الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نداء إلى الأستاذ فخري كريم

أسعد البصري

2011 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


ما هي الحوزة التي يدرس فيها رجال الدين ؟
هي مدرسة تبدأ من الصغر وتستمر مدى الحياة
يُنفقون على الطالب ويمنحونه السكن والطعام من البداية إلى مالا نهاية
يعلّمونه النحو من الأجرومية إلى شرح ابن عقيل إلى مُغني اللبيب
إضافة إلى الصرف والبلاغة والخطابة و علوم القرآن و قراءاته و تفسيره و فقه اللغة . يُعلّمونهم التاريخ الإسلامي من الطبري إلى ابن الأثير إلى طبقات ابن سعد إلى الإصابة إلى كل الموسوعات المهمة .
يُعلمونهم الأصول والمنطق والإجتهاد ، أما في الفقه فيبدأون باللمعة الدمشقية ولا ينتهون بجواهر الكلام بل يستمرون بدرس السطوح و بحث الخارج لدى كبار المراجع مدى الحياة . وفي كل حوزة مكتبة ضخمة . كل الفقهاء يقرأون موسوعة ول ديورانت (قصة الحضارة ) و كتب توينبي و راسل و روسو و الخ . وصدقوني يقرأون الأدب العالمي . أما مجالسهم وسمرهم ففي الشعر من عيونه و أمهاته . هؤلاء كارثة حقيقية . إذا تدخلوا في السياسة و فسدوا . هؤلاء بحاجة إلى مثقفين و طنيين عمالقة يُحرجونهم و يفضحون انحرافهم . أما هذه المقالات الركيكة التي يكتبها بعض المتذمرين أو المنسلخين عن ثقافتهم لا يقرأونها . هؤلاء يقتلون مثقفاً ك حسين مروّة و مهدي عامل يكترثون ل عمالقة وطنيين من هذا الوزن فقط . وهم بحاجة لأبناء هؤلاء ليقوّموهم وينتقدوهم و هم موجودون في العراق لكنهم صامتون
ولأنني عشتُ في الحوزات وبين رجال الدين
فقد لاحظتُ الكارثة . رجال الدين
أكثر وعياً و أوسع أفُقاً من المثقفين
لهذا أحاول أن أدلَّ المثقفين
على الأماكن التي توجع الفقهاء
إذا أرادوا حقاً معارضتهم
أفضل أنواع المعارضة الثقافية و الوطنية هي التي تكتب باسترخاء
لا تكتب وتظن أن شيئاً سيحدث أو يتغير بل أُكتب لأن شيئاً لن يحدث
ولن يتغير ، أُكتب بكبرياء الكتائب الشجاعة التي كانت تقف على بوابات
المدن الصغيرة في وجه هولاكو . لا لشيء فقط لكي لا يكتب التاريخ
أن مدينتهم سقطتْ بلا قتال . أرواح هؤلاء
الرجال النادرين يجب أن تحل بأقلامكم وأنتم تكتبون ضد حكومة المحاصصة الفاسدة في عراق اليوم
كخطوة أولى يجب مد الجسور مع المعارضة الإيرانية و مثقفيها الرائعين
مصيرنا واحد ، و معركتنا واحدة ، فلا تقعوا في فخ كراهية الشعب الإيراني . نظام ولاية الفقيه و مخابراته هو المشكلة وليس الشعب الإيراني . يجب أن يكون هناك دور للمثقف العراقي الوطني في مد الجسور والتعريف بالثقافتين العظيمتين العراقية والفارسية ، وعدم ترك ثغرة للطائفيين والعنصريين . المحبة بين الشعوب يبنيها المثقفون والفنانون ويهدمها رجال الدين والفاشيون
ثقافة المعارضة ليست المقال أو الفكرة بل الطنين والأزيز والإزعاج
يجب أن تكتب كل يوم دون توقف لسنوات بلا ملل ضد الحكومة الفاسدة
المعارضة الوطنية ليست رأياً أو مقالاً أو كتاباً بل نشاط ونشاط دائم
السلطة تكرار فاسد والمعارضة تكرار مضاد
في هذا الخطاب أوجّه نداءً إلى الأستاذ فخري كريم بتأسيس تيار معارض قائم على فصل الدين عن السياسة ويجمع فيه كل القوى الوطنية تحت هذا الشعار ، لأنه الوحيد قادر على مد جسور قوية مع التيار الوطني الإيراني الذي يُناضل منذ عقود لأجل ذات الفكرة النبيلة . ولاية الفقيه تحكم العراق كما تحكم إيران فلماذا لا نوحد الجهود و نتبادل الخبرات ؟.
أسّس لنا شيئاً يا فخري و تبرّأ منه بعد ذلك ، لكن أرجوك إبن لنا هذا الفُلْك قبل الطوفان .

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحيةً وتقديراً
حميد خنجي ( 2011 / 10 / 3 - 06:54 )
اتفق جدا مع الكاتب البصير... شكرا يا اخي على هذه البصيرة الاستثنائية

اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت