الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مفهوم -الامة العراقية - بين المحلية والكونية
سعدون عبدالامير جابر
2011 / 10 / 4مواضيع وابحاث سياسية
مفهوم" الامة العراقية " بين المحلية والكونية
جاء في مقال بعنوان (مفهوم" الامة العراقية " حسب النموذج الغربي خسارة للعراق والعالم) للباحث والكاتب العراقي عبدالامير الركابي ضمن بحث مهم جدا وجاء بسلسة حلقات عالجت موضوعة الامة العراقية ..( ان مفهوم" الامة العراقية " حسب النموذج الغربي خسارة للعراق والعالم ) وقبل ان اناقش رؤيته هذه لا أدري طبعا لماذا يصر الركابي ان يعتبر ان الدعوة لتجسيد مفهوم الامة هو محاكاة للنموذج الغربي ولا أدري أيضا لماذا لا يذكر مثلا النماذج الشرقية كالامة الصينية والهندية وغيرها وهي الاكثر انسجاما وقربا لتوجهاتنا في دعوتنا لأحياء مفهوم الامة لتشاركنا القاري من جهة والتداخل المؤكد بين حضاراتنا وهذه الامم من جهة اخرى , ولا ارى الصاق النموذج الغربي وإقرانه بدعوتنا الا محاولة لتحميل رؤيته زخما اكبر في دحض تجربتنا وغيرها من التجارب الداعية لأحياء مفهوم الامة العراقية والاعتزاز بالهوية التي يفترضها ويؤسس لها هذا المفهوم .. وهو بنفس الوقت يؤكد ان دعوة انبعاث الامة هو السبيل كما جاء في مقاله (العراق يحتاج اليوم الى سبيل مامون يلجا اليه ، ويكون مخرجا له من تخبطات واقعه وتشظيه . ونداء بعث " الامه ، " كان يمكن ان يكون هو هذا السبيل . وبلا شك ، فان هذا لو حصل لكنا قد حققنا منجزا كبيرا وهائلا لصالح العراقيين والعراق .) ولكنه عاد ليقول ان هذا غير ممكن (موضوعيا لاسباب تكوينية . فالعراق ليس كيان " امة " عادي) مبررا ذلك بقوله انه ( كيان " وطن كوني " ، وتحويله الى "امة عادية " ، سيضر به ويدخله في تناقض مع نفسه ، لن يؤدي الى اية نتيجة ، اذا لم يزيد على المشاكل القائمة ، اشكالات وتعقيدات اضافية .) دون ان يقول لنا لماذا لايعتبر العراقيين أمة و مامعنى (وطن كوني) وماهذه الاشكالات والتعقيدات الاضافية . ونحن بشكل أو بآخر لانعترض على وجهة نظره بقدر ما نحن واقعيين نتحدث عن التدرج في سُلّم حاجات الأمة وعدم القفز على هذا السلم وفقدان المنهجية . وهو بنفس الوقت يؤمن ويؤكد انه لو حصل وان بعثت الامة لكنا قد حققنا منجزا كبيرا وهائلا , وهذا بالضبط مانحن نعول عليه كثيرا ابتداءا .
وحسبنا اننا استئنسنا بمباديء هذ الطرح في بداية الامر وحسبناه مما يشجع العراقيين ويحفزهم ويذكرهم بأهمية دورهم بالحياة والحضارة ويعيد الى ذاكرتهم المحطمة قدرتها على استرجاع حضورها ومحاولة استعادة القدرة على مجاراة العالم على الأقل ..العراق اليوم بشكل او بآخر كثور مخذول أنهكته الصراعات والنطاح وخارت قواه الى الحد الذي جعله يقاد بشعرة وهو ينتظر دوره بالذبح وتوزيعه على أقطاب القبيلة ..انت اليوم تحدثنا عن ذلك الثور الأسطوري وأمجاده وسجله الحافل بالمنعطفات الأسطورية وسطوته الكونية القائمة الى يوم القيامة .. وتدعو الى التحكم بالمجرات (كبداية للتهيؤ لممارسة مهام ذات طابع كوني ) . وترمي تجربتنا بحجر طاهر كقولك ( اما وان بعض الاقتراحات والرؤى تريد ايقاف دور العراق في نطاق محدود ، فان ذلك سيتسبب في خسارة عالمية وعراقية في الوقت ذاته .) ونحن نحدثك عما يجعل ذاك الثور يلتقط أنفاسه ,ويهدأ , ويستعيد قدرته للوقوف على قوادمه ويغادر الخذلان والتراجع ليبدأ من جديد . ولا أريد هنا ان أعدد وجوه هذا التراجع والتردي لما يتركه من أثر سيء في النفوس يتقاطع حتما وتوجهاتنا ك (دعاة للأمة العراقية ) ولكن أجدني مجبرا على القول اننا اليوم نتحرك بشكل مأساوي بلا هدف أو هوية أو عنوان وان أجيالا تحترق دون أدنى منجز بالوقت الذي لايخلو وجه الأرض من جماعة تنجز شيئا كل يوم . صحيح اننا لسنا اصحاب دعوة جديدة أو بدعة ,وانما نحن الدعاة الى احياء الجزء الميت من هذه الأمة الجزء الذي غيبته القرون , ذاتها ,روحها, هويتها ,عقلها ,وحتى لاوعيها ..لذا جاء في ادبياتنا ان الصد عن هذا المبدأ الذي تبديه الأيديولوجيات التقليديةــ جهات وواجهات ــ .. والذي يعكس موقفاً محافظاً واستثنائياً .. يحرم تلك الافكار من أمكانية استثمار الغنى والتنوع الذي تنطوي عليه التعددية .. و يسد قنوات التواصل ويغلق ابواب الحوار والتفاعل الخلاق بين القوى والاتجاهات والتيارات والمذاهب السياسية والثقافية والاجتماعية المختلفة والمتباينة ويحول بالتالي دون توحيد الوعي الجمعي العراقي وتحقيق الهوية التي تعني وعي الذات بدلالة الآخر .لذلك لابد لنا من الإصرار على مبدأ تغليب الهوية الأم أو الهوية العراقية الحديثة ذات المضمون الديمقراطي .. والكشف عن منطوياتها الاجتماعية السياسية والمعرفية والثقافية .. والكشف كذلك عن علاقاتها الجدلية بالعقلانية والديمقراطية ..وموقعها في مشروعنا النهضوي الحضاري الشامل , كما اننا نتروى كثيرا في ضخ حزمة افكارنا مرة واحدة واعتمدنا التدريجية والاستدراج ريثما تهضم الافكار المطروحة وتكون اكثر استساغة مع مرور الزمن . وكما أشرنا في مقالنا في الحوار المتمدن الى الدعوة المخلصة للمهتمين بدعم ورفد هذا النوع من التجارب الجديدة وعدم المغامرة بها وتعجيزها مما يحسب في خانة الاعاقة المتعمدة . والتثبيط المدروس .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الانتخابات الرئاسية في السنغال: باسيرو فاي ينال 54,28% من ال
.. إسبانيا: النيابة العامة تطالب بسجن روبياليس صاحب القبلة القس
.. نتنياهو يأمر بشراء عشرات آلاف الخيم من الصين لإنشاء مخيم في
.. كامالا هاريس تصفق لأغنية إسبانية داعمة لفلسطين خلال زيارتها
.. قناة إسرائيلية: إدارة بايدن طلبت من إسرائيل السماح لضباط أمر