الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللصوص يسرقون الكوفة

حافظ آل بشارة

2011 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


تتحدث الحكومة عن تهيئة النجف كعاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2012 ، ويجب على العراقيين قبل غيرهم معرفة قدر هذه المدينة المقدسة ، وهويتها الروحية والسياسية والثقافية . تضم ولاية الكوفة القديمة الحواضر الثلاث : النجف ، الكوفة ، كربلاء ، ويضم هذا المثلث الجغرافي مراقد الامام علي (ع) والامام الحسين (ع) والذرية الطاهرة من أهل البيت (ع) واصحابهم ، وهناك مراقد نوح وإبراهيم و 370 نبيا و600 وصي ، كانت الكوفة قلب العراق ، وهي عاصمة الخليفة المنصوص عليه علي (ع) ، هي عاصمة التصحيح في مسيرة الاسلام ، ومنها انطلقت الجيوش لمقاتلة الناكثين والقاسطين والمارقين ، وفي مسجدها القى سيد البلغاء خطبه الشهيرة التي يصعق لها اؤلو الالباب ، وفي مسجدها تلقى امام الهدى ضربة اشقى الاولين والآخرين ، ومن اصداء بلاغة ذلك العملاق الفريد نشأت مدرسة الكوفة لآداب اللغة العربية ونحوها وبلاغتها. ولم تشهد المدينة اختلاطا بالثقافات الاخرى كما جرى للبصرة او بغداد بل بقيت امتداد لحضارة الحيرة العربية على عهد دولة المناذرة حتى جاء الاسلام ، في هذه المدرسة ولد الشعراء والفقهاء والمحققون والمؤرخون ، وكانت حافلة بالمكتبات ودكاكين الوراقين ، وفيها تجد الورق الصيني والتهامي والخراساني والقرطاس المصري والجلود والصكاك ، اما الولاة الذين حكموا الكوفة بأمر الخلفاء منذ تاسيسها حتى آخر العهد العباسي فيبلغ عددهم واحدا وسبعين واليا اولهم سعد بن ابي وقاص على عهد الخليفة عمر بن الخطاب وآخرهم محمد بن جعفر العلوي الذي ولاه المعتز العباسي الكوفة سنة 251 هـ . والكوفة أول من سك النقود في الاسلام مضروبة بالخط الكوفي وهي الدراهم والدنانير فالدنانير نقود ذهبية والدراهم نقود فضية ، و يسمون النقود الذهبية العين ويسمون النقود الفضية الورق . وفي الكوفة تطورت مدرسة الفقه الاسلامي فقه اهل البيت (ع) بعد تنقلها عبر مراكز علمية عديدة انطلاقا من المدينة المنورة حتى أواسط القرن الثاني الهجري بوجود الإمام الصادق (ع) الذي انتقل في اواخر حياته ليعيش في الكوفة سنتين ايام ولاية ابي العباس السفاح ، ازدهرت مدرسة الكوفة من أواسط القرن الثاني واستمرت إلى القرن الرابع خلال الغيبة الكبرى . اما مدرسة النجف الأشرف فقد ظهرت عندما انتقل اليها الشيخ ابوجعفر الطوسي في أواسط القرن الخامس الهجري ، فالنجف وارثة امجاد الكوفة وهي أعظم جامعة دينية علمية لمدرسة الامامة . وادى توافد اقوام مختلفة على الكوفة في العصر العباسي للتجارة وطلب العلم الى التلاقح الحضاري والتنوع الاجتماعي ، كما كان لها الدور الاول في تطور الدراسات العقلية ، قال الوشاء : ادركت في مسجد الكوفة تسعمئة شيخ كل منهم يقول : حدثني جعفر بن محمد (ع) . بعد كل هذا نجد من لا يفهم ماهي النجف وما هي الكوفة ويتحدث القوم عن سرقات في موازنة اعداد هذه المدينة المقدسة عاصمة للعالم الاسلامي ، هل نستحق هذا الشرف وهل يمكن ان نكون ورثة لامجاد النجف والكوفة ؟ هل يمكن لأي لص محترف ان يعرف كيف تكون المدينة عاصمة ثقافية للمسلمين ولماذا ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان: أين الضغط من أجل وقف الحرب ؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مؤثرة موضة تعرض الجانب الغريب لأكبر حدث للأزياء في دبي




.. علي بن تميم يوضح لشبكتنا الدور الذي يمكن للذكاء الاصطناعي أن


.. بوتين يعزز أسطوله النووي.. أم الغواصات وطوربيد_القيامة في ال




.. حمّى الاحتجاجات الطلابية هل أنزلت أميركا عن عرش الحريات والد