الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التربية والتعليم توأمان لا يفترقان

باسمة موسى

2011 / 10 / 1
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم



جائنى بالمستشفى طفل عمرة احد عشر عاما مع والدته وكان يعانى من كسر مضاعف بالفك السفلى لوجهه من اليمين واليسار واجراء طبيعى ان اسال الطفل عن سبب الكسر لتحديد مكانه وبكى الطفل بكاءا ٌمرا اثار حزنى وحزن من حولى من الاطباء والمساعدين ولم ينطق بكلمة وفاجائتنى والدته بان والده سبب هذا الكسر العنيف بعد ان ضربه بقدمه فى وجهه بسبب شقاوته مع اخته الصغيرة . وبعد تهدئة الطفل قمت بتضميد وتثبيت كسور فكه التى شوهها والده. ولكن هذا العلاج الذى قمت به هو لعلاج جزء من جسد الطفل سيندمل بعد اسابيع ولكن هل جرح كرامة هذا الطفل ورعبه ورعب والدته سيندمل ؟ اعتقد انه على الاقل بالنسبة للطفل سيصبح ذكرى اليمة سيستدعيها وعيه دائما عندما يرى والده . الى هنا والقصة هى حكاية تحدث كل يوم فى اماكن متفرقة ولكن ؟.

علمت للاسف ان الاب مدرس لغة عربية وكانت حجته عندما سألته ان الظروف صعبة فى بداية العام الدراسى , وسألته متعجبة اذا ابنك فلذة كبدك احدثت به كسرا بالفك لعصبيتك الشديدة وعدم التحكم فى ردود افعالك حول شقاوة اطفالك فماذا ستفعل فى تلاميذ المدرسة التى تقوم بالتدريس فيها ؟ فلم يستطع الرد على سؤالى ولكن بدأ يشكو من قسوة الحياة والعمل . سرحت بعد ان اتممت عملى لماذا لا يتدرب المدرسين والاباء على دورات تربوية واخلاقية وعلى فهم نفسية الاطفال كل عام وذلك لاعادة النظر فى التربية فى المنزل والمدرسة و لخلق جيل جديد من الاطفال بدون خوف وعصبية.

فى مثل هذه الاحوال يمكن معاقبة الاب لان هذا العمل يعد جريمة ويمكن ملاحقته قانونيا لان علاج هذا الطفل او اى طفل معنف اكثر من ثلاثة اسابيع بعد الجراحة, ولكن للاسف لان الام لا تعمل والمجتمع يضغط عليها الا تتكلم لانه هو الذى ينفق على الاسرة ففى النهاية تقهر الام وتضطر للسكوت ويعانى الاطفال ودى حكاية بنعيشها كل يوم وبالتالى ان افلات الجانى من العقاب يجعله يكرر فعلته مرة اخرى وهو يعلم جيدا ان المجتمع سيتركه لانه الذى ينفق على المنزل . وكطبيبة لا اجد طريقة لمنع تكرار ذلك الا ان اتحدث مع الاب مباشرة واثير فيه انسانيته التى فطره الله عليها كانسان من المفترض ان يعمل بما امره الله سبحانه وتعالي , لان الله احبب خلقنا فخلقنا لكى نذكره ونتعبده وليس لقهر وضرب انسان مثلنا وخاصة الاطفال احباب الله , وان عامل هو طفله جيدا الان سيجد هذا الطفل يوما ما بارا به عندما يهرم لان الحياة دوارة فالان يحتاج الطفل لرعاية الاباء وبعد غدا سيحتاج الوالدين لبر الابناء , واطلب منه الا يكرر فعلته فلسان الشفقة جذاب للقلوب حتى تستمر حياة الاسرة فى سلام ويشب الاطفال اسوياء فى الحياة .

الكثير من الناس يظنون ان على الاطباء اتخاذ قرار قانونى يحفظ للطفل حقوقه ولكن للاسف كطبيبة نحن نعالج النتائج ولا نعالج الاسباب رغم ان هذه أفعال غير مقبولة إطلاقا تجاه العالم الإنساني وبالأخص من أب الى ولده فأي إنسان يفعل ذلك مع أي طفل فهو عديم من الشفقة وهو مسئول أمام الله و المجتمع ومسئول تجاه عائلته ويلزم مراجعته لأحد الأطباء المتخصصين لأن الحدة والغضب يجب معالجتها طبيا وأخلاقيا حتى يسكن ويمتنع عن تكرارها فنسأل الرحمن الرحيم أن يصلحه ويمنحه العناية والشفقة. اما الشق القانونى هو من حق اسرة الطفل ان تطلب هذا الحق او تتنازل عنه لاستمرار الحياة .

اننا بحاجة لمفاهيم التربية الصحيحة وتغيير موروثات عتيقة فى التربية ولا نعتمد فقط على المدرسة فالمدرسة دورها ان تنمى عقل الطفل ولكن التربية بالمنزل تقود هذا العقل الى الطريق السليم والا ستكون النتيجة انتشار العنف والجريمة وسببا لانتشار جحود الوالدين ..وسبب اكتر فى فقدان الانسانية والكرامة التى جبل عليها الانسان . مرة اخرى اقولها ان كل طفل يولد فى هذا الوطن هو امانة على الجميع له حق الحياة الكريمة وحق التعليم والاستقرار فى اسرة تحميه ومجتمع يٌنمى قدراته ليصبح موردا بشريا يخدم بلده بكل وجدانه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس.. كتيبات حول -التربية الجنسية- تثير موجة من الغضب • فرا


.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كولومبيا وتفض اعتصام المؤيد




.. بصفقة مع حركة حماس أو بدونها.. نتنياهو مصمم على اجتياح رفح و


.. شاهد ما قاله رياض منصور عن -إخراج الفلسطينيين- من رفح والضفة




.. نتنياهو يؤكد أن عملية رفح ستتم -باتفاق أو بدونه-