الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شـــــــــــــــرفة للحـــوار ....شــــــــرفة للتمـــدن

فاروق سلوم

2004 / 12 / 9
ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا


أختلط الدم بالحليب لعقود طويلة .. وضاعت الكلمة ..وغامت الرؤى
آختلط الدم بالحليب ثانية وتداعت مدن وقلاع ..وصفات وأسماء ،واختلط الهرج بالمرج
فلا سيد يقول ..ولاعبد يصغي ..وكأن صورة الخراب والموت تتكرر في تاريخ البلاد كما كل
عصر مكتوب في دفاتر الأمس ..اوفي رحلات الماضي وتنقيبات الحاضر ..
وثالثة..أختلط الدم بالحليب..وأعتكف الحليم..وتوارى
وصمت المنذر..وغابت أستشرافاته..وسكت صوت العقل، فلقد أستل كل نصل الثار
وتغلبت فطرة الوحش وبات صعبا ان يتحاور أثنان دون دم..
دم برصاص الأهل والأخوة…ودم برصاص الغرباء..حتى صارت لذة الرصاص لعبة تنمو في
يد الصغار..وموسيقى لجنازة الوطن ومقبرة للغد والحلم ..
هكذا ارادت الفردية والجنون والدكتاتورية ان تكون البلاد لمن يرث : دما ونصالا وتكفيرا ونحرا
وفكرا سلفيا اجوف ..وقبائل تتناحر وطوائف تسن مدى التقاتل..وخارج منقطع ..وداخل مقطوع
فلا لغة ولاحوار ولاامل ..وكل يسلم الآخر قوائم الأغتيال!!
كان لابد من منبر..بل منابر لتنعتق الكلمة من التكميم الى البيان
وتنطلق الأفكار من الوأد الى الحياة بحيث تبني الأصوات واللكنات..مجد القول والتحاور النبيل
..وكان الحوار المتمدن منبرا مفتوحا للكلمة في مجدها والروح في تقاربها ..والفكر في تجليه
وتنوعه..كان الحوار المتمدن شرفة لأصوات الداخل وهي تحاول ان تدعو الى عودة الأتحاد وتجاوز الجراح ، رغم قلة الأصوات تلك ..ورغم ماواجهته تلك الأصوات المحدودة من هجوم ..وحوار عاصف..فقد اتاح هذا المنبر اوسع الفرص لأقلام الكتاب العراقيين من الداخل ليقولوا كلمة الوقت ..وعبارة الحقيقة لكي لايظل الدم ..يكسر بياض الحليب الى الأبد
كما كان الحوار المتمدن نافذة مفتوحة للتنوع العراقي في الداخل والخارج لكي تنبني اسس
الأقتراب ..وأسس اكتشاف الحقائق حتى لو كان ذلك متأخرا ..كما يحصل اليوم
بعد ثلاث سنوات من انطلاقة الحوار المتمدّن وبعد عامين تقريبا من سقوط النظام في بغداد..
وحتى لو كان ذلك عصيا وصعبا..ومستحيلا ..
لكن الأيام بما حملت من اجندة المحتل..وفكر السلفي ..وارادة النحر والتكفير وعقاب الطوائف والديانات والتخوين والتفخيخ وهما يطالان الجميع..الأغلبيات والأقليات..
و.. الأيام بما حملت من حقائق تهدد بضياع الوطن وسرقة ثروته ..وتعدد المنافي ..وهجرة الملايين الباقية الموعودة وتناحر الأهل في سيناريوهات الحرب الأهلية والتقسيم ..والشتات..
والتي تكشفت على صفحات الحوار المتمدن ..قد حرّك الأسئلة..
وفجــّر القلق الخلاّق..وأطلق الرحمة رغم غلظة بعض القلوب عن حق او باطل ..وعن جهل او معرفة ..حيث اسهمت الأصوات المتعالية على جراح الذات ..الى كشف الحقائق التي يتعرض لها الوطن والشعب ومستقبلهما بكل منجزاته المعرفية والحضارية من موت وقتل وتهديد..في سلسلة من الكتابات والحوارات والمساجلات التي منحتنا شرفة الحوار فرصة..لنطل على مدنية مأمولة..
وفكر متنوع وعقل مفتوح وعاطفة سخية ..وكان للحوار المتمدن ايضا الفضل في ان يلتم الشتات ..ويتحقق التعارف وتتكرس الصداقة هنا في بغداد حيث التقينا بالكثير
ممن جاؤا للزيارة او للأقامة ..من كتاب واصدقاء واندّاء ومحبين كتبوا في الحوار المتمدن.. وان اختلفنا او التقينا في القليل وفي الكثير..
حيث جمعتنا اماسي ولقاءات بأصدقاء عراقيين وعرب من كتاب الحوار المتمدّ لنرى الى أي مدى ..يمكن للأنسان ان يجترح معجزة القلب المفتوح ..والحوار الصادق..ليبتكر صورة للحياة انها
شرفة للحـــوار ..وشرفة للتمــــدن.
ــــــــــــــــــــــــ








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا