الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق العظيم بين (حسن العلوي) و(عمو ناصر) !

فليحة حسن

2011 / 10 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


العراق العظيم بين (حسن العلوي) و(عمو ناصر) !
في أربيل وفي أمسية أقامتها نقابة الصحفيين هناك دعا السياسي ( حسن العلوي) الى ضرورة إقامة دولة للكرد ألآن، وسبب دعوته تلك تعود – وكما يرى السيد المفكر - الى إن بغداد ألآن مشغولة بحل مشاكلها الداخلية ،
أما الإسم الثاني وأقصد (عمو ناصر) فإنه وفي إحدى حلقات البرنامج الذي يقدمه من على قناة الفضائية العراقية ( الفيحاء) طالب وبشدة بتطبيق الفدرالية والكونفدرالية في العراق، ولم يكتف بذلك بل صار يردد ولأكثر من ربع ساعة أغنية من تأليفه هو مقطعها يقول : ( تفدّرلي والله يحلوة تفدّرلي) ومطالبته بالفدرالية تعود لسبب وجيه عنده وهو الحصول على( الإكرامية) التي منحتها نقابة الصحفيين ولم يحصل عليها حتى بعد مراجعاته العديدة والمكلفة الى العاصمة بغداد والحلّ- في رأيه – لإنجاز تلك المعاملة والحصول على تلك الإكرامية هو بتطبيق الفدرالية التي تجعل من البصرة عاصمة لأقليم الجنوب ومن ثم ستوفر له الوقت وتقلل من مصاريف الرحلة بين البصرة وبغداد ، والتي شرحها لنا في تلك الحلقة وبالتفصيل،
متناسياً إن الفدرالية وبالرغم من كون السلطة فيها مقسمة دستورياً بين حكومة مركزية ووحدات حكومية صغيرة تدعى (الأقاليم أو الولايات) يبقى لكلّ من تلك الوحدات الدستورية نظامها الذي يحدد فيه سلطاتها التشريعية والتنفيذيه والقضائية ويكوّن وضع الحكم الذاتي فيها
بحيث لا يمكن تغييرأي قرار أحادي من الحكومة المركزية ،
فلو أرادت حكومة لولاية فدرالية وببساطة وتحت أي ذريعة أو حجة واهية أستغلال أي مورد طبيعي لنفسها وحرمان بقية المحافظات منه لجاز لها ذلك بحجة الفدرلة ، وكون قرارأمير أو عمدة تلك الولاية أو الإقليم يماثل ببساطة قرارصادر من رئيس الجمهورية ،
والفدرالية بشكل عام لايمكن تطبيقها في العراق لأسباب منها صغر مساحته التي ترتب عليها قصر المسافة الرابطة بين محافظاته والعاصمة وقلة سكانه ،
بالمقابل لو إننا نظرنا الى الدول التي تم تطبيق الفدرالية أو الكونفدرالية بها في أنموذجها الغربي المتمثل بإستراليا والولايات المتحدة الأمريكية أو النموذج العربي المتمثل بالإمارات العربية المتحدة من حيث مساحتها مثلاً لوجدنا إن إمارة رأس الخيمة التي هي واحدة من السبع إمارات شكلت إتحاداً فيما بينها وهي: ( إمارة أبو ظبي ، دبي ، الشارقة، رأس الخيمة ، عجمان ، أم القوين ، الفجيرة ) والتي تمثل رابع إمارة من حيث المساحة تبلغ مساحتها (1684) كم2، ويعيش فيها و حسب تقديرات عام 2004 ما يقارب 205,000 نسمة ،
أما الولايات المتحدة الامريكية والتي تضم خمسين ولاية فإن مساحتها تبلغ ( 9.83) مليون كم2 وتبلغ مساحة أكبر ولاياتها وهي الاسكا (1,518,776) كيلو متر مربع،
بينما تبلغ مساحة أستراليا التي تتكون من ست ولايات ومقاطعتين أساسيتين (7,617,930 ) كيلو متر مربع،
فإذا ما أقتربنا من مساحة العراق الذي يتكون من ثمانية عشرة محافظة فإننا نراها تبلغ (434920)كم مربع فقط ،وتبلغ مساحة أكبر محافظة فيه وهي الانبار (183،000)كم مربع
فكيف إذن ستتم الفدرالية في دولة كالعراق والى كم قسم سيتقسم حينها ؟ هل سيقسمونه الى دولة (عربية وآخرى كردية ) كما دعا الى ذلك السيد العلوي خصوصاً وإن الكرد حاصلين أصلاً ومن زمن ليس بالقريب على الحكم الذاتي؟
أم الى أقاليم ثلاثة تمثل (الجنوب والوسط والشمال) كما يريد عمو ناصر؟
أم سيتم تقسيمه وفق مايطمح السياسيون الى (سني وشيعي) ؟
أم الى( مسيحي وأسلامي وطوائف أخرى) كما يسعى الى ذلك الارهابيون ؟
وكيف تمكن هؤلاء من تجاهل صغر مساحة العراق والقرب بين محافظاته وعدم وجود حدود طبيعية كيداء تفصل فيما بين جسده الواحد كالبحار الهائلة أو الصحارى الشاسعة والجبال شديدة الإرتفاع ؟
أم إن غاياتهم ومصالحهم الشخصية تبرر لهم ذلك وتجعلهم يطالبون بهذا التمزيق المبطن بدعوى الفدرالية أو قيام دولة في داخل أخرى ،
نعم ، فعمو ناصر وطلباً للإسراع بإنجاز معاملته للحصول على مبلغ مادي يسير، لايتوانى عن تقطيع العراق وبتر أعضائه وتركه أشلاء تنهشها أنياب الجيران - التي لاتنفع معها كلّ تمائم الحفظ - من كلّ صوب ،
والسيد العلوي وخوفاً من أن تُضرب مصالحه الشخصية بتواتر الحكومات وتعدد الأحزاب ركض مهرولاً الى الأكراد يمسح على أكتافهم ويمنحهم ماليس له تماشياً مع المثل السائر ( وهب الأمير ماليس له ) وإن لم يكن من الأمراء ،
أقول من أين لهؤلاء القدرة على تجاهل العراق ، الوحدة الواحدة التي بقيت لآلاف السنين نسيجاً متكاملاً تتجاور فيه الحضارات المختلفة وتتحاور فيه الأديان المتباينة وتمتزج اللهجات به وتتداخل فيه الأسر مع بعضها وتتناغم تضاريسه ؟!
فنحن لم نسمع بمسافر قادم من الجنوب الى الشمال وقد تاه في صحراء الناصرية مثلاً أو غرق في بحر النجف!
ومتى يتخذ المغرضون من الفرات ودجلة لهم قدوة ،هذان النهران اللذان بقيا ينسابان منذ نشوء الحضارات من شمال البرد مروراً بنسيم الوسط الى لهيب الجنوب ؟!
وهل ستبقى الطبيعة دوماً أرحم من الإنسان؟! تدعونا الى التوحد وتعطي لنا في ذلك الرمز تلو الآخر ونبقى نتجاهل كلّ ذلك ونعتلي مصالحنا التي لاتسير بنا إلا الى مهاوي الردى ؟
فقط أنا اسأل السيد العلوي لماذا لانقيم دولة للقبائل الريفية في العراق خصوصاً وهم يشكلون نسبة (41%) من سكانه ، وأخرى للقبائل البدوية التي تشكل نسبة (35%) من مجموع السكان بدلاً من أن نقيم دولة للأكراد الذين يمثلون فقط نسبة ( 18%) من عدد سكانه ؟
وماشكل الدولة الكردية التي تدعو الى إقامتها هل هي دولة (كردية شيعية ) كوّن الشيعة من الأكراد تصل نسبتهم الى(30%) بالمقارنة مع نسبة السنة التي تحتل فقط مامقداره (10%) من الكرد ؟!
اما عمو ناصر فأنا أقول له ياعمو....إن المسافة بين البصرة التي تعد من أبعد المحافظات الجنوبية فيه والعاصمة بغداد (550) كيلو متر فقط ، أي بمعدل ما تقطعه الحافلة بخمس ساعات ليس أكثر! وهذه المسافة لاتستوجب تمزيق العراق الى أوصال بدعوى الفدرالية أو الكنفودرالية !
دوموا في العراق الواحد تدوموا في الوجود!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا