الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الازمة في سوريا

قصي حسن

2011 / 10 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي



سواء اسميناها أزمة أم ثورة أم احتجاجات فانه من الواضح أن سوريا وصلت الى طريق مسدود لا يمكن الخروج منه الا بالعودة الى العقل و التعقل .
فالنظام في سوريا ليس نظاما" ضعيفا" فهو يملك الجيش و القوى الأمنية التي حدثت فيها بعض الانشقاقات البسيطة غير المؤثرة إلا على المستوى المعنوي أضف الى ذلك و بغض النظر عن رأي المعارضين فان النظام في سوريا يملك زخما" جماهيريا" كبيرا" و لو أنه في بعض منه هو زخم مزيف أي " الكثير من أصحاب المصالح الانتهازيين و الكثير من المجبرين بحكم العمل أو الوظيفة أو أو ..." فهذا الزخم شئنا أم أبينا فانه يشكل دعما" للنظام الاسدي الفاسد و بالتالي فان على المعارضة أن تعترف بهذا و أن تعترف أيضا" بفشل أي محاولة لاسقاط النظام عن طريق السلاح فالعين لا يمكن لها أن تقاوم المخرز- فما بالك ان كانت العين أصلا" مصابة بالعمش- و بالتالي فان الاعتراف بالحقيقة المرة و هو أن النظام الاسدي استطاع على مدى أربعين عاما أن يحول أغلبية الشعب السوري الى فاسدين و مرتشين وانتهازيين و الشرفاء منهم الى مغتربين و سكان السجون و المعتقلات و بالتالي فان حرب المعارضة- و لو أني أشك في نزاهة بعضها- إنما هي حرب ضد أغلبية الشعب السوري و ليس صحيحا" أنها حرب ضد النظام الحاكم و أسرته فقط إن هذا الاعتراف سوف يجعل المعارضة تنأى بنفسها عن أي عمل مسلح فاشل سوف يؤدي بالبلد الى حرب لا يحمد عقباها تأخذ البريء بجريرة المجرم وربما تؤدي الى انتصار النظام و تقويض كل منجزات الثورة السورية التي ذهب ضحيتها الآلاف من الابرياء .
و لكن بالمقابل على النظام أن يعترف بأن ما بعد انطلاق الثورة ليس كما قبلها فالشعب السوري -و لو كان من يخرج الى التظاهر لا يزال أقلية- فانه لن يرضى بأقل من الغاء حالة الطوارئ و الاحكام العرفية و اجراء انتخابات رئاسية مباشرة بعد الغاء المادة الثامنة و عودة الجيش الى ثكناته و تشكيل قيادة وطنية للجيش السوري بدلا" من القيادة الطائفية وفصل السلطات و استقلالية الجيش عن سلطة الرئاسة ومحاكمة المتورطين في قمع المظاهرات حتى لو كان من أقرب المقربين الى رأس السلطة في سوريا و على النظام أن يعترف أيضا" بفشل الحل الامني بغض النظر عن من يدعم هذه المظاهرات سواء كانت أمريكا أم الصهاينة أم قطر فمن الواضح أن من يتظاهر ليس من الامريكيين و لا من الصهاينة و القطريين انهم سوريين بكل ما للمعنى من كلمة و كل هذه المهاترات التي تحصل في الاعلام المرئي و المسموع و المقروء انما لن تؤدي مهما حاول أصحابها تزييف الحقائق الى حل الازمة أو الى إعادة المتظاهرين الى بيوتهم أو الجيش الى ثكناته فلو كان المتظاهرون من الاغراب لاستطاع الجيش السوري قمعهم ببساطة و لكن عندما يخرج المتظاهرين و ينبري لهم الجيش ليقتل منهم ما يقتل و يعتقل منهم ما يعتقل فان زخم الثورة سوف يزداد و من كان لا يجرؤ على التظاهر سوف يعيد حساباته عندما يرى ان ابنه أو أحد أقرباؤه أو أصدقاؤه قد تعرض للقتل أو الاعتقال .
و بالتالي ليس من حل بالنسبة الى سوريا سوى بالجلوس الى طاولة المفاوضات بغية تجنيب البلاد المزيد من الدماء هذه المفاوضات ينبغي أن تنطلق بعد أن يقوم النظام السوري بسحب جيشه و قواه الامنية من الشوارع و السماح للصحافة الحرة و المنظمات الدولية ذات المصداقية بتغطية الاحداث التي تجري و معالجة أي أحداث أمنية قد تحصل بشكل موضعي و علني بحضور و تغطية من الصحافة العالمية و العربية الحرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها