الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عضلة القلب وقضية الوطن:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 10 / 3
القضية الفلسطينية


منذ فترة وكتاباتي متقطعة على وفرة المواضيع, ومع تعدد الاسباب التي تشدني بعيدا عن الكتابة, ومن بين هذه الاسباب دخول الصحة مرحلة العد التنازلي, خاصة عضلة القلب التي سبق ان تعرضت لجلطة, كانت مدخلا لتراكم ضعفها, وزيادة انشغالي بها, وكان اخر اشكال هذا الانشغال فحص ( ايكو ) اجريته امس, افاد معه فني التصوير ان قوة عضلة قلبي باتت في حدود 27%, وطبعا لم اكن ذهب لاجراء مثل هذا الفحص لولا وجود مضاعفات اخرى لها في باقي الجسم,
ان هذه النتيجة وضعتني فورا امام تساؤل, يستجوب حكمتي, فهل اقبل الاستمرار في الحياة ضمن هذا الشرط المستجد, واستكمل واجباتي تجاه اسرتي ومجتمعي, او ارفض مبدأ الحياة الا بتوفر كامل قوة القلب؟
حين طرح الاديب الانجليزي شيكسبير سؤاله الشهير, اكون او لا اكون؟ فانه عمليا وضع اساسا علميا لمنهجية تحديد الاولويات, جاء من بعده من اشترط الكينونة بالكيفية, فقال الموت ولا المذلة. في منطق يعاكس المنهجية الطبيعية في تحديد الاولويات,
ان استمراري في الحياة بهذا القلب المنقوص الكمال, هو استمرار لوجود وفاعلية هويتي الخاصة في الحياة, بغض النظر عن حجم اهميتها لها, ووحده العدو هو الذي يدعوني لموتي في غير وقته وتوقيته الطبيعي, خاصة اذا كان مدركا تماما لحقيقة ان تفوقه على سيفضي بي حتما الى الغياب السرمدي.
لا اظن ان الاخ خالد مشعل او ابو العبد هنية او الدكتور الزهار, وكل دعاة العنف شكلا وحيدا للمقاومة في كل الفصائل, سيقجمون على الانتحار اذا قال لهم اطبائهم ان قلوبهم ضعيفة, بل انني متاكد ان عقيدتهم في الصراع ستدعوهم للاستمرار في اداء الواجب الديني حتى في مجال العمل الوطني. فلماذا اذن يطلبون من القومية الفلسطينية عدم الاعتراف باعتلال عضلة قلبها ويدعونها لرفع شعرا الموت ولا المذلة المغرض؟
لماذا يتماهى خطابهم مع الخطاب الصهيوني, وتتماهى مواقفهم ومناوراتهم مع مواقفه ومناوراته؟ الى درجة تخيلت معها انهم كانوا شهود اثبات نتنياهو في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة؟
ليس من شك في وطنيتهم عندي, كما اني على يقين ان عقائديتهم هي موجه حركتهم الدينية والوطنية, ومشكلة هذه العقائدية انها تستبدل الهوية القومية الفلسطينية, بالهوية العرقية العربية وثقافتها الاسلامية,
ان القضية الفلسطينية او العراقية او الليبية او ....الخ, من وجهة نظرهم يستمر وجودها باستمرار وجود الهوية العربية الاسلامية, للك فانهم لا يقفون عند اهمية الهويات القومية كالفلسطينية والسورية والاردنية والعراقية...الخ, لذلك لا نجد لمناوراتهم خصوصية تتعلق بمصلحة هذه الهويات القومية بل تتعلق فقط بمنظورهم الخاص لما يجب ان تكون عليه اوضاع هذه الهويات القومية, وهو منظور غير قابل للتحقق من وجهة نظرهم الا اذا كانوا المشرفين على ادارة اوضاع هذه القوميات وضمن توجه اقلمي عام يتصدره رؤية حركة الاخوان المسلمين
ان دور الاخوان المسلمين بات الان العامل المشترك لكل مواقع نبت الربيع العربي, ولان سقف النتاج الديموقراطي لمنهجية الربيع العربي يقتضي بالضرورة الاصطدام بالاتفاقيات الدولية كسقف للمدى الوطني الذي يمكن ان يصله التحقق الديموقراطي, لم يكن غريبا اذن ان تقبل حركة الاخوان المسلمين مذلة اشهار الاعتراف والالتزام باتفاقيات كامب ديفد بالنسبة لمصر, ولكن ماذا عن اتفاقة وادي عربة واتفاقيات اوسلو؟ واتفاقيات فك الاشتباك الصهيوني السوري, واتفاقية السلام اللبنانية الاسرائيلة التي جاءت اثر الاجتياح الصهيوني للبنان عام 1982م, وهكذا بات محللا ترسيخ ما نقده سابقا الاخوان المسلمين وهم اللذين سيدعون جنود الله للحفاظ عليها اذا ما قدر لهم الاستيلاء على السلطة في هذه المواقع.
ان قراءة قوى المعارضة التقليدية لمقولة التعددية, ليست قراءة التوجه نحو الالغاء بل قراءة التوجه نحو ترسيخ وتعزيز التعددية, على عكس ما يتطلبه الانسجام والتناغم مع التوجه الحضاري الانساني, لذلك نجد هذه القوى في حراك الربيع العربي اتجهت فورا الى الاتفاق على تحديد احجام تقاسم قرار الثورة, عوضا عن توحيد الخطاب الثوري, وترسيخه مسارا لتعزيز وحدة المواطنة والهوية القومية, وها هو الامر يتكرر مع ما يدعى المجلس السوري الذي يجري الاعلان عنه في اسطنبول تركيا, والذي لا يبدوا انه سيكون اكثر من مدخل لحرب اهلية تنتهي الى التقسيم,
لقد قدمت تجربة الانشقاق الفلسطيني نموذجا يحتذى لكيفة انجاز القوى الاسلامية خطوة الوصول للسلطة, فخلق الفوضى وانتشار السلاح والتمسك بالفصائلية ( التعددية ) سينتهي حتما الى وصول القوى الاسلامية للسلطة, وسيجعل من تشكيل لجان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر, كما استحدث بالحاج في طرابلس منتهى الطموح الثوري على الصعيدين الوطني والديموقراطي؟ فالمسار سيكون مسار القضاء على قوى العلمانية, والتي ينطوي اطارها على القوى الوطنية والليبرالية.
من على منصة الخطابة في الجمعية العامة للامم المتحدة وايضا في طهران, فرزت القوى الفلسطينية وتبين ان ما تبقى من قوة القلب يحرك م ت ف نحو منهجية نضال سياسية تتصدى للكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية اما في طهران فتجلت غزة فقط حيث وافقت غزة على اسقاط منظمي مؤتمر ( الانتفاضة ؟ ) للعنوان الصحيح لشرعية الهوية الوطنية الفلسطينية, وجاءت بتمثيل فلسطيني زائف كما جاء به من قبل مؤتمر قمة عربي سابق. وفي حين كان القرار الصهيوني ببناء المستوطنات بستقطع الارض الفلسطينية كان ذهاب المزيفين الى طهران يمزق الشرعية الفلسطينية ويدعوا العالم للاخذ بخطاب نتنياهو في الجمعية العاة للامم المتحدة, ولا اشك ان هذه المقارنة ربما سيتضمنها كتاب ليبرمان الذي سيوجهه لمجلس الامن ويدعي فيه ان الفلسطينيون لا يستحقون دولة خاصة بهم وان الكيان الصهيوني اعطاهم ما يستحقون وهو امارة غزة الاسلامية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارات إسرائيلية على بيروت وصور وسقوط صاروخ شرقي القدس


.. مسؤولة كندية تهاجم نتنياهو بسبب حربه على غزة ولبنان




.. غارات إسرائيلية على الشويفات وصور جنوبي لبنان


.. رعب في لبنان بسبب الحرب.. وإحباط من المستقبل




.. بايدن عن إمكانية بدء إسرائيل عملية برية في لبنان: يجب وقف ال