الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منافذ بغداد وهموم المواطنين

محمد خضير عباس

2011 / 10 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


كل مدينة من مدن العالم لها ما يميزها عن الاخريات بل ان الكثير من المدن اصبحت تعرف بتلك الصفة المميزة لها فمنها من تفتخر باثارها العظيمة واخرى تشتهر بنصب تذكاري يقبع في احدى ساحاتها العامة واخرى تفتخر بابراج تعلو ديارها اما بغداد فبعد عام 2003 اصبحت تسمى مدينة السيطرات العسكرية لما تشهده شوارعها ومداخل مدنها من كثرة هذه السيطرات بحيث اصبح عددها ونقلا عن احد القادة الامنيين حوالي اكثر من400 سيطرة ما بين ثابتة ومتحركة . والذي يهمنا في هذا المقال هو تسليط الضوء على اداء اربعة منها والخاصة بمداخل بغداد الرئيسية الذي تربطها بالمحافظات الاخرى حيث يعاني المواطن الامرين عند مروره بهذه السيطرات وخاصتا سيطرة الشعب وسيطرة الدورة حيث تتعرض نقاط التفتيش في هذه السيطرات الى انتقادات يومية من مواطنين يضطرون الى قضاء وقت طويل في انتظار اجتيازهم لهذه السيطرات وليشاهدوا بعد ذلك ان عناصرها يلهون بهواتفهم النقالة او منهمكين في مناقشة موضوع ما واكثر ما يفعلونه هو النظر الى وجوه المارة بوجه متهكم ويحمل بعضهم اجهزة كشف المتفجرات اليدوية التي لا تعمل وانا استغرب استمرار استخدام هذه الاجهزة لحد الان بعد الفضيحة التي تفجرت حول العقد الذي تم بموجبه شرائها حيث ثبت انها ليست لا تعمل فقط وانما غير مخصصة اصلا للكشف عن المتفجرات ولم تتخذ الحكومة أي اجراء مع المتورطين بعقد هذه الصفقة ولم يعاقب أي مسؤول في وزارة الداخلية . ان عناصر هذه السيطرات يتصرفون وفق تربيتهم البيتية وثقافتهم المحدودة ووفق فهم كل منهم لواقع الحال الذي يمر به البلد وغياب الوعي والحس الامني من قبل اغلبهم على الرغم من علمهم المسبق بتأثير هذه الهواتف النقالة على عمل اجهزة الكشف عن المتفجرات الصالح منها للعمل وقد اعترف ضابط رفيع المستوى في وزارة الدفاع بأن عناصر نقاط التفتيش المنتشرين في مختلف سيطرات مناطق بغداد لم يتلقوا أي دورات تثقيفية بشأن كيفية التعامل مع المواطن مما يولد الاستياء الكبير من المواطنين الذين يجبرون يوميا على المرور امام هذه السيطرات ان الاساءة الى المواطن من قبل الاجهزة الامنية بحجة الحرص على تنفيذ التعليمات قد تدفعه الى عدم التعاون معها وحجب أي معلومات قد تؤدي الى نجاحات امنية هذا بالاضافة الى تردي الطرق المارة بهذه السيطرات حيث تم تعبيدها اكثر من مرة وصرفت عليها الاموال الطائلة منذ عام 2003 ولحد الان وهذا يرجع الى الفساد الاداري المستشري في جميع الدوائر الحكومية المدنية منها والعسكرية ويذكر ان تأهيل المداخل الاربعة لمدينة بغداد تم اناطته بامانة بغداد وبوشر العمل فيه عام 2007 ولحد هذه اللحظة لم يتم انجاز تأهيل أي واحد من هذه المداخل وذلك لسوء العمل وتلكئه من قبل الشركات المحلية المنفذة التي لا تمتلك الخبرة اللازمة لذلك فعلى سبيل المثال تم احالة تاهيل المدخل الجنوبي لمدينة بغداد المؤدي الى محافظة واسط الى شركتين محليتين يملكها نفس المالك ونتحفظ عن ذكر اسمائها بمبلغ اجمالي قدره 4.375.630.000 مليار دينار ولم يتم انجازه لحد الان رغم الاهمية الكبيرة التي تعلقها الجهات الامنية على انجاز هذه المشاريع ان قيادة عمليات بغداد قد صرحت سابقا ان مداخل مدينة بغداد سوف تكون نموذجية وتظاهي المنافذ الحدودية التي تربط العراق بكافة دول الجوار من حيث احتوائها على كافة المرافق الحيوية والخدمات اللازمة الاخرى التي يحتاجها الزائر لمدينة بغداد مثل المستوصف الصحي وجامع لاداء الصلاة ودار للاستراحة وسوبر ماركت ومطاعم وفرع لاحدى المصارف واحتوائها على اجهزة سونار للكشف عن السيارات المارة دون انزال حمولتها وكامرات مراقبة وهواتف عمومية وغيرها من الخدمات ولكننا لن نلمس أي شيئ من ذلك . ان عناصر هذه السيطرات يجب ان يتم اختيارهم وفق معايير دقيقة من حيث تحصيلهم الدراسي وثقافتهم العامة لكي يعكسوا الوجه المشرق للنظام الديمقراطي الجديد الذي نتنهجه الحكومة المركزية ويجب ان يتحلوا باعلى درجات المرونة والشفافية في تعاملهم مع المواطنين وتقديم التسهيلات لهم على اعتبار ان اكثرهم قادمين من المحافظات الاخرى ومتعبين من جراء السفر ويحتاجون الى تسهيل مرورهم من هذه السيطرات لا ان يتم تاخيرهم وبدون اسباب منطقية معقولة . ان الحفاظ على الامن مطلوب جدا في هذا الوقت ويجب ان تتظافر الجهود ما بين القوات الامنية والمواطنين لدحر فلول الارهاب فللمواطنين دور مهم في انجاح أي خطة امنية توضع من قبل قيادة عمليات بغداد لذا يجب تعزيز دور المواطنة وتنمية الشعور بحب الوطن والدفاع عنه والحفاظ عليه من العابثين بامنه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مدخل الشعب
علي رضوان داود ( 2011 / 10 / 4 - 04:59 )
الاستاذ محمد خضير عباس ان ما يعانيه المسافرين من والى بغداد يوميا يعانون الويلات جراء وصولهم لهذه السيطرة تطرقت الى اهم شيء يعاني منه المواطن العراقي هذه الايام خصوصا في السفر ونتمنا من يساعدنا على ايجاد الحلول والتي كما ذكرتم في مقالكم يجب العمل بها وانتقاء الاشخاص الجديرين بتلك المسؤولية

اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها