الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موضوع الملف - الصحافة الألكترونية ودورها، الحوار المتمدن نموذجا

فلورنس غزلان

2004 / 12 / 9
ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا


يعيش الوطن العربي ، أزمة لم يشهد لها مثيلافي تاريخه الحديث، ومع أن العالم أجمع مأزوما...ونحن جزء لايتجزأ من هذا الكون ، لكن لواقعنا خاصيته...وللاعلام في مجتمعاتنا دوره الذي بدأ يبرز أكثر، ويأخذ طابعا مؤثرا أكبر في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد الحرب العراقية الثانية...وبدا أن هذا الجهاز الصغير، والذي يمكننا تسميته( صندوق الدنيا ) يغزو البيوت ويفرض وجوده على يوميات الانسان ويتحكم بشروط حياته وضرورياتها فمن خلال الكمبيوتر اطلقت الصحافة الألكترونية لتحتل حيزا أكبر في اهتمامات السياسي والمثقف، بل والمواطن العادي أيضا ...فصار هذا الصندوق يوظف الانسان لصالحه ...فيقضي أمامه جل ساعات نهاره أو ليله ، وبدلا من شرائه لصحيفة واحدة يستطيع ربما دفع ثمنها ...لكنه عبر هذا الجهاز يتمكن من قراءة صحفا عديدة والاطلاع على أخبار الكون قاطبة وبمختلف لغات العالم الحية ...ان أمكنه قراءة واحدة منها ...ومن خلال الصحيفة الألكترونية يستطيع أيضا أن يشارك بالحدث ويبدي رأيه بالمقال ويكون فاعلا ومؤثرا بما يقرأ ..ومعلقا على الكتابات أمامه ...صار المواطن مشاركا فعالا ...فاختلاف الصحافة المطبوعة عن الألكترونية كاختلاف السينما عن المسرح ...ففي المسرح يكون المشاهد متلقيا مباشرا للدور وفاعلا فيه مؤثرا ومتأثرا ...بينما في السينما متلقيا فقط...اذن غدت الصحافة الألكترونية صحافة الفرد والمجتمع والانسانية...أكثر التصاقا وتأثيرا وتأثرا بالفرد نفسه وضرورة من ضروريات يومه للتبادل المعرفي والثقافي والمعلوماتي ...لهذا فالصحافة من هذا النوع تشكل هما وعائقا في الوقت نفسه ..أمام الأنظمة الشمولية الاستبدادية ...لأنها تساهم في التنوير وتفتح للمواطن نوافذ الحرية والاطلاع وقراءة المحرمات المكتوبة والمراقبة من السلطات التي تضع عليها حجرا ومنعا من التداول ..خاصة وأن الصحافة الألكترونية تتيح للمواطن ابداء آرائه والتظاهر من خلالها على عدم موافقته على مايخصه من هموم الحياة وشؤونها المتعلقة باقتصاد وسياسة بلده ...لهذا نجد أن مثل هذه الأنظمة تحاول احتكار بعض النوافذ الألكترونية وتجييرها لصالحها ...وان لم تتمكن من بعضها تعهد لمحاربتها بكل الوسائل والطرق المتاحة لديها وخاصة تلك التي تفتح أمام المواطن آفاق المعرفة والاهتمام بقضاياه ومعالجتها ورفع صوتها عاليا للمطالبة بحقوقه كانسان والدفاع عنها ...لهذا يجد هذا النوع من الصحافة أمامه طرقا مسدودة ويحارب من قبل الأنظمة الديكتاتورية الاستبدادية وهذا بالضبط ماجرى للحوار المتمدن مع النظام السعودي ...كي تمنع المواطن السعودي من الاطلاع والمساهمة ونقل المعارف ...وانفتاح نوافذ النور والحرية أمامه وتسليط الأضواء على أساليب القمع التي تطول حياته وتمس شؤون بلده ومعاناته من فقدان للحرية والتعبير ...فعندما تتمكن السلطة من حجب صحيفة مكتوبة وتضع على صدورها شمعا أحمر ...تحاول أيضا استخدام وسائلها الحديثة لمنع الصحافة الألكترونية ...لكن قوتها هنا ستبقى محدودة ..مع استمرار التطور المعلوماتي والتكنولوجيا الحديثة وانتشار الأقمار الصناعية ...فستضطر في النهاية للخضوع ..كما يستطيع المواطن الذكي والذي يملك مقدرة علمية ...التحايل على طرق السلطة والوصول لصحف يمكنه الاطلاع عليها رغم أنف الممنوعات والمحظورات ...ولو أدركت هذه الأنظمة عجزها ...لما حاربت نفسها ومواطنيها بهذا الشكل ...وخاصة عندما تكون الصحيفة ذات نوعية تنويرية وتطويرية تخاطب العقل والانسان ..فلا شك صحيفة من هذا النوع ستكون هي الرابح الأول ..وأعتقد أن لصحيفتكم شرف الصدارة بين قليل من الصحف المتوفرة في البلاد العربية ...والتي نرجو لها أن تتطور أكثر بما تنشره وبنوعية كتابها وتعدد انتماءآتهم ووجهاتهم ..وحريتهم في نقل آرائهم من خلالها ...فالى مزيد من العطاء ياحوار...
فلورنس ـــغزلان ـــباريس 19/11/2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريفايفل: ألبوم جديد يسعى إلى السعادة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. كأس أمم أوروبا: منتخب البرتغال يفتتح منافساته بمواجهة مع تشي




.. كأس أمم أوروبا: منتخب سلوفاكيا يحقق انتصارا مفاجئا على نظيره


.. كأس أمم أوروبا: رومانيا تسحق أوكرانيا بثلاثية نظيفة




.. شاهد كيف أدى قرار عائلة إلى إنقاذ طفل حديث الولادة