الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السياسي العراقي بين الوطنيه....الكعكه

احمد الجوراني

2011 / 9 / 30
كتابات ساخرة


اتذكر في ستينيات القرن الماضي عندما كنا تلاميذ صغار في مرحلة الدراسه الابتدائيه كنا نأخذ ضمن منهجنا الدراسي درس ( التربيه الوطنيه ),كان استاذنا في هذا الدرس هو الاستاذ الفاضل ( خلف رحمه الله) يعلمنا في هذه الحصص حب الوطن والمواطنه الصالحه وان (حب الوطن من الايمان) كما جاء في الحديث النبوي الشريف,ومعنى مقولة (الجيش سور الوطن),وقدسية العلم العراقي لانه يمثل الوطن ,ورابطة الاخوه بين ابناء الوطن الواحدحيث يجمعهم حب هذا الوطن,وواجب الدفاع عنه عندما يتعرض الى الخطر,كل هذه المباديْ البسيطه وغيرهارسخت في اذهاننا وكما يقال(التعلم في الصغر كالنقش على الحجر),لم نكن نعي الى ان تقدم بنا العمر ان هذا الاستاذ الذي يعطينا الدروس في مباديء الوطنيه من الديانه المندائيه,كما لم يكن يعلمنا هذه المباديء باعتبارها واجب وضيفي مفروض عليه يجب ان يقوم به,ولكن كنا نشعررغم بساطتنا انه يؤمن بما يقوله مدفوعاً بحبه لهذا الوطن.
في فترة حكم الطاغيه صدام حسين وحزبه المقبور الغي هذا الدرس واستبدل بدرس (الثقافه القوميه )والغرض من ذلك طمس الهويه الوطنيه العراقيه واذابتها بالقوميه وقتل الروح الوطنيه لدى الاجيال القادمه.
بعد ان كبرنا ودخلنا الحياة العمليه كبرت معنا هذه المباديء الصغيره ونما معها حب الوطن واصبح مرضاً نتعايش معه رغم قسوة الحياة وقسوة الوطن علينا,وترسخت لدينا قناعه ان حب الوطن ومفهوم الوطنيه وحده واحده لاتتجزء فالدفاع عن ثروات الوطن لايختلف عن الدفاع عن حدوده ومياهه واراضيه ووحدته وان المرتشي والمختلس والمزور والفاسدلايختلف عن العميل الجاسوس والخائن فالاثنان لديهم الاستعداد للمساومه على بيع الوطن فمن لديه الاستعداد للمساومه على امانته وشرفه واخلاقه ومبادئه لديه الاستعداد لفعل اي شيء.
استبشرنا خيراً بعد سقوط نظام الطاغيه بظهور طبقه سياسيه جديده عانت من ظلم النظام السابق وكنا نأمل منها ان تعمل من اجل مصلحة الشعب والوطن ووحدة اراضيه ولكننا فوجئنا بظهور مفاهيم جديده غريبه على المجتمع العراقي كالمحاصصه والشراكه وكل هذه المفاهيم استغلت لتكرس الفرقه والتجزئه والطائفيه , الكل يمقت المحاصصه ويدينها امام وسائل الاعلام ولكنه يقاتل من اجلها عند توزيع المناصب فهذا الحزب يدعي احقيته بهذا المنصب كونه من حصة المكون الفلاني وذلك المنصب من حصة المكون الاخربحيث اختزلوا مكونات الشعب العراقي في احزابهم وشخوصهم,حتى تبدل اسم العراق محلياً بين الساسه واصبح يرمز اليه ب(الكعكه العراقيه) واصبح هذا المصطلح المهين المقيت يتردد على السنتهم دون خجل اومراعاة لمشاعر المواطن.*
يبدوا ان الساسه العراقيين الكهول ونتيجة تراكم عقد الماضي نسوا اوتناسوا دروس الوطنيه التي اخذوها في الماضي وشبابهم لم يأخذوها بسبب تبدلها الى الثقافه القوميه,انهم اليوم بأمس الحاجه الى دروس التربيه الوطنيه للمرحله الابتدائيه قبل ان يتغير اسم العراق رسمياً وفي المحافل الدوليه ليصبح(جمهورية الكعكه العراقيه المقسمه اللافدراليه المنهوبه العظمى) .
*وردت على لسان احد السياسيين في قناة الحره برنامج بالعراقي يوم 28/9/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??