الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن ولادة في زمن صعب

عبد الحكيم نديم

2004 / 12 / 9
ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا


فمه الذي اعتاد ان يقول لأ
مرغوه بالتراب
فنمت اشجار كثيرة على امتداد البلاد
يسمع الأمبراطور حفيفها
وهي تعبر نوافذ قصره
اجراساً من اللاءات... (( عدنان الصائغ ))


من الأفواه التي اعتادت ان تقول لا للسلاطين المتجبرة، ولا لامراء الحروب الخاسرة، خرجت الحشود الثائرة من محبسها لتعلن نهاية النظام الشمولي الدموي التي كممت الأفواه، وصفدت ايدي رجال التحدي لعقود من التنكيل والعبث بمقدرات الشعب المتعطش للحرية والأنفتاح على العالم. وعلى حين غفلة من العتاة وانغماسهم بالمحرمات في قصورهم النتنة ، واستباحتهم لمقدسات الجماهير الغاضبة، وظلامية ماكنتهم الأعلامية في التمويه والتستر على جرائمهم وجرائم ازلامهم.
استفاقت العيون الحزينة من وراء القضبان الصدئة، والأقبية المظلمة، لتهتف مع القلوب العامرة بالعزيمة بقدوم الفجر، وطفحت الوجوه الحالمة بالتفاؤل، في دك اوكار الذل والهزيمة، ودك الرؤس الخاوية الاّ من تمجيد نعمة ديكتاتورية البعث القائمة على دماء ابناء الشعب، و نهب ثرواتهاطيلة ثلاثة عقود ونيف من الحكم الدموي للشعب والبلاد.
وبعد السقوط المخزي لرمز الضلال، وهروبه من ساحة القتال دون مقاومة او قتال رغم تبجحه بمنازلة الأعداء، وتشدقه بالمنازلة الكبرى ليل نهار ومن ثم أختفائه المهين وهروب اتباعه الجبناء للدول المجاورة عند ساعة الحسم مخافة اقتصاص الشعب منهم، ولجرائمهم المتعددة بحق ابناء الوطن. وكان يوم سقوطه يوما مشهودا من ايام الحرية ،وولادة ميمونة ليوم العراق الجديد، وفيه سمعت كل احرار العالم نشيد حرية العراق ، وتلاحم كل مكونات ابنائه في سبيل اعادة البسمة والفرحة لشفاه الأطفال ورسم مستقبل العراق، ونبذ سطوة الحزب الحاكم الى الأبد، وهتاف الجميع نعم لتعدد الأحزاب وللديمقراطية، لا رقابة على صوت الحرية، و نعم للأقلام الشريفة، والقنوات الأعلامية المنصفةالتي تخدم الشعب وتنقل الحقيقة، وتكشف جرائم الديكتاتورية الساقطة. ولأول مرة في التاريخ عرف الشعب في العراق، مامعنى الحياة، وما مذاق الحرية، وما هي حقوق المواطنة، ومطاليبها الحقة في اختيار ممثليها الشرعيين وكيفيةاحترام كرامة الأنسان، والمعايير الصحيحة في ابداء الراي واحترام سماع الراي الآخر.
وللأول مرة تشهد البلد التنوع ،والتحديث في عالم الصحف والمجلات ومتابعة الشعب بكل حرية وأمان للفضائيات والقنوات العالمية، وظهور الأقلام النظيفة في عموم البلد في تسمية الأشياء على حقيقتها، من دون تزييف للواقع اوتزوير لارادة الجماهير، مخافة التعرض للمسآلة القمعية، ومن هذا المنطلق وعبرصفحات الحوار المتمدن عبرت الأقلام النيرة والواعية للشعب وللعالم،عن رفضها ومقاومتها للنظام البائد قبل سقوطها بسنوات،من قبل النجباء من الكتاب والكاتبات من اهل العراق، والأقلام الأخرى من الكُتّاب والكاتبات المحبة للحرية في العالم. فكان الحوار المتمدن، وولادته في ذلك الزمن الصّعب، ومن تلك المخاض ولد الحوار الصريح المتمدن، كمنبر للأصوات الداعية للمحبة والتآزر، والتنوع في الراي والفكر، وكفضاء واسع للثقافة والتنوير،لتلاقح الأفكار النيّرة الأخرى، في سبيل تحرير العقل البشري من الجمود والتخلف وكسر الحواجز والقيود، التي تعيق طريق التقدم والأزدهار، والحدّ من الهيمنة الفكرية الأحادية الضيقة. لذا تجدفي هذا الفضاء الشاسع قصائد ذات الصور الشعرية الجميلة لشعراء مبدعين ومجددين غنوا للحياة، وللأنسان، ولضحايا المقابر الجماعية،وكتابات في الفنون التشكيلية المبدعة ومقالات رصينة في السياسة والفلسفة، واقلام رشيقة ذات ذهنية متفتحة في مجال تنوير العقل والمعرفة.
وباستطاعة المُحبين في الحوار المتمدن من سماع القلب النقي وهو يغني للحياة، وللمستقبل، وصوت المرأة المتمدنة المعاصرة ودعوتها للتحرير، وكسر القوالب التقليدية المصطنعة والموروثة، تحت مسميات غير حضارية لترسيخ سطوة الرجل ونفوذ القبيلة، وحصانتة من الجرائم التي ترتكبه باسم الشرف والدين وغسل العار دون مسآلة قانونية او شرعية للقاتل .
منذ اكثر من سنتين،ونحن نحصد في الحوار المتمدن السنابل المفعمة بالمحبة الأبدية، ونقرأ الطروحات المتباينة دون ان يتعكر يوما صفو الصداقة بين الكتاب والكاتبات اواتخاذهم مأخذا سلبياَ تجاه الآخر. وفي هذا المنبر الحر تعلمنا ابجدية الحرية، وصقلنا تجاربنا، ونشرنا ما كنا نتمناها منذ الطفولة في بلادنا المحكومة بالحسس والهراوات، وفي هذه الحديقة الواسعة المعبقة بالأزاهير المتنوعة بهاءا وطيبة،سجلنا مذكراتنا وحجزنا مكانا تحت دوحة شجرتها الوارفة لقراءة خواطرنا المنسية ومن يكون صاحب هذه الحديقة الوارفة، غير استاذنا الكريم رزكارصاحب القلب الرحب والجندي المجهول في ميدان الكلمة والأبداع ،والمجموعة الطيبةالعاملة معه في هيئة التحرير، وتقديرا لجهوده الكبيرة ان كان تقدر بثمن، ليس لناالأّ ان نهدي له دفء قلوبنا، وضياء عيوننا، وحرارة مشاعرنا في يوم ميلاد موقعه المتميز، ونقول له كل عام انت والحوار المتمدن بخير،وتهنئة قلبية لكل الأقلام الحرة الشريفة المساهمة، ولقراء ومتصفحي الحوار المتمدن وكل المساهمين في رفد ودعم مسيرة الحوار المتمدن، مع خالص المودة والتقدير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير