الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرق بين الطفل الصيني و الطفل العربي

عمر دخان

2011 / 9 / 30
حقوق الاطفال والشبيبة


تابعت البارحة في قناة أسترالية برنامجا يتحدث عن الأسر الصينية المقيمة هناك و كيف يربون أولادهم، بشكل فيه الكثير من الحزم و المتابعة، و توقع الكثير من الأبناء مهما كان مستواهم العلمي أو المعرفي. حيث يتم استغلال أوقاتهم ثانية بثانيه في تنميه كافة المهارات المختلفة و التي تتعدى المهارات الدراسية إلى المهارات الشخصية بشكل يجعل من كل طفل صيني خارقا للعادة و غاية في الذكاء، و يجعلنا ندرك مدى حسن التخطيط الذي يتمتع به الآباء الصينيون لأولادهم و الذي جعل بلدهم من أضخم الاقتصاديات العالمية.

جال بذهني و أنا أتابع البرنامج يتطرق لكافة خصوصيات حياة الأطفال الصينين، الطريقة التي يتم بها إنشاء الأطفال العرب و التي تخلو من كل ما يفيد و كلها عبارة على سلسلة متواصلة من إضاعة الأوقات و العلوم الغير نافعه، فمعظم المهارات الشخصية محرمة وفقا للمنهج الديني من موسيقى و رسم و فنون جميله، و عوض ذلك يتم غمس الطفل في العلوم الدينية فقط، و التي لا نختلف مع كونها ضرورة في حياة الإنسان و لكنها ليست كل شيء، و لن تكون أفضل من العلوم الإنسانية التي من خلالها فقط يمكن الحفاظ على مستقبل الدين، و لن يحفظ الدين دراسة العلوم اللاهوتية و التي لم تتغير منذ آلاف السنين، وهو ما يفسر أن معظم أسئلة الغرب و الشرق حول الذرة و العلوم الدقيقة و أسئلة العرب حول نواقض الوضوء و الحيض و النفاس.

الأسر الصينية تدرك أنها باستثمارها في أبناءها ستحافظ على مستقبلهم و مستقبل أولادهم، و المساهمة في تطوير بلدهم أكثر فأكثر، و على الرغم من أسلوب الصرامة الصيني إلا أنه لم يصل إلى حد الوحشية العربية في التعامل مع الأبناء و الأطفال، و التي تتجاوز حد التأديب – مع عدم إيماني بالتأديب الجسدي من أساسه- إلى التعذيب، مدمرة نفسية الطفل و مولدةً له المزيد من العقد، إضافة إلى انخفاض ذكاءه و تحصيله الدراسي بسبب الرعب الذي يعيشه في البيت.

غالبية الآباء العرب لا يستثمرون في أبنائهم إطلاقا، و تجد معظم الأطفال العرب يقضون أوقاتهم في اللعب بالتراب و القاذورات بينما أطفال في نفس سنهم يحلمون بأن يكونوا مهندسي طب شرعي – هذا ما قالته فتاة صينيه تبلغ من العمر 11 عاما على البرنامج – و يملكون مهارات لا تحصى من إتقان للعزف على أدوات موسيقية مختلفة، و ممارسة العديد من الرياضات، هذا كله بالإضافة إلى تحصيل علمي لا يقل عن A كحد أدنى و كل ما هو أقل من ذلك يعتبر تحت المستوى المقبول بالنسبة للآباء الصينيين.

لا يمكن للآباء العرب أن يتوقعوا الكثير من أبنائهم و هم يدمرون طفولتهم بعدم تعليمهم أي مهارات خاصه، حيث يهمل الطفل العربي و لا يتم الاعتناء به، و في نفس الوقت يتوقع منه أن يحقق نتائج متقدمة في المدرسة وفي حياته، وهو الأمر المستحيل، لأن بيئة عنيفة لا تضمن له حقوقه، و مجتمع يحرم عليه تعلم الفنون الجميلة، و يقايض العلوم الإنسانية بالعلوم الدينية كبديل لها، هو مجتمع لن ينجح و لو مورست كل الصرامة على أبنائه.

إذا أردت التميز الحقيقي من أبناءك فأشغل وقتهم بما يفيد من العلوم الإنسانية و شجعهم على تنمية المواهب الخاصة فنية كانت أم رياضيه، و يجب القيام هذا بكل منذ المراحل الأولى للطفولة بشكل يضمن النشأة السليمة للطفل، كما يجب الابتعاد تماما عن العقاب الجسدي لعظيم ضرره ولو على المدى البعيد، و يجب أن يدرك الآباء أن إهمال العلوم الإنسانية بغرض تدريس العلوم الدينية ليس هو ما يحفظ المبادئ أو الدين من الضياع، بل يحفظه البناء السليم للشخصية من اليوم الأول بأسلوب الإقناع لا بأسلوب غسيل الأدمغة و حشو الرؤوس و ترهيب الأطفال الصغار من جهنم و ما إلى ذلك مما يمكننا أن نعتبره إرهابا فكريا لبراعم من المفترض أن تغرس فيهم المبادئ الجميلة فقط، لا الكراهية و الحقد و ثقافة الرعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: يجب إنهاء الحرب التي تش




.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟