الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأصول الإسلامية للكوميديا الإلهية -1-

علال البسيط

2011 / 9 / 30
الادب والفن


فصول في فلسفة البعث والميتافيزيقيا الدينية وصراع المنطق مع الوجدان، يناقل فيها العقل ما توارد به النقل، ونديره على نمط هزلي في ظاهره قلق مريب في باطنه، نصور فيها الانسان في صورة عصفور يوم القيامة، ونزج به في حوارات مع أهل المحشر وطوائف البشر مع مشاهد السخرية المرة والفكاهة المضحكة المبكية، ونطرح من خلالها أسئلة قلقة واعتراضات وجيهة حول مسائل الغيب والعقيدة والوعد والوعيد والعذاب والنعيم والجبر والقدر أهل النار وأهل الجنة.


السلام عليك يا ولدي، ستر اللـه عنك ظاهر الشريعة، وكشف لك حقيقة الكفر. فإنّ ظاهر الشريعة كفر خفيّ، وحقيقة الكفر معرفة جليّة. أما بعد حمد للـه الذي يتجلّى على رأس إبرة لمن يشاء، ويستتر في السموات والأرضين عمّن يشاء، حتى يشهد هذا بأن لا هو، ويشهد ذلك بأن لا غيره. فلا الشاهد على نفيه مردود، ولا الشاهد بإثباته محمود. هكذا تكلم الحلاج فلما كان يوم صلبه على الأخشاب أتي به مسلسلا مقيدا فحانت منه نظرة من على رأس الخشبة فوقع بصره على صاحبه موسى يبكي بين الجموع فقال: مَن رفع رأسه إلى السماء وانطلق بفكره إلى ماوراء الشريعة وأشرف إلى ما لا يحلّ لـه أُشرِفَ على الخلق هكذا وأشار إلى الخشبة.
_____ _____
-تراتيل:

-الإثنين :طيور الابابيل ترسوا على الميناء
تتلوا تراتيل الإله
-الثلاثاء : يمر عصفور في صباح جميل
لا يفقه التراتيل
ترصده الأبابيل خاشعة في وكناتها
تزني الابابيل
-الاربعاء: يشدوا العصفور الجميل
بشيء من الالحاد
فتحلق اسرابها على ارتفاع منخفض
تمطره بوابل من سجيل
-الخميس: مدافعا عن شدوه: لست فيلا أنا شادي
فهل تشدو الأبابيل
-الجمعة: يطأطئ العصفور رأسه
يُضرب عن الشّدو
يعود إلى عشه مهيض الجناح كسير الفؤاد
بعد الصلاة: تسْخرُ منه الأبابيل
وتمدح أحجارها
-السبت: في طريق عودتها
تصحبها الآيات والأذكار
تمرُّ طائرة بوينغ فتكسحها وتكنس الأجواء
______ ______
-بعد ملايين السنين من التسبيح والتقديس و الجهاد في الكفار وسفك الدماء ينفخ شدق اسرافيل في سور الخرافة نفخة وقيل نفختين فإذا هم من الأجداث ينسلون.
مشاهد ذات مغزى:

-يوم القيامة : يداعب الله حورياته يزين الجنان بالديناميت والاشلاء يرقص ويعربد مع الأولياء والصالحين يطوف الغلمان تنصب خيام الشهوة مترعة بالكؤوس ما شئت من أنهار كونياك وبيرة ونبيذ انتهت المسرحية لا حاجة للصلاة لا داعي للجهاد لا ضير في المجون.
-الأبابيل: استفرد كل جارح منها بسبعين حورية وراحوا يغبون من نهر الكوثر باكواب واباريق وصاروا الى نعيم في قصور.. لبنة من ذهب ولبنة من فضة
-العصفور: ما انفكّ منتظرا عودة الله إلى العرصات وساحة العرض حيث الموازين القسط منصوبة لعصافير الردة:
- عاد الرب من جنان المجاهدين وفردوس المتقين ثملا منتشيا، يريد أن يزن أعمال العصفور المرتد.
- لا يجد شيئا يزنه إلا شدوا فيه شيء من الالحاد، يصحو الله من سكرته يفور غضبه تنتفخ أوداجه يصيح في وجه العصفور صيحة لو سمعتها الجبال كانت عهنا منفوشا:
- أين التراتيل ؟
-العصفور: ما عندي تراتيل..
-الله: تسابيح تهاليل تكابير تخاريف.. اي شيء تستنقذ به جلد وجهك من النار
-النار تنادي من أعماق الجحيم بعد أن ألقيت فيها أفواج من عصافير الردة: هل من مزيد ؟
ينزعج الله من شراهتها فيضع فيها قدمه تصيح النار: قط قط ! (المعنى مأخوذ من حديث للنبي محمد)
العصفور مرتعشا: ما عندي
الله: وكيف تطمع في جنتي ؟
العصفور: من قال أني طامع فيها ؟
الله: ألم تعلم بأني عليم بذات الصدور وأني أعلم ما كان وما يكون وما لو كان كيف كان يكون، ألم تقرأ التراتيل ؟!
العصفور : فلم تسأل إن كنت بامري عالما ؟
الله: لا تجادل ولا تناقش وإلا مسختك نصفين (عصٌّ) في النار و(فورٌ) في الزمهرير
العصفور: وهل أملك لك دفعا إن أردت بي ضرا أو أردت بي نفعا ؟
ينتشي الرب ويطرب لاقرار العصفور بضعفه فيقرر أن يجمع (عصه) و(فوره) إلى الدرك الأسفل من النار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس