الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى صديقي

أحمد بسمار

2011 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


رسـالـة إلـى صــديــق...
آمل أن يقرأها...ويفهمها...

هذا المساء أرسل لي صديق سوري عتيق, يقيم مثلي في هذه المدينة الأوروبية الكبيرة من زمن طويل, وهو جامعي تقني مخضرم, ومن أبرز المثقفين والاجتماعيين السوريين في هذا البلد. علما أنه في هذه الأزمة السورية التي تدوم من سبعة أشهر يستمر فيها تضارب قنوات الإعلام حتى ضياع الحقيقة الحقيقية,يصرح بين جملتين هجوميتين أنه حيادي.. ونحن؟ نحن لا نعرف من هو الطيب ومن هو الشرير.. من هو الشبيح, ومن هو المشبح.. من يريد خراب البلد أو من يشتري أسهما مستقبلية في شركات إعماره.. فيما بعد.....محايد؟.. نعم محايد!...
أرسل لي هذا الصديق, وأعود إليه, فيديو, وزعت بالآلاف على اليوتوب عن التعدي, الفاجر والإجرامي, وألح على كلمتي فاجر وإجرامي, على والدة ووالد الموسيقار السوري المعروف مالك جندلي, المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية, والذي ألف أغنية مشهورة ضد النظام السوري,مـوجهة بشكل عاطفي إلى الشعب الثوري (الثائر)!................

هذا الصديق أرسل لي هذه الفيديو, لأنه يتابع كتاباتي في الحوار بشكل دائم, محللا إياها أنها غير داعمة للانتفاضة, متغيرة حسب تطور الأحداث وحسب تعداد القتلى, وحسب المؤتمرات والتصاريح الناتوية, وأنها تدافع عن السلطة من وقت لآخر, وتعطي نسب المقتولين من كل جهة من الجهات. بالإضافة أنه أرسلها بلا أي تعليق, إثر مناقشة هاتفية عن الأوضاع في سوريا, دامت أكثر من نصف ساعة دون أن نتفق على تحليل غالب الأحداث, وخاصة بعد اغتيال نجل مفتي الجمهورية السورية المرحوم سـارية حسون...صديقي يعتبر أن الشبيحة هم الذين اغتالوا سارية حسون وأستاذه في سيارتهم على طريق إدلب ـ حلب. بينما أنا وبعد استماعي لتأبين والد المقتول لابنه, متوجها للدكتور بشار الأسد, بشكل واضح قاطع, يبعد كل الشكوك والظنون عن محاولة سرية من السلطات السورية وأجهزة أمنها أو مخابراتها.. شاكرا إياه عن كل مساعيه ونواياه من أجل إخراج البلد من هذه الأزمة التي تتشابك, والتي فتحت جميع الأبواب والطاقات من راغبي الخير لنا من كافة أنحاء العالم...وخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية ومن أبنتها المدللة إسرائيل!!!...
الفيديو التي تحتوي على ضرب والدي الموسيقار مالك جندلي, واغتيال الشاب سارية حسون, أقسم لك يا صديقي أن الصورتين أبكتاني.. وحزني وألمي لا حدود لهما, ولا يمكنك أن تتصور مقدار تمزق مشاعري عندما رأيت وسمعت المفتي السيد حسون مؤبنا ابنه ومصليا عليه. صورة لا تحتمل كما الفيديو عن والدي مالك جندلي... هذه الصور وما وصلنا إليه من بشاعة العنف والبطش والإجرام.. انتصار لمن يخططون من سنين عديدة لتصحير بلادنا وتشتيت شعوبنا وتمزيقنا إلى باندوستانات هزيلة, لا تنتج سوى الصلاة والنكاح والتفريخ والجهل!!!..
بربك يا صديقي.. من الرابح من كل هذا؟؟؟ وإلى أين نسير؟؟؟ وهؤلاء المجتمعون المؤتمرون, ولا أقول المتآمرون في أفخم فنادق اسطنبول وعواصم أوروبا وعلى أبواب باراراك حسين أوباما أو أمير قطر والسلطان أردوغان.. ماذا يتقاسمون غير أرواح أولادنا؟؟؟ اليوم كل سفارات الغرب تريد تعليمنا مبادئ الحرية والديمقراطية؟؟ هكذا مجانا.. لسواد عيوننا؟؟؟!!!...

أيها المختلفون..يا أبناء بلدي.. أيها المطالبون.. أيها المدافعون عن النظام ومحاربوه.. ألا يمكن أن نتوقف لحظة واحدة .. وأن نغلق شاشات التلفزيون الناعقة ونفكر في بلدنا.. في شعبنا .. في ضحايانا وإلى أين نسير.. وعلى أي عدد من القتلى أو إي سقف من مستوى الخراب تتوقفون وتفكرون؟؟؟...

اليوم قبل غدا, من جديد أصرخ في وجوهكم توقفوا.. فكروا... من المستفيد الأول من مآسينا وضيقنا وبلاوينا وتمزقنا بين بعضنا.. هذه الكلمة بعضنا البعض بنت حضارة وخلقت شعبا رائعا مناضلا, غير التاريخ واعطى الابداع واللغة والفنون والجمال للعالم كله. واليوم نتمزق ونقتتل ونفجر ونختلف. بينما نستطيع بناء أجمل بلد في العالم....

يا أبناء بلدي ضقت سئمت التعازي والعزاء.. أريد أن أسمع من جديد كأيام طفولتي أغاني الحب, والناس في المقاهي على شاطئ اللاذقية حول أطيب كأس عرق سوري, لا تفرقهم ديانة ولا خلاف.. كأنهم عائلة واحدة.
إن لم نتفاهم اليوم وليس غدا..إن لا نوقف القتل والغدر والعداء اليوم وليس غدا.. أيها المختلفون.. أيها الأصدقاء الأعداء.. سيكون كل رابح فينا, وإلى الأبد أكبر خــاســر..خاسر!!!...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحقيقة الحزينة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
حمصي معتزل ( 2011 / 10 / 3 - 20:38 )
لم تقل الا الصدق يا سيد أحمد..................ولأولئك المنافقجية المتاجرين باسم الوطن والديمقراطية المشبوهة والرؤية المبنية على انتماءات مرتبطة بمصالح شخصية تفوق مصلحة الوطن نقول : لكم يوم


2 - إضافة بسيطة
أحـمـد بـسـمـار ( 2011 / 10 / 3 - 21:23 )
إضافة بسيطة
من بداية الأحداث, ولا أستطيع تسميتها بشكل آخر, يعاتبني عديد من الأصدقاء على ما أكتب وما أبدي...منهم من يؤيد..ومنهم من يغضب ويريد إقناعي بآرائه البركانية بلا نقاش ولا تحليل.
أقول لهم وللقراء بأن كل ما أرغب هو أن نوقف الخلاف وإراقة الدماء والبطش في بلدي . لأن سوريا وشعبها الطيب لا يتحملان كل هذه الضحايا.. وعلينا جميعا أن نتفاهم كأسرة واحدة.. وأن نجد بين بعضنا البعض حـلا وسطيا معقولا نتجنب فيه التدخلات الأجنبية التي لن تؤدي سوى إلى الخراب والمآسي والدروب المسدودة...
وللجميع موافق ومعارض أو حيادي.. أو ما شــاء..أطيب تحية مهذبة.
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة


3 - mabrouk
chadi ( 2012 / 1 / 8 - 15:51 )
مبروك عليك هذه الحمصية صاحبة التي تلعب بعقلك الصغير . مبروك عليك يا جنبلاط الثاني

اخر الافلام

.. الاحتلال يلقي مناشير في معسكر جباليا تطالب السكان بالإخلاء ا


.. مظاهرة في العاصمة الإسبانية مدريد تطالب الدول الأوروبية بالا




.. لحظة استهداف إسرائيلي بمنطقة جباليا في غزة أثناء تغطية صحفيي


.. مظاهرة لعشرات الإسرائيليين بالجليل تطالب بتنحي الحكومة لتخلي




.. أمريكا تعرض على إسرائيل معلومات استخباراتية لتحديد موقع قادة