الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن :المزايا و الاستحقاقات

باقر جاسم محمد

2004 / 12 / 9
ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا


يتميز موقع "الحوار المتمدن" عن المواقع الأخرى بذلك الإطار الفكري ، و لا أقول الأيديولوجي، الذي يحدد ملامح عمله و توجهاته و طبيعة المواد المنشورة فيه؛ فهذا الإطار يساري الجوهـر وهـو في الوقت عينه علماني و ليبرالي. وهذا ما جعل الموقع يبتعد عن الصيغة العقائدية المتصلبة التي تتصف بها التوجهات الأيديولوجية عامة. فهو يأخذ من اليسار سمته التقدمي العام دون المقولات النظرية و بخاصة تلك التي أثبتت التجربة عقمها أو فشلها على المستوى التطبيقي ؛ و هو يأخذ من العلمانية نهجها الذي يرى في مسألة الحكم أنها تندرج في مصاف العلاقة بين البشر و هي بالنتيجة مما يقرره البشر أنفسهم ؛ و هو يأخذ من الليبرالية إيمانها بأهمية تداول السلطة المستند إلى صندوق الاقتراع . وهذا يعني أن صعود أي حزب إلى السلطة لن يكون بصيغة التأبيد بل هو مرهون بمدى قناعة الشعب بعطاء الجهة الحاكمة و مدى ما تقدمه للناس من خدمة و ذلك تأصيلا لمبدأ كون الشعب هو مصدر السلطات . و يتم كل ذلك عبر المؤسسات الدستورية و السياسية و الاجتماعية و عبر صيانة حقوق الإنسان، و ليس عبر صيغ الحزب الواحد أو عبادة الزعيم الفرد. و لعل زوار الموقع قد لحظوا هذا التنوع في الاطروحات المستقاة مما يكتب في الموقع. و فضلا عن ذلك تميز موقع الحوار المتمدن بملفاته المتنوعة و بحملات التضامن التي دعا فيها المثقفين والكتاب إلى مناصرة قضايا تقدمية مثل مسألة حقوق المرأة في مجتمعاتنا العربية و الإسلامية الدفاع عن قضايا الأقليات العرقية أو مناصرة الشخصيات المناضلة التي تتعرض للقمع و الاعتقال في شتى بقاع الوطن العربي .
لقد انعكس عطاء موقع الحوار المتمدن في جملة من الظواهر الإيجابية منها :
1.الإقبال الكبير على زيارة الموقع والإطلاع على ما يكتب فيه إذ بلغ عدد زوار الموقع أرقاما قياسية نسبة إلى قصر المدة منذ بدء الموقع البث على شبكة الأنترنيت. و هذا يجعل الموقع مؤثرا إلى حد ما في اتجاهات الرأي.
2. أسس الموقع بداية موفقة لإعادة التوكيد على أهمية التعاون الفكري و السياسي بين الاتجاهات اليسارية و العلمانية و اللبرالية في مواجهة قوى التخلف و الدكتاتورية. و لعلنا نطمح إلى أن نرى هذا التعاون منعكسا على الممارسة السياسية الواقعية على مستوى الأوطان التي تقرأ العربية . كما نطمح إلى أن نرى نسخا كردية و فارسية و تركية للموقع حتى يتكامل تأثيرالموقع في الإقليم الجيوبولتيكي.
3. ضمت قائمة كتاب الموقع أساتذة أكاديميين عرفوا بحضورهم المتميز من مثل الدكتور سيار الجميل و الدكتور شاكر النابلسي و الدكتور كاظم الحبيب و غيرهم، و أدباء معروفين مثل سعدي يوسف و نوال السعداوي فضلا عن كتاب و أدباء من أجيال مختلفة. وقد تنوعت الإنتماءآت القومية و الدينية للكتاب إذ شملت عربا و أكرادا و تركمان ومسلمين ومسيحيين و يهود و صابئة.
4. التزم كتاب الحوار المتمدن بخصوصيات و آداب الحوار و شروطه المعرفية؛ و قد تميزت المقالات المنشورة ، عموما ، بشروط المقالة البحثية التي هي أكثر من مقالة و أقل من دراسة أو بحث علمي أكاديمي. و بذلك حقق الكتاب معادلة صعبة هي التوفيق بين عمق الفكرة المطروحة و السمة المنهجية للبحث من جهة و أهمية الوضوح و الاختصار غير المخل من جهة أخرى .
5. نشر الموقع ملفات ركزت على موضوعات معينة مما يطرحه الواقع الموضوعي من إشكالات و تحديات و هذا يجعله مواكبا للحدث.
بقي أن نشير إلى أن تأثير موقع " الحوار المتمدن " يظل محدودا بالمقارنة مع تأثير الفضائيات لأسباب معروفة و هذا يجعلنا نتمنى أن تكون هناك قناة فضائية مناظرة و بالاسم نفسه حتى يتكامل تأثير كل منهما مع الآخر . و لكن يظل الأمل منعقدا في أن يتطور العمل في الحوار المتمدن ليكون مؤثرا بشكل أعمق في الواقع الثقافي و السياسي العربي و الإقليمي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الزمالك المصري ونهضة بركان المغربي في إياب نهائي كأس الاتحاد


.. كيف ستواجه الحكومة الإسرائيلية الانقسامات الداخلية؟ وما موقف




.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تسلط الضوء على معارك جباليا وقدرات


.. الدوري الألماني.. تشابي ألونزو يقود ليفركوزن لفوز تاريخي محل




.. فرنسا.. مظاهرة في ذكرى النكبة الفلسطينية تندد بالحرب الإسرائ