الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطية في عالمنا 1

عبدالله الدمياطى

2011 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


أن قضية الديمقراطية أصبحت اليوم عنوانا فصيحا لمرحلة من الصراع المضمر والعلنى على حد سواء ولم تعد مجرد إشكالية للحوار الثقافي أن في عالمنا العربي وخصوصا بعد الاستقلال العربي وظهور المشاريع السياسية والأفكار والمفاهيم النهضوية خلال القرن العشرين نلاحظ أن جميع النظم العربية المعاصرة أو بما يسمى ( الايديولوجيا العربية) وقفت موقفا مضادا من الديمقراطية أو اتخذت حيالها موقفا يتسم بنزعة الشك على اقل تقدير قد عانى العالم العربي من التخلف الديمقراطي بسبب التأجيل والأرجاء تحت زريعة اولويات تنمية الدولة أو أنجاز الاستقلال أو مشروع الفكرة القومية وللانتقال إلى الديمقراطية التي هي وليدة الأوضاع الصناعية الرأسمالية في أوروبا هذه المجتمعات التي تعيش أوضاعا تنتمي في جملتها إما إلى ما قبل الرأسمالية أو إلى التجارب الاشتراكية أو إلى أوضاع تضم خليطا من هذه وتلك.
الانتقال إلى الديمقراطية في عالمنا يطرح مشكلة يمكن التعبير عنها بأن الانتقال من الحكم اللاديمقراطى إلى حكم ديمقراطى يفترض إما يتولى الحكام أنفسهم القيام بعملية الانتقال وفى هذه الحالة سيكون عليهم أن يتنازلوا عن سلطاتهم وامتيازاتهم وهذا أن حدث مرة أو مرتين فهو استثناء وليس قاعدة وإما إجبارهم بوسيلة من الوسائل على التنازل وهذا يتطلب وجود قوة ديمقراطية حقيقية في المجتمع قادرة على الحفاظ عليها والحيلولة دون قيام نوع أخر من الحكم اللاديمقراطى إن مشكلة الانتقال إلى الديمقراطية نعنى بذالك الانتقال من دولة لا تحترم فيها حقوق الإنسان بمعناها الواسع ولا يقوم كيانها على مؤسسات تعلوا على الأفراد والجماعات ولا تتناول فيها السلطة على أساس الأغلبية السياسية.
أن الانتقال إلى الديمقراطية من الناحية العملية فبواسطة اختياران
إما الأول عن طريق التدرج ويتم هذا عن طريق فسح المجال للقوى الديمقراطية في المجتمع لتنمو وتنقل الدولة إلى مجتمع مؤسسات حقيقية والخيار الأخر هو إجبار الحاكم على التنازل ولكن المشكلة هنا تكمن في القوى الديمقراطية الموجودة حيث أنها لا تتمكن من إسقاط الحكم إلا أن تحولت هذه القوى إلى منظمة تنظيما سريا ثوريا أو إلى قوى هائجة غير منظمة في صورة تحرك شعبي واسع وعصيان مدني
أن التدرج إلى الديمقراطية مسألة تأخذ الكثير من الوقت وبالتالي فهناك فرصة لتمييع المسألة بكاملها وخصوصا وجود الكثير من العقبات لان التدرج إلى الديمقراطية يتطلب نزع امتيازات النفوذ والثروة من طبقة واحدة أو ما يسمى بالحزب الحاكم وبالتالي سيكون هناك ردود أفعال قوية يمكنها تعطيل مسألة التدرج ويمكن أيضا إجهاض العملية بأكملها ..
نحن مازلنا في الوطن العربي نحتاج إلى معرفة مفهوم الديمقراطية وجعله تتحول من قضية تحيط بها شكوك إلى قناعة لا تتزعزع كقناعة العقل بالضروريات البديهية لا يوجد بديل عن الديمقراطية إلا الاستبداد والدكتاتورية ليس لدينا خيار ثالث ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما أهمية معبر رفح لسكان قطاع غزة؟ I الأخبار


.. الالاف من الفلسطينيين يفرون من رفح مع تقدم الجيش الإسرائيلي




.. الشعلة الأولمبية تصل إلى مرسيليا • فرانس 24 / FRANCE 24


.. لماذا علقت واشنطن شحنة ذخائر إلى إسرائيل؟ • فرانس 24




.. الحوثيون يتوعدون بالهجوم على بقية المحافظات الخاضعة لسيطرة ا