الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر -خرطوشة- في حياة عباس السياسية

عصمت المنلا

2011 / 10 / 3
القضية الفلسطينية


يستطيع الآن "أبو مازن" أن يذهب الى بيته ويطلب "طشطاً" من الماء الساخن يضع فيه قدميه، بعد رحلة سياسية طويلة أدّى فيها قسطه للعلا "الإسرائيلي".. في أعقاب "الهمروجة" المسرحية التي قام بها من على منبر الأمم المتحدة، مُتسوّلاً "دويلة كرتونية-وهمية" للفلسطينيين.. وحاصداً تصفيقاً لم يحلم يوماً في حياته السياسية أن يحصل عليه.. وعندما عاد الى رام الله، أوغل في خداع الناس بأن "الربيع الفلسطيني" قد أثمر..! وآتى أكله..! في حين هو يعلم في قرارة نفسه مدى أهمية الخدمة الجُلّى التي قدمها لليهود في خطابه الإنهزامي، الإستسلامي، المُبالغ في التنازل والإنبطاح.. الى حدّ لايمكن تصديق تمثيلية رفض نتنياهو وحكومته توجّه عباس الى الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.. وعلى الأرجح أن إتفاقاً بينهما قد تم مُسبقاً لقيام عباس بهذه الخطوة لإجهاض أي حِراك ثوري فلسطيني، واستبداله بطلب الدولة من العالم.. بدلاً من إنخراط الفلسطينيين في ما يُوصف بموسم "الثورات" العربية، وتم خنق المطالب الفلسطينية الشعبية المشروعة والجامحة نحو شن إنتفاضة كبرى ضد الإحتلال، تشمل أراضي السلطة وغزة والفلسطينيين داخل الكيان الهش.. بخاصة أن الكيان العبري لايمكنه مواجهة هكذا ثورة عارمة، شاملة، قد تحرّر الفلسطينيين – أخيرا – بعد استكانة طويلة لألاعيب الساسة الفاسدين.. وصبرعظيم على خداع وتضليل مسؤوليه المرتبطين بعلاقات استراتيجية مع سلطات الإحتلال.. منذ سمح هذا الإحتلال لحفنة من الزاحفين على بطونهم بالعودة من الشتات الى رام الله، في خطوة إسرائيلية كان المقصود منها التخلّص من أعباء حكم فلسطينيي الضفة بكل ما فيها من عناء ومسؤولية الإدارة بتفاصيلها الكبيرة والصغيرة، لاعتقاد سلطة الإحتلال أنه ليس من مهماتها تنظيم السير في شوارع مدن وبلدات الضفة.. أو واجب القيام بتوفير النظافة فيها، أو التورط في الإنحدار لبرمجة الحياة المعيشية اليومية للفلسطينيين.. فكان الخلاص من كل هذه الأعباء بالطلب الى قيادة منظمة التحرير المجيء الى رام الله، وإقامة سلطة إدارة ذاتية للمناطق ذات الكثافة السكانية الفلسطينية.. كذلك حدث الأمر عينه مع الإنسحاب الإسرائيلي المُبَرمج من قطاع غزة، وجعله وديعة تحت سلطة حماس، للأسباب ذاتها التي حتمت الطلب الى قيادة المنظمة المجيء من الشتات الى رام الله.
التظاهرة السياسية التي ختم بها محمود عباس حياته في الشأن العام، ستبقى ذكرى مُفرحة له حين يتقاعد في بيته يروي لأحفاده بطولاته.... لكنها ستبقى ذكرى مؤلمة للشعب الفلسطيني لأن كل ما كانت سلطة عباس تهدف اليه من تظاهرة الإنضمام الى الأمم المتحدة.. هو إجهاض فرصة ذهبية سانحة لحِراك فلسطيني ثوري حقيقي، كان من شأنه لو جرى في هذا التوقيت.. أن يحقق إنتصاراً ميدانياً على الأرض ضد الإحتلال، فالجميع يعلم الى أي حد هشاشة السلطة الإسرائيلية واقعياً، فهي أضعف من سلطة أي نظام ديكتاتوري عربي يكافح جاهداُ من أجل البقاء.
الفرصة لازالت سانحة أمام الثوريين الفلسطينيين الحقيقيين للإندفاع في أعظم إنتفاضة ثورية هدفها: الشهادة.. ولا ضياع فلسطين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا