الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيادق غربية

خالد العلوي

2011 / 10 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في ظل ما يشهده العالم العربي من ثورات وسقوط أنظمة وقيام أنظمة وفي ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية واتساع رقعة "الحرام" و"المجرّم" وسيطرة الطبقة المخملية على مقدرات الشعوب العربية وتحكم أصحاب النفوذ من رجال السياسة والاقتصاد بجميع تفاصيل الفرد العربي بدءاً من عمله في الصباح الباكر وانتهاءاً بعودته لمنزله عند المساء المغادر وانتشار ثقافة الانحدار ووصول الفرد في المجتمع العربي المحافظ لدرجة الانهيار تحت وطأة ما يقرأه ويسمعه ويشاهده تكونت بيئة خصبة لفئة ٍ صنعتها أيادٍ استخباراتية غربية بحتة وخبأتها خلف ستار الدين وجعلتها تخرج على الناس بشارب عربي وبلحية ٍ مسلمة مدججة بالأحاديث وقال الله وقال الرسول لتنفذ مخطط غربيَّ تضرب من خلاله الصورة الحقيقية للإسلام بصورةٍ أخرى عن مسلمٍ حديث ومتمدن ومتحضر لديه الاستعداد التام لخسارة الصديق العربي أو المسلم دون حسرة أو تقدير أو تمييز بل وخسارة صداقة البشرية بأجمعها وأن يدفع ثمن تلك الخسارة راضيا متحملا التكاليف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية دون أدنى شعور بالأسف طالما قابل هذا الدفع الحفاظ على مصالح "الصديق الأميركي " والغربي عموما الذي صنعه وأوجده ؟!!
"المتأسلمون" عملاء من طراز رفيع صنعتهم أيادي الاستخبارات الغربية واختارت لهم أن يخرجوا ليضلونا عن الطريق المستقيم وهم يملكون نفس لوننا وسحنتنا وهيئتنا ولهجتنا وعروبتنا والقليل من إسلامنا لنصدقهم أولا وليبعدوا عن أنفسهم سوء الفعل ثانيا و لينفذوا مخططاتهم ويضربوا ضربتهم في أمة الإسلام ثالثا دون أن ُتلقى عليهم لائمة بعد أن جعلوا دعاة التدين وسيلتهم ليتخذوا عن طريقهم الدين لبوساً ليصلوا إلى أهدافهم بأقصى بسرعة وبأقصر مدة زمنية ممكنة ، وفي ذلك ذكاء يجب عدم الاستهانة به خصوصا وأن المجتمعات العربية عموما مجتمعات محافظة وميالة للدين والتدين أكثر من التحرر والعولمة .
للأسف الشديد تم لهم ذلك فها نحن نرى ونشهد أن ما كان مغلقا من أبواب في وجوههم بالأمس بات مفتوحا على مصراعيه لهم الأمر الذي سمح لهذه الفئة التغلغل في المجتمعات العربية والضحك على ذقون البسطاء والمغلوب على أمرهم لتروج لنفسها عن طريق المنابر الدينية والإعلامية والقنوات الفضائية والصحف الورقية والإلكترونية والأدهى والأمر أن تجد بعض الناس تستقبل هؤلاء المدعين بالترحيب وأحيانا بالتهليل والتكبير وكيف لا..وقد خلطوا الحابل بالنابل ناهيكم عن أن المتأسلم يدرك كل الإدارك أن لا شيء أنجع ولا أسرع من العزف على أوتار الدين للتسلل إلى القلوب والعقول لتغييبها وتخديرها عن التفكير والتحليل أو اعطائها فرصة كشف حقيقة ما يدعون إليه .
احذروا هذه الفئة " المتأسلمة" التي تريد أن تقودنا إلى ما يريد وينشد "الغربي" لا عن طريق السلاح هذه المرة أو التهديد ولكن عن طريق هذه الدمى التي يحركها بيديه لترشدنا وتقود خطانا دون أن نشعر إلى الهدف"الغربي" المنشود ، واعلموا أن هذه الدمى لا تحمل من الدين إلا اسمه تختبئ خلف كلماته الناعمة والبراقة لتبث سمومها بوجهٍ ظاهره يدعو لمحاربة الفساد وباطنه أشد فسادا وكفرا من قوم عاد، هذه الفئة تنمو وتكثر وتنتشر بمباركة "أيادي استخبارات الدول الغربية " في المجتمعات الأكثر جهلا بسرعة فائقة أما في المجتمعات المثقفة والواعية فالأمر يحتاج لبعض التحايل وبعض فنون الخبير والمطلع والمتمكن من الشؤون السياسية والثقافية لذلك نجدها تلجأ في هذه المجتمعات إلى الانفتاح على الآخر وتقبل رأيه وتوافق طوعا على التعددية السياسية والثقافية بل وتضع يدها في أيادي ليبرالية وعلمانية من أجل أن تحقق أهدافها وستفاجأ حين تجد كل حركاتها وخطواتها محسوبة ومدروسة بدقة وبتمعن دون أن تترك خلفها خطئا أو زلة تفضحها وتكشف أمرها ..وكيف لا ودول عظمى تحركها كقطع الشطرنج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بيادق الغرب٠٠٠
نايا ( 2011 / 10 / 2 - 17:46 )
أوافقك بالرأي عن هؤلاء البيادق... إلا أن خطابك يشكل أكثر خطرا على الأمة منهم٠٠٠

اخر الافلام

.. الكوفية توشح أعناق الطلاب خلال حراكهم ضد الحرب في قطاع غزة


.. النبض المغاربي: لماذا تتكرر في إسبانيا الإنذارات بشأن المنتج




.. على خلفية تعيينات الجيش.. بن غفير يدعو إلى إقالة غالانت | #م


.. ما هي سرايا الأشتر المدرجة على لوائح الإرهاب؟




.. القسام: مقاتلونا يخوضون اشتباكات مع الاحتلال في طولكرم بالضف