الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاولون السوريون والثورة (2من3)

شبلي شمايل

2011 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


بدأت الرسائل تصل، من عدد ممن اطلعوا على الجزء الأول من مقالتي حول المجالس والمؤتمرات والمؤامرات، وأشكر الصديق الذي أرسل لي المقطع التالي للمعارض السوري المعروف عبد الرزاق عيد حول المجلس الوطني الانتقالي والذي جاء فيه:
"1- لن نخون برهان كما خوننا عند عقد مؤتمر أنطاليا
2- القائمة تنطوي على أسماء كثيرة مشبوهة (سلطويا) ،وأسماء هامشية لا دور لها ولا فاعلية لا في الداخل ولا في الخارج
3- وجود أسماء مشبوهة وهامشية تعكس الروح الكريهة في "السياسة التي يوجهها الحقد"، التي تتحرك بدلالة تصفية الحسابات الشخصية مع رموز كبيرة منافسة في المعارضة ...إذ أن استبعاد الرموز الموثوقة من الشعب السوري سيلقي ظلالا من الشك والشبهات على القائمة وعن دور السلطة والجهات الأمنية في تشكيلها
4- القائمة (الخمسينية :من 50 اسم) التي نشرت من قبل الأخ خلف علي خلف بالتوافق مع حكم البابا أكثر معرفة بالخارطة السياسية والثقافية للمجتمع السوري، فإذا اعتورها بعض من الأسماء ذات التمثيل الضعيف، لكن ليس قيها تمثيل مشبوه ....!!! وذلك قبل التلاعب بها وتزويرها بإضافة أكثر من أربعين اسما (ممن هب ودب) مما ألحق بها التشويه والشبهات وسمح بإطلاق الإتهامات
5- الخفة بالمسارعة إلى القيام بوضع "خطة طريق" قبل أن تعتمد القائمة من قبل كل الأطراف في الداخل بل والخارج ،حيث أدت الخلافات حولها -بسبب تسرعها وخفتها- إلى تأجيل موضوع مناقشتها حتى أسبوع آخر بين قوى والأطراف السياسية في الداخل ، إذن فلا يكفي قبول بعض المكلفين بالقائمة للشروع للعمل بهذه بالمبادرة قبل أن تحظى بموافقة الأطراف المعنية ...وعلى هذا فلا معنى لخطة الطريق المطروحة قبل إقرارها من قوى المعارضة
6- خطة الطريق المذكورة تستخدم صيغ مائعة قابلة للتأويل وتعدد القراءات مثل تعبير" وضع حد للديكتاتوريات " ، حيث صيغة (وضع الحد) هذه، يمكن أن يتم بتسوية مع النظام وفق بعض الاقتراحات الدولية بتشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل بقاء سلطة رئاسة بشار ... وهذا ما يتعارض مع الشعار الأساسي للثورة (إسقاط النظام) بدون تردد أو تأتأة أو لعثمة ، وهو شعار لم ترفعه لا معارضة الخارج ولا الداخل ،بل رفعته حركة الثورة في الداخل ممن يدفعون ثمنه دما منذ شهور ،وأي نزول تحت منسوب هذا الشعار هو مدعاة للخذلان والإحباط لحركة شعبنا إن لم نقل (خيانة لدم الشهداء)! (انتهى النص الخاص بالدكتور عيد).
وأنشر هنا رسالة استلمتها في الموضوع من أحد الحاضرين في مؤتمر الدوحة:
"الأخ شبلي، قرأت ما كتبته عن المجالس والمقاولين السوريين، وهذا ما حثني على أن أجيب على سؤالك حول الدوحة. باعتبار أن انضمام برهان غليون وإعلان دمشق والإخوان لجماعة اسطنبول ووصول برهان لهناك لترتيب إجراءات تنصيبه رئيسا، قد جعلت من قرارات الدوحة حبرا على ورق ولم يعد من المفيد إخفاء ما جرى.
في الدوحة، كانت الدعوة للتشاور، واكتشف الحاضرون أن كل طرف قد دعي لأجندة تناسبه، فجاء جماعة التيار الإسلامي المستقل (اسمح لي أن أضع بعد مستقل: حتى النخاع!!) من أجل إعلان مجلس وطني من الدوحة بمشاركة القوى الكبيرة في سورية وليس فقط أقزام بسمة وإخوانها. وقيل لطرف آخر الدعوة من أجل دراسة مشاكل المعارضة وفرص توحيدها، ولثالث أن الدعوة للتقريب بين وجهات نظر السياسيين السوريين إلخ.
رأس الاجتماع الأول الدكتور هيثم مناع، وقد استهل الجلسة بهجوم على المؤتمرات والمجالس ولم يوفر برهان غليون باعتباره قد سخسخ أمام إعلان اسمه رئيسا للمجلس الإنتقالي ولم يعد يترك القصة التافهة التي أعلن عنها في أنقرة بشكل مهزلي. طالب مناع المعارضة والشخصيات الوطنية بالإرتقاء لمستوى التحديات وترك قصة الفنادق المدفوعة الثمن من "صنقر منقر" ونظائره. الجو توتر وجاء بعده جماعة المؤتمرات ليتحدثوا عن جدية مبادراتهم وأنها تقوم على أسس علمية دقيقة مدروسة على الحاسوب.
اتضح منذ هذه الجلسة أن هناك اتجاه يمثله رجاء الناصر وعبد المجيد منجونة وفايز سارة وهيثم مناع ضد أي إعلان متسرع عن مجلس وطني وأن الأهم هو قيام ائتلاف يجمع بين قوى المعارضة والشباب وينظم الجهود لدعم الثورة، واتجاه يمثله عماد الدين الرشيد وعبيدة النحاس وأحمد رمضان مع تشكيل فوري للمجلس وبكل الأحوال قبل 15 أيلول. حاول الإتجاه الأول تهدئة إعلان دمشق ووصل معهم لصيغة وسيطة تنص على بيان توحيد للجهود يوقع عليه الجميع وينص في مهماته على السعي لتشكيل مجلس وطني. هكذا بعد يومين تشكل ما سمي "الإئتلاف الوطني السوري" من إعلان دمشق وهيئة التنسيق الوطنية ومستقلين وانضم لهم الأخوان بعد يومين في حين انسحب عتاة المجلس الوطني السوري ولم يوقعوا. حاول برهان غليون الإحتفاظ بشعرة معاوية عندما رشّح أسماء من اسطنبول لتسميتها في قيادة الإئتلاف (بسمة القضماني ولؤي صافي ونبراس الفاضل) وهنا ثارت ثائرة عزمي بشارة وقال: "هذه المرأة التافهة التي تعيش من فورد ومؤسسات التمويل لا تفقه شيئا في السياسة ولم تناضل في حياتها".
لقد اتضح لي في الجلسة وجود خلاف كبير بين مناع وغليون، حتى أن مناع قال علنا: أرفض أن يكون رئيس الإئتلاف من الخارج وإن كان برهان يريد الترؤس عليه أن يذهب إلى دمشق وسنحميه بكل الوسائل، أما في الخارج فهذا يعني ائتلاف مهزلة.
لقد رفضت الذهاب إلى اسطنبول وليس لدي أي معلومات غير المنشور عنها".(انتهت الرسالة)
كتب لي شاب حمصي يقول: "لماذا هذا الهجوم على المجلس الوطني، نحن في حمص على أبواب حرب أهلية إذا لم تتشكل قيادة سياسية تطلب من الناس عدم القتل على الهوية والإنتقام. أين تعيش أنت؟ هل أنت جاد عندما تتهم أنصار المجلس بالمقاولة؟
(بالمناسبة أنا أعيش في ريف دمشق ومن كتب الرسالة يعيش في دبي)
من جهته، نشر برهان غليون رأيه على الحوار المتمدن وجاء فيه: "تم الاتفاق مع مجموعة استنبول على العمل المشترك من أجل تشكيل مجلس وطني يقوم بالمهام التي كان من المنتظر من جبهة المعارضة الموحدة أن تقوم بها، أي أن يدافع عن الثورة في الداخل والخارج ويعرض قضية تحرر الشعب السوري من وباء الطغيان على الساحة الدولية ويطمئن قطاعات الرأي المترددة في الانخراط في حركة التحرر العظيمة الجارية. وقد نشرت في هذا السياق خريطة الطريق لتشكيل المجلس الوطني التي كان من المفروض أن توجه عملنا للأيام التالية وشكلنا فرق العمل للاتصال بالمجموعات الثلاث التي سيضمها المجلس وهي ممثلي الأحزاب وممثلي قوى الثورة الميدانية والشخصيات المستقلة السياسية أو العاملة في حقل المجتمع المدني.".
هذا الإتفاق سبق كما هو واضح من النص جلسات الدوحة. أي أن جماعة اسطنبول عندما يقولون أن برهان غليون كان ينسق معهم فهم في ذلك صادقين.
كيف نرسم خريطة المجلس الآن: مبادرة إخوانية-إسلامية بغطاء أمريكي وتمويل أمريكي كما ذكرت في القسم الأول. نسبة عالية مضمونة للخارج ومن الخارج جماعة أمريكا بكل أعضائها. حصص للإخوان الشقفويين وأخرى للبيانوني وثالثة لعماد الدنيا واسكات الحوارنة بالشيخ مطيع البطين، أماكن محدودة لأحزاب الداخل بحجة القيود الأمنية. حاول عزمي بشارة تحسين الصورة والظروف من أجل الصورة الخارجية ولكن محاولته فشلت.
في اسطنبول قر القرار هذا الأسبوع على استبعاد الكتلة الأكبر من اليساريين والناصريين والديمقراطيين المستقلين (أي هيئة التنسيق الوطنية ومن صف معها) وتغطية ذلك بجماعة إعلان دمشق شبه الميتة ورئاسة برهان غليون.
في الدوحة، قدم برهان غليون نفسه كعضو في هيئة التنسيق وفي إعلان دمشق، في اسطنبول، قدم نفسه كممثل عن جماعة برهان غليون.
ماذا سيفعل المجلس؟ يقول برهان غليون أنه سيطالب بفك الأرصدة السورية المصادرة وتوزيعها على المعارضة. سيكون لهم مكاتب ويطلبون الإعتراف بهم. وقد وعد أمير قطر بتغطية السفر لرئيس المجلس والوفد المرافق له أينما حل ووعد مكتب الأمير بأخذ مواعيد مع أمراء وملوك ورؤساء عرب وأجانب. يبدأ المجلس برفض التدخل العسكري وقبول الأشكال الأخرى، ثم استجابة لطلب المتظاهرين يتأقلم مع ما يُطلب منه..
مبروك للشعب السوري، أخيرا صار عنده مجلس انتقالي على الطريقة الليبية!!
يحكى عن ابن جحا أنه قال لأبيه: يا والدي زوجني ابنة السلطان، فقال له الأب لن يقبل يا ولدي، فقال له ابنه: يا أبي إذا أنت وافقت وأنا وافقت بسيطة لن يبقى سوى السلطان"
تشكل المؤتمر العراقي (الشلبي) قبل عشر سنوات من احتلال العراق فهل ينتظر الشعب السوري عشر سنوات ليتخلص من الدكتاتور والدكتاتورية بسيناريو مشابه؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح