الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
كلام في حال الصحافة الفلسطينية
سعاد أبو ختلة
2011 / 10 / 1اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
غزة بما يدور فيها وبين أروقتها من حكايات إنسانية وتجاذبات سياسية تعد مادة خصبة للإبداع الصحفي : مليون ونصف مواطن في مساحة محدودة مكتظة بالهم والحلم معاً في تمازج غريب ، حكايات لا تنتهي وفعاليات على مدار الساعة تخول الصحفي أن يبدع ، ورغم ذلك يبرز لنا إعلام جديد يتربص الصحفي أمام جهاز الحاسوب يطلع على الأخبار والتقارير ويعيد توجيهها مع بعض التغييرات التي لا تكاد تظهر ، أولئك الذين يعتبرون الصحافة مهارة قص ولصق فتقرير إخباري واحد يردنا عبر أكثر من مصدر والمحتوى واحد بنقاطه وفواصله ونمط الخط أيضاً فيضيع جهد الصحفي الذي طارد وتابع وكتب وحرر واجتهد في أن يرسله لموقع قد يتذكره بعد عدة تقارير بمكافأة زهيدة تمكنه من شحن رصيد جواله ليبقى على تواصل مع الخبر ...
والمبكي في الأمر أكثر الأخطاء اللغوية في الكتابة التي تستوقفنا كالنتوء في الطريق تثبط من استرسالنا في القراءة في حال كان للصحفي مهارة الكتابة المنسابة المسترسلة بهدوء ودراية ، لكن الأدهى والأمر أن تكون المادة ملقاة وعلى القارئ أن يبحث عن الموضوع والمشكلة المطروحة و يلتقط جوانبها من المقدمة والخاتمة و ما بينهما وهذا أيضاً في حال صبر القارئ وكان عنده الوقت والمزاج ليفك شفرة التقرير ...
سنوياً يتخرج من كليات الإعلام بغزة المئات الذين يتوافدون على المؤسسات الإعلامية مطالبين بطلب شرعي وإنساني بحق ، وهو الحصول على عمل ، بعضهم - لمواصفات خاصة آخرها الإبداع - يحصل على عمل ويعد التقارير والتحقيقات كيفما أتفق ، يلتقي بالشخصيات ويحاورها كيفما أتفق وفي الغالب هناك من يعد المادة ويحررها في الظل ليبقى أو تبقى صاحب / ـة الظل العالي منيراً / ــةً في موقعه / ها ... كيفما أتفق أيضاً ، وتنسى وتتجاهل المؤسسات الإعلامية المحلية أن السلطة الرابعة المحرك الرئيس لكل حراك وتغيير بحاجة لمواصفات خاصة من مهارات وقدرات تخول الصحفي الفلسطيني خوض غمار العالمية عبر أدائه المميز وأسلوبه الشيق ونجد أن العديد من الصحفيين الفلسطينيين ظهرت إبداعاتهم وصقلت مواهبهم ووجهت الوجهة الصحيحة عبر العمل مع مؤسسات دولية توسمت فيهم إبداعاً خفياً فسطع نجمهم وأصبحنا نفخر بهم ونستمتع بالقراءة لهم أو مشاهده تقاريرهم المصورة وقَصْهِم المميز .
الإعلام ليس كأي مهنة أخرى شريحة المستفيدين منه محدودة حسب مجال العمل فهو صورة المجتمع ولسان حاله ، كذلك الناقد والموجه لما يدور في المجتمع من أزمات ومشاكل تتعلق بكل أموره من سلوك مجتمعي وثقافة تعايش وتقبل للآخر ، مرآة مباشرة للوضع السياسي يبثها للمجتمع وينقل توجهاته لصناع القرار والعكس كذلك ، عالم السوق والاقتصاد ، عالم الطب والتطور العلمي ... هو مرآة المجتمع على العالم ويساهم بقدر كبير في تحفيز وشحذ همم الطاقات البشرية وتغيير نمط التفكير والسلوك والتعاطي مع المستجدات ، لا يمكننا دفن رؤوسنا في التراب وانتظار الآتي دون أن نساهم في بلورته بما يتفق مع معتقداتنا وثقافتنا الفلسطينية فبينما تقوم رؤوس الأموال في العالم بإدارة شركات إعلامية ضخمة تستغلها حكومات ودول لأهداف معينة وما زلنا أصحاب القضية لا نملك إعلاما قادراً على صوغ مأساتنا وشحذ التأييد لنيل الدعم الإنساني لقضايانا العادلة ( الأسرى و الاستيطان و اللاجئين )
الأمر بحاجة لوقفة جادة من قبل المؤسسات الإعلامية لتدارك الأمر والعمل على تطوير كوادرها الإعلامية وكذلك اهتمام الكادر بتطوير أدائه والاقتناع ملياً بأنهم بحاجة للتدريب وتطوير قدراتهم وعدم التعامل مع الأمر كأنه رفاه وموازنة لا حاجة لها ، كل يوم يحمل الجديد وعليهم مواكبة كل جديد ، أفراد ومؤسسات عليهم الثقة بجسامة المهنة التي يمتهنون ويولونها كل اهتمام ودمتم سالمين .......
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. استياء قوى سورية من انفراد الجولاني بتكليف البشير بتشكيل حكو
.. هل تدخّل البرلمان الأوروبي في الشؤون الداخلية للجزائر؟
.. المغرب: خضوع الملك محمد السادس لعملية جراحية إثر إصابته بكسر
.. الجزائر: محامي صنصال يؤكد منعه من السفر إلى الجزائر
.. سرب من المقاتلات يرافق طائرة تبون الرئاسية نحو موريتانيا