الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ذكرياتي مع الأسماء

عبد القادر أنيس

2011 / 9 / 29
كتابات ساخرة


تعود بعض ذكرياتي مع الأسماء إلى طفولتي المبكرة في الريف. يحضرني منها الآن حادثة ظل الناس يتندرون بها حتى اليوم. كانت التلال والهضاب العليا الشمالية في الجزائر تستقبل في نهاية الربيع وأشهر الصيف حتى بداية الخريف جماعات كثيرة من بدو الصحراء الذين كانوا يجلبون معهم خيامهم ومواشيهم وإبلهم ليقضوا بمحاذاتنا وفي حقولنا شطرا من فصل الربيع وفصل الصيف، بعد أن تكون أنعامهم قد أتت على الأخضر واليابس في مناطقهم بسبب امتداد فصل الحرارة لأشهر طويلة قاسية تشح الأرض وتجف الآبار والغدران والوديان وتستحيل الحياة.
وفي الخريف يقفل هؤلاء الرحل عائدين إلى مضاربهم أو منازلهم، محملين بما تمكنوا من حمله من حبوب وأعلاف. وعادة ما يكون الخريف عندهم مبكرا ورحيما فتنزل الأمطار وتخضوضر البراري فيسرعون بالرحيل بعد أن تأتي المواشي هنا على هشيم المزارع وتبنها، وحتى أشواكها التي كانت تتمكن الإبل من الالتفاف عليها بألسنتها وأكلها بأعجوبة.
كان الناس عندنا، والريفيون خاصة، يعطون أهمية كبيرة للفأل والطيرة والشؤم والنذر في حلهم وترحالهم وفي كل أمر يزمعون القيام به. كان هؤلاء الرحل يحرصون صباح الرحيل على سماع كلمة طيبة أو اسم يتفاءلون به فيطمئنون أن رحلتهم ستكون ميمونة خاصة في تلك الظروف التي كانت السفر فيها على الأقدام وظهور المطايا وليس مثل اليوم حيث استبدلوها بالشاحنات في هذه التنقل الذي لم يتوقف. وانتبه أحد الأشقياء عندنا فتعمد أن ينهض باكرا قبل أن يبدؤوا في طي خيامهم وحزم أمتعتهم، ثم يصيح، من بعيد، بأعلى صوته متلفظا بأسماء منكرة يقرؤون فيها علامة شؤم فيقررون تأجيل الرحيل إلى الغد.
لم يكن هذا الشقي في حاجة إلى جهد كبير لكي ينكد عليهم ويعطلهم عن رحيلهم. فالكثير من الناس عندنا كانوا يختارون لأبنائهم أسماء منفرة دفعا للحسد والعين بسبب كثرة المصائب ووفيات الأطفال. ولم تكن قرية من القرى تخلو من هذه الأسماء مثل اسم البخوش أي الحشرة واسم الخامج أي المتسخ واسم المطيش أي المرمي، وهو ما نجده أيضا في الأسماء العربية القديمة مثل حنضلة وعلقمة وطلحة لحشائش مُرّة وصخور دفعا للضر والعين.
كان هذا الشقي يصيح: يا بخوش، تعال يا حلوف (خنزير)، أو يشتم شتائم مقذعة، وما أكثرها عندنا. وهي ظاهرة لا تزال موجودة يلجأ إليها الناس في سورة الغضب. وكان هذا كافيا ليردع القوم عن الرحيل. وراح يفعلها عدة أيام حتى انتبه إليه الكبار ونهروه، وأخيرا لما سمعوا صياحا من قبيل: يا رابح، ويا سعيد ويا مسعود، ويا مبروك، رحلوا.
من ذكرياتي حول الأسماء في طفولتي تلك التفسيرات التي كانت تقدمها العجائز إجابةً عن أسئلتنا. مثلا سألناها مرة: لماذا يسمى القبائل بهذا الاسم؟ والقبائل اسم يطلق على منطقة أمازيغية كبيرة في الجزائر أغلب أراضيها جبلية وغابية تحصنت بها من الغزوات الخارجية وحافظت على أمازيغيتها لغةً وانتماءً وعادات وتقاليد وأعرافا، بخلاف مناطق أخرى تعربت حتى صارت تتنكر لأمازيغيتها بل وتستمد من عروبتها نسبا وشرفا تتفاخر به على غيرها.
لماذا إذن، وحسب أمي، سمي القبايل (كما نلفظها) هكذا: السبب في رأيها أن العرب المسلمين عندما جاؤوا لنشر الإسلام في منطقتنا رفضه القبايل، فما كان من العرب إلا أن ساقوا أمامهم إبلا هائجة ترعد وتزبد، فخاف الأمازيغ وظنوها وحوشا سلطها الله عليهم وصاحوا: قبلنا، قبلنا، قبلنا الإسلام، ومن يومها صاروا قبايل !!
ومرة نسأل أمي عند سبب فرض شهر كامل للصوم في رمضان، فتقول: السبب هو الهامَة المشؤومة (البومة)، لولاها لما كان رمضان. ففي قديم الزمان وسالف العصر والأوان، اجتمعت الطيور والحيوانات البرية وقررت فرض الصوم على البشر حتى يشعروا بما تعانيه الطيور والحيوانات عندما تجوع ويطاردونها من حقولهم ويمنعونها من محاصيلهم، وتوالت الاقتراحات الكثيرة دون أن يحظى أحدها بالقبول بين مُكْثرٍ ومُقِلٍّ، وأخيرا جاءت الهامة: وقالت: شْهَيَّرِ، شْهَيَّرْ، ما يْطَوَّلْ، ما يْقَصًّرْ ظْفَيَّرْ (تصغير ظفر)، فأعجبت الحيوانات بهذه المقالة وقررت فرض صوم شهر على بني البشر! ولست أدري متى تجتمع الطيور مرة ثانية وتلغي قرارها !
في المدينة ومن بين الذكريات التي احتفظ بها من الطفولة ومازلت ابتسم لها كلما تذكرتها، أنني حضرت، إن لم تخني الذاكرة، سنة 1963، مباراة للكرة الطائرة للفتيات. لم أكن حينها قد تمدنت بما يكفي. البداوة يومئذ لا تشبه بداوة اليوم حيث لم نعد نفرق بين سكان الأرياف والمدن بعد أن تمدن الجميع في ملبسهم ومركبهم ومشربهم ومأكلهم ومشيهم وسلوكهم، لم يبق هؤلاء على نيتهم وسذاجتهم ولا هؤلاء على فطنتهم وشطارتهم، رغم أن الجميع في نظري قد تبدَّى الآن بعد أن تريفت المدن ثم غزتها الصحوة الإسلامية لتقضي على ما بقي من مدنية. فحتى الحدائق نهشوها من جميع الجهات ليقيموا حولها أكشاكا. قبل ذلك كان الريفي ريفي والمدني مدني مثلما كان الشامي شامي والبغدادي بغدادي والشرق شرق والغرب غرب.
كان الريفي عندما يقصد المدينة معروفا من لباسه ومشيه وطريقته في الكلام مثلما يصف بديع الزمان في مقامته البغدادية. ومع ذلك وهذه المفارقة العجيبة، كان الريفي إذا سكن المدينة يحاول بسرعة أن يتأقلم مع عاداتها تجنبا للسخرية خاصة في النظرة إلى المرأة ومعاملتها وفي شيء من اللين بدل الخشونة وشيء من التسامح بعد التزمت، رغم أن الريفيين في أريافهم كانوا يتفاخرون على المدنيين ويعيرونهم بأنهم بلا شرف ولا حشمة ولا تحكم في نسائهم وبناتهم، والبعض كان ينفي منبته الحقيقي ويدعي أنه إنما جاء من بلدة أخرى مجاورة وليس من الريف. البداوة الحديثة التي غزت مدننا في هذه الأيام من نوع آخر، بداوية تريد أن تعيد ربط الناس إلى ما عاشه المسلمون قبل أربعة عشر قرنا مثل إعادة النظر في المكاسب التي تحققت للمرأة ومثل الإقبال المفرط على التدين ومثل التزمت ومثل العودة إلى لباس غير عصري على الطريقة الأفغانية أو السعودية مع الحرص فيه على تقصير السروال وحف الشوارب وإطلاق اللحى والزبيبة ومثل اتخاذ ما قبل الصلوات للمواعيد بدل ضبطها بالساعة والدقيقة.
في أيام طفولتي كان عدد المصلين قليلا جدا، وكانت الحانات منتشرة والمساجد نادرة يسافر الناس عشرة وعشرين كيلومتر لأداء صلاة الجمعة والعيدين فيها، ومع ذلك كان الناس متمسكين بأخلاق وأعراف وتعاملات أفضل. الآن الكبار يقولون لك: كنا نسكر ولكن كان الحياء وكانت الحشمة وكانت الكلمة والوفاء بالعهود وكانت القناعة والرحمة رغم الفقر المدقع، وهي اليوم مفقودة رغم كل هذا الخير في الملبس والمركب والمسكن.
أعود للأسماء موضوع هذا المقال. قلت إنني حضرت مقابلة في الكرة الطائرة في أحد الملاعب كان متواجدا في إحدى الحدائق الغناء التي ورثناها من العهد الاستعماري، ولم نشيد مثلها حتى اليوم، ولا داعي للتفصيل لأن هذا سوف يبعث فينا مزيدا من الأشجان. المباراة كانت تدور بين فريق مدينتنا وفريق مدينة بعيدة. لأول مرة أحضر مثل هذه المبارايات كمتفرج. كنت في غاية الدهشة. لم تكن التلفزة يومها قد دخلت بيوت الناس. كانت فتيات المباراة تلبسن تبابين قصيرة كما كانت تقتضيه قواعد اللعبة ويتحركن بحرية ويتبادلن الأحاديث واللوم والتوبيخ أو التهاني على إي إنجاز بطلاقة وبدون عقد. كانت الفتيات تبدون لي وكأنهم قادمات من كوكب آخر، هذا بينما كانت فتيات ونساء الأرياف وحتى فقراء المدن محرومات من تجاوز عتبة البيت التي كان أغلبها بدون نوافذ حقيقية، مجرد فتحات عالية. واليوم عندما أتذكر المشهد أشعر بالحسرة على ما خسرناه من تحضر بسبب هذه الهجمة البدوية الإسلامية المتطرفة.
ما أتذكره حول الأسماء أن فتاة جميلة بأداء رياضي أجمل، كانت رفيقاتها تنادينها "أنا"، "أنا" ، "أنا"، فتعجبت كيف أن بنتا اسمها "أنا". بينما أسماء الفتيات الأخريات كانت مفهومة ولو أنها كانت عصرية بالنسبة لي. أسماء النساء عندنا كانت تقليدية بعضها لها صلة بالأسماء العربية وأخرى لها صلها بالأمازيغية وبعضها لها صلة، كما قلت سابقا، بالفأل والطيرة والتشاؤم. كانوا مثلا يسمون البنت الأولى التي تأتي بعد عدة إجهاضات "عيَّاشة" حتى يعيش من يأتي بعدها، حسبهم، وكانوا يسمون "بركاهم" أي "يكفيهم" بالعامية الجزائرية أو "كفاية" بالعامية المصرية، للبنت التي تأتي بعد بنات كثيرات رجاء مجيء الولد الذكر الذي طال انتظاره.
ظل اسم "أنا" هذا كالصدى في رأسي سنوات عديدة، حتى اكتشفت بالصدفة أن الاسم المقصود هو "هناء"!
لماذا إذن كان الجميع ينادونها "أنا" بما في ذلك المدرب؟ السبب أن القوم كانوا من أبناء الطبقات المدنية الميسورة التي أخذت حظا كبيرا من الثقافة الغربية والتمدن فحررت النساء وعلمتهن وأخرجتهن للدراسة والعمل والرياضة في مثاقفة حقيقية مع المجتمع الفرنسي الجزائري يومئذ. كانت لغتهم المتداولة عادة هي اللغة الفرنسية وبما أن الهاء لا تنطق في الفرنسية، فقد تحولت "هناء" إلى "أنا".
هذا كان يحدث مع الأسماء الأخرى التقليدية التي كانت تتحول مع الفتيات يومئذ، فتصير خديجة "كادي" وفاطمة الزُّهرة، كما ننطقها، "فازو"، وفاطمة "فاتي" !!!

في أيامنا هذه صار الجزائريون يختارون لأبنائهم أسماء حديثة ومشرقية في الغالب وحتى غربية تختار حسب مناسبات معينة ولم تنجح الدولة في فرض الأسماء التي قننتها في البلديات. فعندما كان أحد الأفلام الأردنية يعرض في الشاشة أعجبت النساء بـ"نجود" فشاع الاسم، ثم توالت الأسماء مثل فريد وعبد الحليم وشادية ورمزي ومهند وفتحي ووائل وغيرها، وكان هذا يغضب الكبار الذين لا يحسنون النطق بها حتى يتحول وائل مثلا إلى "وايل" وتتحول "هيفاء" إلى "هايفة"، وفي حرب الخليج الأولى ضد العراق أعجب الناس بصدام حسين، فأطلقوه على أبنائهم هكذا مركبا، وقبله شاع اسم محمد الخميني ثم نصر الله ثم أسامة، وخلال الصحوة الإسلامية شاعت الأسماء الدينية وخاصة أسماء الرسل: أيوب، يونس، شعيب، ولم تكن موجودة عندنا، وأسماء صحابة أيضا مثل بلال وياسر وعند الإناث سارة وهاجر ومارية، وما أدراك، ثم بالغوا في الأسلمة فصرنا نسمع "إسلام"، و"إيمان" و"ابتهال" و"غفران" وحتى آلاء الرحمن وغيرها.
من بين ذكرياتي الكثيرة مع الأسماء أذكر هنا، وحتى لا يطول بناء المقام، اسمين ظلا يحيرانني مدة طويلة بسبب جهلي بالعربية وغربة تلك الأسماء عن البيئة الجزائرية.
كان أغلب معلمينا ومعلماتنا مشرقيين (مصريين، سوريين، أرندنيين، عراقيين..) وكانت الكتب أيضا مشرقية تعبر عن بيئة تختلف عن بيئتنا قبل أن تتم جزأرتها. أحد نصوص القراءة كان تحت عنوان "دجاجات وداد". تمكنت من فهم "دجاجات" بفضل الصورة والتقارب اللفظي، فنحن نسمي الدجاجة "جاجة"، أما "وداد" فقد قسمته إلى قسمين لأنني قرأت الواو مفتوحة "وَ" حرف العطف، و"داد". كلمة "داد" ظلت عالقة في ذهني سنوات أخرى حتى صادفت اسم "وداد" في دراستي. في الصورة المرافقة للنص لا نرى إلا صورة بنت وعدة دجاجات. أين هو الـ"داد" إذن؟ وأخيرا تصورت أنه "الديك"، وفي عاميتنا نسميه "الفروج".
كذلك أشكل علي الأمر في عنوان آخر "أغرب وليمة". هنا رأيت ثلاث كلمات: "أغرب"، "وَ"، "ليمة". أتذكر أن النص يتحدث عن بلاد الحبشة ولم أفهم منه شيئا. وكنت قبلها سمعت عن بلاد الحبشة في ثقافتنا الدينية. أما "أغرب" و "ليمة" فتصورتهما اسمين لشخصين، خاصة والصورة المصاحبة للنص كان فيها صورة لشخصين أمام المائدة !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقال ممتع اشكرك عليه
محمد حسين يونس ( 2011 / 9 / 30 - 07:18 )
ما تفضلت بذكرة عن عادات البدو و العلاقة بين المدينة و الريف .. نضيف لها هنا الباديه تم باتقان روائي صادق و يصل مباشرة الي القلب .. و رغم انه مقال يحمل خفة الدم الا انه ايضا تنويرى .. استمتعت بهذا العمل .. لدينا في مصر عادات و قفشات شبيهه .. في يوم حاولت ان اسال العسكرى السائق لعربتي ان كان يعرف القراءة .. فاكد لي بحماس كنا نمر لحظتها امام فندق هيلتون فطلبت منه ان يقرا الاسم .. فرد ال.. هييل ..تووون . سلامي و تحياتي


2 - عبروحمان وحفصة
فاتن واصل ( 2011 / 9 / 30 - 12:02 )
تحياتى استاذ عبد القادر .. تعاملت مع لاعبات الفريق ككائنات آتيات من كوكب آخر ، دلالة أنك على الأقل تعترف بوجود آخر حتى ولو كان هذا الآخر كائنا غريبا وتقبل أنه ليس بالضرورة أن يكون مثلك ، بل وبدراية كاملة ان قواعد وأعراف هذه الكائنات لم تكن متبعة فى البيئة الريفية أو البدوية ... ولكنك متعايش.. بل وبعد مرور السنين تتحسر على ضياع فرصة التحضر ( أى أنك رأيته تحضرا ) بسبب الهجمة الاسلامجية .. هناك من يجرؤون على نعت هذا التحضر بالكفر ويلعنونه وهم لا يرقوا الى ربع مستواك الثقافى ، بل ويحاولون فرض معاييرهم بالقوة كما لو كانوا هم الوحيدون على صواب وما عداهم كفر وإلحاد .. والمضحك أن هؤلاء اليوم يأسلموا كل شئ بما فى ذلك أسماء الأبناء فنجد طفلا اسمه عبروحمان (عبد الرحمن ) وأبوه اسمه وائل أو تامر .. ونجد عائشة وحفصة وأمها اسمها مرفت أو سلوى أو هالة.. لا أفهم ما الذى يتبركون به أو يرجونه من وراء هذه الأسماء !! تقبل تحياتى وشكرا على المقال اللطيف


3 - مقال رائع
farouk mourad ( 2011 / 9 / 30 - 12:49 )
شكرا استاذنا على هذا المقال الانتروبولوجي الممتاز.هذا المقال يستطيع الجميع قراءته دون ان اثارة لمشاعر من يؤمن بعذاب القبر ومنكر ونكير .اعتقد انه بهذه الطريقة اللينة والذكية يمكن اختراق العقول المتحجرة . وعقول العامة الساذجة .ودمت فخرا للجزائرواهلها الطيبين.


4 - سلامات
عبد القادر أنيس ( 2011 / 9 / 30 - 19:40 )
شكرا أخي محمد يونس على المرور. قرأت في ما كتب محمود أمين العالم أنه جالس فلاحين مصريين فانبرى له أحدهم يتحداه قائلا له : هل تعرف يا باشا معنى سلامات؟ فراح يشرح أنها جمع سلام. فعارض الفلاح بتحد: لا يا باشا. سلامات هذا كان ملكا طاغية ظالما عانى الشعب منه الأمرين وعندما مات عم الخبر فابتهج الناس وخرجوا إلى الشوارع يصيحون: سلامات، سلامات، سلامات ! ومن يومها والناس يحيون بعضهم : سلامات.
فقال له الكاتب الشيوعي: ولكن، هل زال الظلم من العالم واختفى بعد أن مات سلامات؟
تحياتي


5 - مرحى
أحمد عليان ( 2011 / 9 / 30 - 19:42 )
أحييك أخي عبد القادر ، و أشكرك على اتحافنا بهذه التحفة الأدبية المحملة بعدة صور لوقائع تثير الحنين و الاعتبار بقدر ما تحدث من متعة و ترفيه..
ها قد أرحتنا من التعاطي مع جديات المشاكل و تتبع نظريات و فرضيات خصائص الوجود و ما وراء الوجود..
أظن أن مثل هذا الأسلوب الفني الجميل أجدى بكثير في تبليغ الفكر التنويري.
لاحظ انني وضعت كلمة -مرحى- عنوانا لهذا التعليق المقتضب لأنها بالفعل كانت التعبير المناسب لما شعرت به بعد اتمام القراءة.
شكرا مرة أخرى
و دمت مع قرائك بالف خير


6 - معجزة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 9 / 30 - 19:48 )
شكرا فاتن على المرور والتعقيب. لعلي لا أبالغ إن قلت لك بأن خروج الفرد منا من هذه الشرنقة هو في الحقيقة من قبيل المعجزات. كل ما في محيطنا وتربيتنا وتعليمنا كان يؤهلنا لمسيرة مضادة من التزمت والانغلاق. كانت معركة طويلة وشاقة بدأت بالحيرة والشك والمعارضة والعزلة أحيانا. أحيانا عندما أنظر حولي أكاد أقتنع أن مجتمعاتنا كتب عليها التخلف إلى الأبد رغم الكثير من الفرص التي أتيحت للناس: سافروا، درسوا دراسات عليا في جامعات الغرب، هم شهود على ما يجري في العالم المتفدم، ومع ذلك يستميتون في الدفاع عن هذا التخلف.
تحياتي


7 - إلى فاروق مراد
عبد القادر أنيس ( 2011 / 9 / 30 - 19:57 )
شكرا مراد على المرور والتعقيب والإطراء . فعلا، نحن في حاجة إلى بحوث في الأدب الشعبي وتقديمها للأجيال الحالية التي يبدو أنها في قطيعة تامة مع هذا التراث ولهذا لا تتمكن من إدراك راهنها وما تحقق وما لم يتحقق وأسباب ذلك. وكيفية تجاوز التخلف .
تحياتي


8 - إلى أحمد عليان
عبد القادر أنيس ( 2011 / 9 / 30 - 23:05 )
شكرا أخي أحمد على المرور والتعليق.
يسرني أن أساهم في بعث شيء من البهجة والراحة في نفوس الأصدقاء. فعلا، يبدو لي أننا فعلا نبالغ في التعاطي مع واقعنا بجدية تبلغ الهوس أحيانا.
يجب أن نخرج من هذه الدائرة الجهنمية بين الفينة والأخرى. وسأحاول مستقبلا.
خالص مودتي


9 - سلا .. مات.. تصحيح
عبد القادر أنيس ( 2011 / 9 / 30 - 23:08 )
في تعليقي على أخي محمد يونس كان يجب أن يكون اسم الملك الطاغية (سلا) فقط، وعندما يموت تصير الجملة المقصودة هي سلا مات حتى يستقيم المعنى فمعذرة


10 - ماأحلى أيام الطفولة!
سناء نعيم ( 2011 / 10 / 1 - 07:08 )
إستحضرت رواية ريح الجنوب للراحل بن هدوقة وان أقرا المقال ربما بسبب الإسلوب الأدبي في سرد ذكريات الطفولة الجميلة التي لا تغادر حياتنا مهما تقدم بنا العمر وربما أيضا لان احداثها تدور في الريف حيث البساطة والصدق ولعل خير من عبر عنهما هو الراحل بوبقرة (حسن الحسني) الذي بقي معتزا بأصله الريفي وعاداته في اللباس والاكل واللهجة حتى وفاته .أما اليوم ،وبعد إختفاء الحايك والملاية والعجار،فقد غزت مدننا وقرانا العباءة والحجاب والنقاب ...
أما الفتيات فأصبحن مكفنات بالحياة بعدما أصبح الخمار يغطي غالبية رؤوسهن بعدما كن في الماضي مثالا للأناقة بدون حجاب وكن اكثر أخلاقا من متحجبات اليوم.
ورغم أن الجزائر بلد شاسع ومتعدد الثقافات واللهجات والاسماء ...إلا انك ركزت على منطقة محددة وهو مايمكن القاريء الجزائري العارف بالجغرافيا ان يتعرف على المنطقة بسهولة وبالتالي التعرف عليك والتسبب في بعض المشاكل مع امنياتي لك بالسلامة ولكن الحذر واجب.
تحياتي


11 - إلى سناء
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 1 - 09:33 )
شكرا سناء على المرور والتحذير.
فعلا هناك تقهقر على مستوى اللباس، ولكن أيضا على مستوى العقليات والتسامح والتفتح والاستعداد لتقبل ما يفرضه التمدن. زوجتي تحدثني دائما عن زميلاتها في الدراسة في ثانوية كانت بها داخلية حيث كانت الطالبات القادمات من المدن والقرى الصغيرة يقمن بها طوال الأسبوع وفي نهايته يأتي أولياؤهن لأخذهن لقضاء عطلة الأسبوع في البيت. وبما أن زوجتي بنت المدينة أبا عن جد فقد قالت لي إننا كنا نصاب بالدهشة عندما تخرج الطالبات من الثانويات في ماكياج ولباس مثير بما فيه المينيجيب ويعدن هكذا إلى أهلهن دون مشاكل بينما لم يكن يسمح لنا ذلك من طرف أوليائنا.!
طبعا لا بد أن ألاحظ هنا أن هؤلاء الطالبات كن من طبقات مبسورة وغنية لأن الفتيات الريفيات وحتى الفتيان لم يكن بإمكانهم دخول المدارس إلا في المرحلة الابتدائية بسبب قلة المدارس يومئذ وعجز الأهاليي عن التكفل بمصاريف الدراسة من حيث اللباس والأدوات .
تحياتي


12 - رحلة ممتعة في عالم الأسماء
نهى سيلين الزبرقان ( 2011 / 11 / 22 - 05:16 )
انه مقال جميل وشيق ، أخذتنا معك في رحلة الاسماء هذه ، اتذكر كانت لنا جارة وكان اسماء ابناءها من الاسماء الغير المعتادة في المدينة مثلا كان اسم أحد ابناءها -الهامل-،لم أكن أعي المغزى من هذه الاسماء، والأن بقراءة هذا المقال فهمت لماذا اعطت هذه الاسماء الغريبة لابناءها. لكن المدينة غيرت عقليتها و كل ابناءها الذين ولدوا في المدينة اعطت لهم اسماء المسلسلات المصرية ...شكرا على المقال الرائع


13 - إلى السيد نهي
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 22 - 09:58 )
شكرا لك سيدة نهى على المرور والإطراء. بالنسبة للأسماء وموقف الجيل الجديد منها، فقد حكى لي صديق درس عند الدكتور عبد الله شريط في قسم الفلسفة بجامعة الجزائر، أن الأستاذ طلب من أحدى الطالبات أن تعطيه اسمها: فقالت له: اسمي مامش. فاغتاظ منها، وقال لها: اسمك: معمَّش، وليس مامش، ولو استرسلنا في موضوع الأسماء لكتبنا الكثير، أحيلها إلى المسرحي الجزائري محمد فلاق:
http://www.youtube.com/watch?v=WVe-IhtqxHI
تحياتي


14 - هل تخميني صحيح
الشهيد كسيلة ( 2012 / 12 / 29 - 20:09 )
شكرا استاذ
وانا اقرا المقال تخيلتك في ريف سطيف ما بين بازر وعين ولمان الى بني عزيز شمالا
هل هذا صحيح
هذا المنطقة هي اخر المناطق استعرابا وكانت تربط بين امازيغ القبائل وامازيغ الشاوية
تحياتي وشكرا على مقالاتك التنويرية

اخر الافلام

.. الجنازات في بيرو كأنها عرس... رقص وموسيقى وأجواء مليئة بالفر


.. إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا




.. شكلت لوحات فنية.. عرض مُبهر بالطائرات من دون طيار في كوريا ا


.. إعلان نشره رئيس شركة أبل يثير غضب فنانين وكتاب والشركة: آسفو




.. متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا