الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رنين الأجراس الحلقة الخامسة

فيروز أمين

2011 / 9 / 30
الادب والفن


حسناً تمالكي نفسكِ وأعيدي لي ما قلته تواً قالت نور لندى وهي تحاول تهدئتها ومساندتها على الجلوس .
إنه هو لقد دخل الى هنا وسأل عن كتاب ما أعتقد في الاقتصاد ، جاء بعد مغارتك تصوري لو إنك تأخرت في ذهابك لربما كنت ستلتقين به وجها لوجه قالت ندى وقد تملكتها حماس شديد حيال دخول ذلك الرجل للمكتبة .
أحست نور بسعادة غامرة لكنها بدت متوترة وأحست بخجل تجاه نفسها ، هل من اللائق أن تشعر بهذه الأحاسيس وهي بهذه السن بدا تصرفها مراهقاً بالنسبة لها .
ولماذا الخجل ؟ قالت ندى ، متى كان الشعور بالسعادة والوقوع في الغرام مرهوناً بعمر محدد ثم أنك لست كبيرة لهذا الحد .
لا لست كبيرة لكنني فقط في بدايات عقدي الثالث قالت نور وهي تعلق على كلام ندى .
ولو كنتِ في العقد الرابع أو الخامس هل أن أحاسيسنا ومشاعرنا تنتهي صلاحيتها مع تقدمنا في العمر ؟ تعرفين أنا أرى العكس أن الكبار هم أكثر الأشخاص الذين يكونون بحاجة للرفقة ، عليك أن تتهوري قليلاً نور و قالت ندى .
قد لايفكر في على الإطلاق ومجيئه الى هنا عادي كأي زبون آخر ، الا تعتقدين ذلك ؟ أعني يجب عدم إستباق الأحداث قالت نور .
حسناً كما تشائين ولكن ألا يهمك أن تعرفي كيف هو؟ وكيف يبدو؟ قالت ندى .
لا ، قالت نور بقوة لكنها تراجعت وقالت حسنا لقد فزت ولكن أولاً صفي لي صوته كيف كان ؟
يجعلكِ إمراة في لحظات قالت ندى .
إذن كيف وجدته بشكل عام ؟ سالت نور .
بدا لي لطيفاً وعفوياً إلا إذا .......... قالت ندى وقد إنتابها شك .
إلا إذا ماذا ؟ قالت نور .
إلا إذا كان كسائر الرجال قالت ندى ، فهم بارعون في إظهار أحسن الصفات فيهم عندما تدعو الحاجة لذلك ولا يمكن الائتمان عليهم أو الوثوق فيهم .
أنت محقة وأصدقك القول فأنا لا أعلق آمالاً كبيرة عليه فقد يكون له حبيبة في محطة أخرى و قد يكون متزوجاً وأباً لثلاث أطفال قالت نور .
ولماذا ثلاثة بالذات ؟ سالت ندى بسخرية .
ولدان وبنت قالت نور .
وقد يكون أرمل تفائلوا بالخير تجدوه قالت ندى وقد أعجبها فكرة إعداد ذلك السيناريو عن تصوير حياة ذلك الرجل الغريب .
وهو مخلص ووفي لزوجته المتوفية لدرجة أنه لم يرتبط بأخرى قالت نور .
كما هو أب حنون لأولاده ويحبهم لدرجة انه آثر تربيتهم وحده على الأرتباط بأخرى تنكد حياتهم ولاتحسن معاملة الأولاد قالت ندى .
هل تتصورين وجود رجال بهذا الوفاء في هذا الزمان قالت نور .
إنهم قلة تعلمين أنتِ محظوظة به قالت ندى .
نظرتا الى بعضهما البعض وأطلقتا ضحكة عالية وقهقهة شديدة على ذلك الحدي حتى فرت الدمعة من عيني نور وقالت لندى وهي تمسح الدمعة النازلة من طرف عينيها :
كان عليك أن تشاهدي نفسك في المرآة عندما قلت لي :
أنتِ محظوظة به .
من يدري ربما ذات يوم سيصبح حقيقة عندها سنتذكر هذا اليوم ، ونقول من كان يصدق أنه سيتحول لحقيقة قالت ندى ، بالمناسبة لقد قال أنه سيمر علينا إذا وفرت له الكتاب المطلوب .
ما إسمه ؟ قالت نور .
لاأدري أو لاأتذكر إذا كان قد ذكر إسمه قالت ندى وكان وقع السؤال كالصاعقة عليه .
في تلك اللحظة دخل زبونان للمحل وكانت ندى ماتزال تفكر بسؤال نور فقامت نورمن مكانها للإهتمام بطلباتهما وإبتسمت وقالت لها :
لاعليكِ سنعرف في المرة القادمة .
ذلك اليوم عندما رجعت نور للبيت أحست بسعادة شديدة وكانت تبتسم حتى وهي وحدها ذلك الشعور كان يدغدغها ، ولكن هل للانسان قدرة على التحكم بمشاعره وهل الحب يتوقف على سن معين ، عن ماذا تتحدث سألت نفسها ، حب؟ وهل أنا أحبه ؟ هل تطور الامر بسرعة الى هذا الحد ؟ ثم من يقول ان ذلك الرجل يكن لها مشاعر متبادلة وقد يكون الامر كله وهم جميل من جانبها ، ماذا يا نور هل رجعنا لصراع القلب والعقل من جديد ؟ من جهة عقلها يشدها للتعامل مع الأمر بمنطق وعدم التسرع ولانجراف وراء أوهام لا اساس لها من الصحة ، ومن جهة أخرى قلبها يدلها ان تستسلم لهذا الشعور الجميل وان الوقت قد حان لتخرج من قوقعتها التي ظلت محبوسة فيها وآن الآوان لتختبر الحب الحقيقي في الحياة الواقعية بعيدا عن قصص الكتب والروايات .
دق جرس الباب وبخطوات ناعمة وكلها دلال فتحت الباب ، انها حنان جاءت كعادتها لتستعير غرضاً منها .
وما ان فتحت الباب حتى رأت حنان داخل البيت وبدون مقدمات طلبت منها جهاز تلميس الشعر ونور من جانبها لبت طلبها على الفور وناولتها الجهاز بعد ان تبادلوا التحايا وفي اثناء خروجها قالت حنان أجد عندك كريم الشعر وبلحظة ناولتها نور الكريم ومازالت حنان غافلة عن سر هذه الابتسامة التي لا تفارق نور ولكن عبارة واحدة أرجعت حنان وجعلتها تستفسر عن هذا التغيير المفاجئ .
في طريق خروجها قالت حنان :
سأرجع لك الجهاز في أقرب فرصة وصدقيني سوف لن اهدرالكريم مثل المرة الماضية .
لا يوجد مشكلة تستطيعين إرجاعها وقت تشائين أو إحتفظي بها إن أردتِ قالت نور.
وهنا توقفت حنان ورجعت للوراء للتمعن في نور وسالت بغرابة :
يعني اليوم لم تتذمري مني مثل المرات الماضية ؟ وما سر هذا الكرم من جانبك بإعطائي الجهاز وانا التي أستجديها منك كل مرة .
وهنا قامت نور وبهدوء بحضن حنان وتقبيل وجنتيها لأنك أختي وحبيبتي ولن أبخل عليك بشيء وتستطيعين ان تطلبي مني ما تشائين .
أراهن انني لو حملت البيت على كتفي سوف لن تلاحظي شيئا قالت حنان ، هيا يا فتاة قالت بمرح ما إسمه ؟
إسم من ؟ قالت نور بتجاهل .
أخرجي من هذا الدور أنا أعرفك لا تنسي اننا كتابين مفتوحين لبعض ، يا الهي هل أنت عاشقة !!!!! وما ان حاولت نور فتح فمها حتى أشارات حنان اليها بإصبعها لاتنكري وأريد التفاصيل كاملة ؟ من هو ؟ أين رأيته ؟ ومتى سأراه ؟ قالت حنان .
على مهلك مازلت في أول الطريق ، قالت نور وهي ضامة يديها خلف ظهرها وتضرب الارض بقدمها اليمنى بهدوء مطأطأة رأسها لدرجة أنها بدت لحنان كالتلميذة الواقفة امام معلمتها التي تحاسبها على كسر نافذة الصف .
لالا إنتظري هذا يحتاج لجلسة طويلة ، دقيقة حتى آتي بمنة لتكون تحت ناظري ، جلبت منة وشغلت لها التلفاز ، حسنا الآن إحكيلي .
حكت نور لها التفاصيل كاملة ومن جانبها لم تبخل على نور بإسداء النصائح وشجعتها على زرع الفكرة في داخلها أكثر وأكثر .
وانا التي كنت خجولة ان أحكي لك خوفا من ان تطلبي مني ان افوق من هذا الخيال قالت نور .
وما العيب لو انك تحاولي لفت إنتباه رجل اليك ، هل تظنين ان عمر جاء الي على طبق من فضة ؟ قالت حنان . ولكن دعينا لا نعلق آمالا كثيرة ويجب التحرك بروية وهنا بدت حنان كجنرال عسكري عندما قامت بوضع الخطط وابداء النصائح لنور .
تستطيعن ان تأخذي فكرة عن إهتماماته الأدبية لتتمكني ان تدخلي في نقاش معه ولكن حذاري ان تتمادي في إطلاق لسانك لأنني اعرف توقك وشغفك في الرأي والرأي الآخر لذا حاولي ان تخففي قليلا عن الرجل وسايسي أفكاره وإبدي اعجابك بكتاب كنت قد قرأته من مدة وأنه يستطيع إعارته منك في حال أراد ذلك ، وبالمناسبة الكتاب سيكون في البيت وبهذا ستضمنين رؤيته مرتين مرة يأتي لإستعارة الكتاب ومرة ليردها لكِ ومن يدري ماذا سيحصل في المرة الثالثة والربعة وهكذا ......
مازالت نور متخذة دور التلميذة في حضور اختها حنان واستمعت لخطتها كلمة بكلمة ولكن هل ستستطيع نور لعب ذلك الدور ؟ وهو ما أثار قلق حنان .

يُتبع ...............








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل