الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقفون العرب والثورة السورية

عمر الفاتحي

2011 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


إلى الأمس القريب وقبل إندلاع الثورةالسورية ، كان العديد من المثقفين العرب يتهافتون على كل التظاهرات الثقافية والفنية ، التي ينظمها النظام السوري ، تحت العديد من اللافطات ، من بينها شعار الممانعة والمقاومة لتحرير الجولان . حضور مهرجان ثقافي أو فني في دمشق ، لايمر بالضرورة عبر وزارة الثقافة السورية ، بل كذلك من خلال سفارات النظام السوري في العالم العربي ،التي تملك القرار الأخير عبر جهازها الاستخباري ، في معرفة المثقفين العرب ومدى ً صلاحيتهم ً للحضور بهذا المهرجان أو ذاك ، سواء كان أدبيا أ و تشكيليا أو سينمائيا و مسرحيا ، وهو ما يفسر تردد نفس الوجوه على دمشق .لقد تساءل بعض المثقفين والاعلاميين عن سر سكوت بعض الاتحادات والمنظمات والجمعيات الثقافية والفنية ، عن ما يجري من تقتيل ممنهج للشعب السوري ، والجواب هو ما اوردناه ، إذ كيف يمكن التضامن مع ثوار سوريا ، من طرف مثقفين وفنانين ، يعتبر نظام بشار الأسد ولي نعمتهم . سكوت العديد من المثقفين والفنانين العرب ، عن ما يجري في سوريا من إبادة يومية للشعب السوري ، المتطلع للحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية ، وما ينطبق على سوريا نظام الأسد ، ينطبق كذلك على نظام القدافي البائد ، مع وجود الفارق بطبيعة الحال ، لكون ليبيا ً الجمهاهيرية العظمى الاشتراكية ً كانت الثقافة والفن فيها ، من تدبير ً اللجان الثورية ً فهي صاحبة القرار الثقافي ، ولا شئ يعلو على الكتاب الأخضر . مثقفون وفنانون عرب ، كانوا يترددون على السفارات الليبية ، لعرض ً إبداعاتهم ً الأدبية والفنية ، التي تمتدح القدافي صراحة أو ضمنيا بإعتباره رمزا لقلعة الصمود في مواجهة الأمبرالية والصهيونية والظلامية ، فيكافئهم القدافي ، بإستقبالهم في خيمته بطرابلس والمناسبة بطبيعة الحال ، الفاتح من سبتمر ، الذي يعتبر أشأم يوما في تاريخ الشعب الليبي .وإذا كان الحديث يجري في صفوف ثوار ليبيا ، عن قرب صدور ً و يكليكيس ليبيً يفضح بالوثائق والأرقام ، الرشاوي ، التي تقاضاها ، ليس فقط روؤساء دول وحكومات عربية وإفريقية عديدة ، بل حتى مثقفين وفنانين وقيادات حزبية ونقابية وجمعوية ، فإن الراي العام العربي ، سيكون على موعد ، مع ويكليكيس سوري ، رغم وجود الفرق بين العائدات النفطية الليبية ونظيرتها السورية . تبعية المثقف للسياسي، المالك للسلطة في الأنظمة الشمولية وشبه الشمولية ، كان دائما محل جدال بين المثقفين العرب ، أقلية منتفعة من ريع السلطة وإمتيازاتها ، تبرر ممارسات الحاكم وتجاوزته .وأكثرية تعيش على الهامش ، بعضها يركن إلى الصمت ، إتقاء لشر الحاكم والبعض الأخر منها ، يعبر – ومهما إختلف شكل التعبير وأسلوبه- عن مساوئ طبيعة النظام الحاكم وإستبداده وفساده . وهذا ما رأيناه في أثناء قيام الثورة التونسية والمصرية والليبية ، ونراه الان في سوريا .شعب يتعرض لتقتيل منهجي وشرس في غياب أي موقف تضامني من أغلبية كل الاتحادات والمنظمات الثقافية والفنية العربية ، اللهم الا من بعض البيانات الخجولة هنا وهناك التي ً تندد ً وً تستنكر ً ما يتعرض له الشعب السوري من إبادة على أيدي جيش النظام وأمنه السياسي وفيالق الموت المسماة بالشبيحة التي كانت سابقا تحمل إسم ً الشبيبة البعثية ً .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل