الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان الحزب حول الانتخابات المقبلة في العراق

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

2004 / 12 / 8
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


سيناريو "الانتخابات" مشروع للخـداع، يجب مقاطعتـه و إحباطـه
يا جماهير العراق التحررية!
تسعى أمريكا والجماعات القومية والدينية التابعة لها، من أجل دفع مخططاتهما المشتركة إلى الأمام، وبهدف مواصلة مساعيهما لفرض سلطة ودولة رجعية قومية ودينية على جماهير العراق، وبهدف إدامة المسار الرجعي الذي دفع بالمجتمع العراقي إلى داخل سيناريو أسود وجعل منه ميداناً لسباق إرهابي بين الإسلام السياسي وأمريكا، تسعى لتنظيم سيناريو مخادع و مظلل باسم الانتخابات.

من الواضح إن الانتخابات الحرة بصورة عامة يمكن أن تكون ميداناً لنضال الجماهير الغفيرة من اجل مطالبها وأهدافها، إلا أن هذه العملية التي يجري تنظيمها هي مضللة تماماً وبعيدة تماماً عن أبسط معايير الانتخابات. إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي ورغماً عن تصوراته و توقعاته عن ماهية هذا المشروع قد بادر ومن منطلق الإحساس بالمسؤولية تجاه فسح المجال لتدخل الجماهير والقوى السياسية في خضم هذا السيناريو الأسود، بالسعي وطرح تصوراته لإجراء انتخابات تتمكن الجماهير التدخل فيها من اجل الإقرار على نظام الحكم بشكل حر وواعي. غير أن الأطراف التي تقف خلف هذا السيناريو لم تكن مستعدة بسبب أهدافها السياسية للإصغاء إلى أطروحاتنا ومقترحاتنا والإجابة على مستلزمات التدخل الحر والواعي للجماهير.

وحيث إن الحرية السياسية غير المقيدة وغير المشروطة ليست مضمونة لكافة الأطراف، كي تتعرف الجماهير على سياسات تلك الأطراف و بدائلها، وحيث أن الإمكانيات اللازمة والمتساوية لا تتوفر لكافة الأطراف من أجل الاستفادة من وسائل الإعلام. وحيث لم توفر قبل الانتخابات المدة الزمنية والفرصة اللازمة للدعاية وتعرف الناس على مشاريع ومخططات الأطراف في أجواء حرة ومستقرة، فلن يكون هناك أي مجال بأي حال من الأحوال أمام الجماهير كي تصوت على خيارها بوعي وعلى أساس معرفتها بالبدائل المختلفة. بل بالعكس فإن القوى القومية و الدينية الرجعية المتحالفة مع أمريكا ستدفع الجماهير في هذه الحالة بشكل أعمى الى هذه العملية وستحصل على بصماتها للتوقيع على بديل كان مقرراً سلفاً فرضه عليها.

وبما انه لم يوجد اي ضمان لكي تمكن الجماهير من الإدلاء بصوتها بحرية لصالح البديل الذي تتطلع إليه بعيداً عن تهديدات وغطرسة الميلشيا القومية والدينية. وحيث تنعدم التدابير المناسبة لانتخابات حرة وبعيدة عن التزوير، إذ لا يشرف على هذه الانتخابات طرف محايد في الصراعات الحالية في العراق، لا يمكن و الحالة هذه الحفاظ علي هذه العملية من تدخل الأطراف المختلفة فيها وتزويرها، وأياً كانت نتائج هذه العملية فإنها سوف لن تعبر عن اختيار ورأي الجماهير. وفي خضم هذه الأوضاع الخطيرة والانفلات الأمني، فأن أي سيناريو يجري تحت عنوان الانتخابات سوف لن يكون أكثر من مهزلة.

وأخيراً فإن بقاء قضية جماهير كردستان كقضية سياسية كبيرة وتاريخية معلقة في العراق. وحيث لم تمنح جماهير كردستان، خلال استفتاء مباشر وحر، فرصة القرار حول ما إذا كانت تريد البقاء ضمن إطار العراق أو الانفصال وتأسيس دولة مستقلة، وبهذا الشكل يجري القفز على هذه المشكلة وافتراض الإلحاق الإجباري لكردستان بالعراق و إجبار هذه الجماهير أن تتخلى عن حقها الأساسي هذا تحت ضغط التهديد والوعيد بالقمع. فإن مشاركة جماهير كردستان في هذه العملية سوف لن تعني سوى إضفاء طابع من الشرعية على ذلك الإلحاق الإجباري.

إن الأطراف التي تقف خلف هذا السيناريو لا هي تقصد إجراء انتخابات ولا هي على استعداد للقبول بنتائج انتخابات حرة. فكل خطتها وغرضها هو إلقاء ستار من الشرعية بأية خدعة كانت على بديلها الرجعي لتتظاهر للمجتمع العراقي وجماهير العالم بأن أصوات جماهير العراق تسند بديلها. وإلا ليس هناك أوضح من غياب أرضية وظروف أجراء انتخابات في العراق في ظل الأوضاع الحالية. وإضافة إلى جميع العوامل التي تحدثنا عنها، فأن غياب الحد الأدنى من توفر الظروف الأمنية لمشاركة الجماهير يكشف بحد ذاته بان ما تسمى بالانتخابات ليست أكثر من مشروع هزيل ومزيف ومخادع.

وهذا ما يؤكد مجدداً حقيقة أن السلطة ونظام الحكم في المجتمع العراقي وخصوصاً في الأوضاع الحالية لا تحسم من خلال الانتخابات، بل يستلزم حسم ذلك الحضور الواسع للجماهير إلى الميدان حول السياسة والبديل الشيوعي والراديكالي لتنظيف المجتمع من قوى السيناريو الأسود وإعادة إدارة الأمور والحكم ليد الجماهير نفسها.

أيتها الجماهير التحررية!

لا تشاركوا في هذا السيناريو المزيف، ولا تفسحوا المجال أمام هذه الأطراف لتستفيد من بصماتكم لفرض بديلها الرجعي على المجتمع، فمساعي تلك الأطراف سواء من خلال السيناريو المسمى بالانتخابات أو من خلال فرض نفسها بالقوة، هي لفرض دولة رجعية دينية وقومية وعشائرية تابعة وذيل لأمريكا، دولة تتناقض بشدة مع كافة مطالب وتطلعات الجماهير التحررية والمتعطشة للحرية والمساواة. ينبغي مقاطعة هذه الانتخابات وعدم المشاركة فيها ليس هذا فحسب، بل ينبغي ً إفشالها بوصفها مخططاً لكسر إرادة الجماهير. إننا ندعوكم أن لا تشاركوا في هذه الانتخابات. قاطعوها، لا تكونوا شركاء في مشروع سياسي لأحد طرفي الصراع الإرهابي، حشدوا قواكم مع الحزب الشيوعي العمالي العراقي لإحباط هذا السيناريو المخادع ولإخراج السلطة وإدارة الأمور من أيدي قوى السيناريو الأسود وإعادة الإرادة الى الجماهير. نظموا ووحدوا صفوفكم حول الحزب الشيوعي العمالي من أجل إقامة حكومة علمانية وغير قومية مستندة على إرادة الجماهير وتستجيب للمطالب الفورية والأساسية الراهنة للمجتمع المتمثلة بالأمان والخبز والحرية وإعادة تنظيم المدنية.

الاجتماع الموسع الخامس عشر للجنة المركزية

للحزب الشيوعي العمالي العراقي

أواخـر تشرين الثاني 2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبرز المرشحين الديمقراطيين لخوض انتخابات الرئاسة في حال انسح


.. مسعود بارزاني في زيارة لبغداد لحل الخلافية بين الحكومة وإقلي




.. مراسل الجزيرة يرصد أبرز ما ورد في مكالمة الرئيس الأمريكي باي


.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يريد استمرار الحرب وجعل غزة مثل الضف




.. العلاقات البريطانية الأوروبية حاضرة بقوة في برامج انتخابات م