الجرأه لان يسوق انه ( عكاز يطفو فوق الماء ) وعليك كما يريدون هم التعامل وردة الفعل مع مايناسب العكاز فحسب غير آبهين بالضحيه التي يدفعونها بعيدا الى القعر .
هامش الصراع على الحريات المدنيه وحركة الشارع ونشاط المثقفين رجالا ونساءا من اجل الحفاظ على مكاسب الشعب وهي نتاج نضال دؤوب ومضني خاضته اجيال متعاقبه ، يحاول بعض حديثي النعمه بكل مستوياتها الاجهاز عليها وتحويلها الى رصيد في جيوبهم التي لن تمتلئ ، انهم يخدعون الشعب وتحويل انظاره عن الضحيه التي يحاولون دفعها الى الاعماق السحيقه واظهار الموضوع ليس اكثر من عكاز فحسب.
ان كل حركة الشارع العراقي المدني يختزلها البعض وبقصد ، انها بسبب الخمر ومن اجل ذلك راحوا يحشرون قوى دينيه لتعضيد موقفهم وكأن مثقفي العراق هم مجموعة مدنيين عشوائيين مدمنين اشتكت المدنيه والمدينه منهم وتحول جوهر الصراع من موضوعة الحريات المدنيه الى قنينة خمر اي عكاز، وفي اللحظه ذاتها يتوعدون النشاط المدني ويتعجبون لحراكه.
ان ألام في مسرحية ايولف الصغير قد كبدها رؤية العكاز الطافي لانها تعرف معناه بشكل حقيقي يثقب القلب ، وكذلك المثقفين العراقيين لن ينظروا للعكاز ولكن لظلال هذه الصوره المؤلمه ، القاهره التي تستحق التمعن وكشف كل ابعادها .
ان تحويل الاختلافات في الرؤيه المدنيه لتفسير الدين ، لايخلق اجواء مناسبه للحلول ، وان صدام كان رائد في هذا المضمار حينما قمع المرأه بحد السيف لكي يظهر نفسه شريفا على حساب اعناق الاخريات بل انه خاض حربا داميه لثماني سنين حرص فيها ان يرتدي زي الاسلام بل سمى حربه القادسيه الثانيه باعتبارها امتداد للقادسيه الاولى ايام الفتوحات الاسلاميه واطلق على نفسه عبدالله المؤمن وقد التفت حوله منظمات اسلاميه شتى كانت بغداد محط رحالهم ، ويفتون له ويشدون من ازره ....ثم حربه مع العالم وايضا كالعاده احتمى بستار الدين واعتبر حربه حرب الايمان كله ضد الباطل كله وقد غنى له المطبلون ، اذكر هذه (لا...لا...لا والله والعباس...توكع زلم فوك الزلم لمن يشيب الراس ... هاي الكاع ماتنداس ) وكلنا بالطبع يعرف نتيجة هذه الحرب وماجرى لهذه (الكاع) وهؤلاء المطبلين.
اذن فقصة العراقين مع استخدام الدين قصه طويله بل يكاد العراقيون اعرف الشعوب بها لذا بيع الماء في حارة السقايين ليست تجاره مربحه على الاطلاق وان زج الدين يعطي مؤشرا في غاية الخطوره وهو ان لا امل يرتجى حينما تطل اي مشكله اذ سيكون الطريق سالكا لدفع الدين الى الواجه . ان الدين وشيوخه اسمى من ان ينخرطوا في حوار الاطراف المدنيه ، انهم راعين لهذا البلد ، يتوسمون السلم الاهلي والمجادله بالحكمه والموعظه الحسنه .
آه يا أم ايولف الصغير ، ان كل دموعك وآلامك لازال البعض يعتبرها على عكاز فقط جاء طافيا فوق الماء

د. طالب المحسن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل