الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزة ما بين انعدام الرجولة فيها وتعاظمها

ماجد هديب

2011 / 10 / 1
الصحافة والاعلام



لا شك بداية بأن غزة كانت ومنذ سنوات العقد الأربعيني قد احتلت مكانة القدس في تحريك الجماهير وتنظيم أفعالها واستقطاب إفرازاتها وذلك بعد أن استطاع النظام الهاشمي من بسط نفوذه وسيطرته الأمنية على القدس الشرقية لإستيلاء العاهل الهاشمي عبدالله الأول على ما تبقى من فلسطين وضمها إليه. حيث إن غزة ومنذ ذلك الحين أصبحت هي المحرك الأساسي للثورات والانتفاضات المتتالية, كما أنها كانت منبعا للفكر والشعر بل والناظم لكل مكونات العمل السياسي الفلسطيني , إلا انه ومنذ سيطرة حركة حماس على غزة وبسط نفوذها ليس على غزة فقط وانما حتى على كافة القوى والفصائل وكافة مؤسسات المجتمع المدني فان غزة قد أصبحت مثار جدل وتساؤل , فهل أصبحت غزة بمجملها مع حركة حماس ومؤيدة لسياسة قادتها ومنسجمة مع أفعال كوادرها وعناصرها بدرجة ربما فاقت إجماع المسلمين على الرسول محمد عليه الصلاة والسلام ؟ ,أو أن غزة لم تعد كما كانت قبلة لأحرار العالم وإنما أصبحت إما محط أنظار الشامتين برجالاتها نتيجةً لانعدام رجولة كانوا دوما يتغنون بها ,وإما محط أنظار للمتعاطفين مع من فيها من الرجال وذلك لاحتلال حماس تلك الرجولة ونجاحها في احتواء انعكاساتها من ناحية , ونتيجة لما يعانونه أهالي غزة من الحصار المطبق عليهم من الاحتلال الاسرائيلي والعربي من ناحية ثانية؟.
كثيرة هي تلك التساؤلات التي ينبغي الاجابة عليها نتيجة للصمت المطبق على غزة رغم كل ما يجري فيها من أناتٍ للمظلومين وصرخات المسحوقين وصيحات من هم على القضية متخوفين ممن أصبحوا بها متاجرين, حيث ان أحداثا جسام شهدتها غزة ومصائب عظيمة المّت باهلها اضافة الى تلك الانعكاسات الخطيرة التي أحدثها الانقسام فيهم ليس على النسيج الاجتماعي فقط, وإنما على قضيتهم بمجملها حيث ان المذهل بالأمر وقد فاق كل التوقعات بما فيها توقعات قادة حركة حماس أنفسهم بأننا لم نسمع صوتا للفلسطينيين في غزة يصدح رفضا لما يجري, كما لم نشهد المسيرات او المظاهرات الغاضبة وان حدث وكان هناك محاولة للبعض في أن يعبِّر عن رأيه , فإنّه سرعان ما يخفت ذلك الصوت وينتهي وكأن شيئا لم يحدث, فأين الموقف من حرب كان يمكن تلاشيها؟, وأين الغضب مما احدثته تلك الحرب دونما أي انجاز للفلسطينيين من إفرازاتها ؟ , فماذا استفاد الفلسطينيون من تلك الحرب ؟, فهل سخَّر الفلسطينيون طاقاتهم للاستفادة من معاناة وانات المسحوقين فيها لمصلحة القضية الفلسطينية ؟, أم أن استغلال تلك الحرب لم يكن الا من منظور حزبي فقط؟, وأين هؤلاء جميعا من فعاليات انهاء الانقسام؟ ,وأين رسالة اهلنا في غزة التي كان من المفترض إيصالها للأمم المتحدة ؟,اوليس ظلما وإجحافا بالقضية الفلسطينية أن لا تخرج غزة عن بكرة أبيها لإيصال صوت اهلها المخنوق بأنهم الأحق بدولة دون غيرهم؟ .
هل كان الصمت المطبق على اهل غزة هو نتيجة خوفٍ من حماس واجهزتها الامنية وما تستخدمه من وسائل القوة ضد كل من يخالفها فعلاً وقولاً ؟,أو ان قوة الفلسطينيين في غزة وتعاظم رجولتهم هي سبب صمتهم المطبق لانهم لا يريدون الصدام مع اخوة الدم والمصير نتيجة وعيٍ وادراك منهم أن الصدام ليس بمثابة انحراف الفلسطينيين عن مسيرة النضال فقط , وانما انهاء انفسهم لسنوات بل وربما لعقود؟, أو أن هناك شى اخر ليس لانعدام الرجولة او تعاظمها شان فيه ,وهو لا مبالاة بعض الفلسطينيين بمصيرهم وقضيتهم وذلك لانشغالهم بتجارة قدمها الانقسام لهم على طبق الفراق والتشرذم على حساب قضيتهم , وان في إبقاء الانقسام واستمرارية التشرذم نجاح لتجارة هؤلاء بل وتطوير لمصالحهم الخاصة ولذلك لا مصالحة يتمنون ولا عودة الى سلطة شرعية فيها وئام يرغبون؟ .
اسئلة كثيرة لن نحاول الاجابة عليها, بل سنتركها لكافة قوى وفصائل العمل الوطني ليس لدراسة ذلك واستخلاص العبر, وانما ليتيقن هؤلاء جميعا بأن المصالحة إذا ما طال تحقيقها وتجسيدها واقعاً وممارسة فإنّ كافة القوى والفصائل العمل الوطني ستدفع ثمن ذلك التأخير آجلاً أم عاجلاً لأن الشعب لن ينتظر هؤلاء طويلا ولن يكون لهم أي مكانٍ فيما لو انتفض الفلسطينيون على واقعهم المرير, ولكن ما نود الاجابة عليه شيء واحد فقط وهو بأن الخوف لم ولن يجد له مكاناًّ في صدور الفلسطينيين وخاصة في غزة وان ما يحدث من صمت فيها ما هو إلا نتيجة لتعاظم رجولة غزة بمن فيها من الاطفال قبل الرجال فهل وصلت الرسالة إلى أصحاب القرار قبل أن يشتدّ تعاظم الرجولة في غزة ويبلغ ذروة الانفجار؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل