الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبيعة الدور التركي الحالي في المنطقة ؟!

وفا قطينة

2011 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ان طبيعة الدور التركي تاريخيا في المنطقة يتطلب منا تحليل سياساته بعين من الحذر تارة , الريبة و الشك تارة اخرى .

ظهر الدور التركي في الاونة الاخيرة على السطح بقوة , مما يحتم علينا التعاطي مع ذلك الدور وفق اهدافه و منطلقاته .

ابرز الاحداث التي شهدتها المنطقة في العقد الاخير كانت الحرب الامبريالية الشرسة على ما يسمونه ب "الارهاب " متمثلة بحربها على العراق و تدخلها في الشؤون العربية بشكل عام , السورية و اللبنانية و الفلسطينية بشكل خاص , حيث حاول المعسكر المعادي فرض رؤيته و اعادة هيكلة المنطقة وفق اطروحاته ( الشرق الاوسط الجديد ) و الذي تعثر بفعل المقاومة العراقية الباسلة اولا , فالمقاومة اللبنانية , و بالتأكيد المقاومة الفلسطينية التي كان لها دور تاريخي اساسي فاعل في الصمود بوجه المشروع المعادي .... حيث ظهر تعثر ذلك المشروع جليا بعد بدء الانسحاب الامريكي من العراق .

الامبريالية لا موقف مبدئي لديها , ثابتها الوحيد في سياستها هو مصالحها ( الاقتصادية ) , و بالتالي فان الاسلوب لديها ايضا غير ذي مبدأ , يتغير تبعا للظروف المحيطة بالمشروع المعادي ..... الامبريالية لن تسلم بهزيمتها و تعثر مشروعها في العراق ..... ان بدء الانسحاب الامريكي من العراق كان سيترك فجوة سرعان ما ستملؤها قوى المقاومة و الممانعة مما يعد هزيمة مضاعفة للمشروع الامريكي في المنطقة , فكانت تركيا هي احدى الخيارات الاقليمية المرشحة لذلك ( و خاصة ان تركيا هي عضو مؤثر و فاعل في حلف الناتو , اي انها حليف استراتيجي للامبريالية و احد دعائمها ) .... فكانت تركيا هي البديل الاقليمي السني في وجه ما ايران الشيعية ( عذرا لاستخدام مصطلح سني - شيعي ) .

جاء ذلك ضمن اطار زمني تلى رفض الاتحاد الاوروبي لعضوية تركيا فيه ( لعدم قبولها ب الاعتذار عن جرائم الابادة الجماعية التي اقترفتها بحق الارمن ) , فرأت تركيا في التغيرات الاقليمية الحالية فرصة لتثبت للاتحاد الاوروبي انها قوة مؤثرة و لها نفوذ و ستكون نافذة للاتحاد على الشرق في حال قبولها ك عضو فيه .

تزامن هذا و ذاك مع حملة اعلامية كبيرة مارستها الرجعية العربية باعتبار ان تركيا هي النموذج الاسلامي الذي يجب ان يحتذى به , و للحقيقة فانها استطاعت ان تسوق هذا النموذج لدى قوى الاسلام السياسي لفترة لا بأس بها من الزمن ... الى ان اوضح اردوغان في حلقته الاخيرة اثناء زيارته لمصر " ان تجربته علمانية و ليست اسلامية " .... حيث كانت و ما تزال الرجعية العربية تحاول تسويق اردوغان على انه نموذج اجتماعي اسلامي مشرق , و في حقيقة الامر ان الرجعية لا يعنيها في الامر سوى تسويق الخط السياسي لتركيا و ليس الخط الاجتماعي .... فلو كان الخط الاجتماعي يعني السعودية و قطر لكانت هي اول من تبنته قبل ان تسوقه لغيرها .

( رغم اننا غير معجبين بالنموذج الاجتماعي التركي و بخاصة في قضايا الاقليات و طبيعة تعامله الفظ مع القضية الكردية العادلة بمنع تعليم لغتها في الجامعات و عدم اعتمادها ك لغة رسمية , يضاف الى ذلك رفضها القاطع للحل الذي يطرحه الاكراد لقضيتهم العادلة .... و سن القوانين العنصرية ضدهم و منها جعل عتبة دخول البرلمان للقائمة 10% " اي ان هنالك قائمتان كرديتان تحصل على ما مجموعه 15% لا يتم تمثيلها بالبرلمان ! و يذهب الملايين من اصواتها بالتوزيع على بقية الاحزاب و بشكل خاص حزب العدالة ! ) .... و يشار في هذا الجانب الى انه و مؤخرا اقدمت تركيا و ايران بالتزامن بشن هجمات عسكرية ضد مقاتلي بي كي كي و بي جاك .... اي انهم اجتمعوا على المصلحة رغم التنافر السياسي بينهما .

اقدمت تركيا مؤخرا على خطوات سياسية ايجابية "في ظاهرها " شأن طرد السفير الاسرائيلي من انقرة ( يذكر ان طرده تم بعد 8 ايام من نهاية خدمته هناك ) , لكنها اخفت تحت هذه الخطوة خطوة اخرى اشد خطورة الا وهي اقدامها على نشر الدرع الصاروخي للمرة الاولى في التاريخ على الاراضي التركية ( يذكر هنا ان طرد السفير و نشر الدرع تم في نفس اليوم و هذه خطوة اعلامية ) ...

كل هذا يتزامن مع ازمة مالية خانقة تعاني منها تركيا ...
حيث ان نسبة التضخم فيها وصلت ل 9% , اي انها تقترب من نسبة اليونان ( 10%) .. لكن تلك الازمة لم تطفوا على السطح بعد ..... تعلم انه و من عادة دول التحالف الامبريالي التهديد باللجوء للحروب و الاستعمار في حالة تعثرها اقتصاديا ل حرف الانظار عن المشكلة الاقتصادية الحقيقية في بلدانها , وهو ما فعلته تركيا في الشأن السوري .

يتضح مما سبق ان طبيعة الدور التركي مرتبطة بالمصلحة التبادلية ( تركيا – الرجعية العربية ) ... لذا فعلى شعوبنا العربية ان تنظر بعين الريبة لذلك الدور , و ان تتعامل مع الخطوات التركية بالمفرّق , فلا تقبل مجمل ذلك الدور و لا ترفض مجمل ذلك الدور ( ف الرفض المطلق موجه للكيان الصهيوني فقط دولة و نظام مجتمع , و موجه ايضا للمعسكر الامبريالي ) ....

اكرر
حيث كانت و ما تزال الرجعية العربية تحاول تسويق اردوغان على انه نموذج اجتماعي اسلامي مشرق , و في حقيقة الامر ان الرجعية لا يعنيها في الامر سوى تسويق الخط السياسي لتركيا و ليس الخط الاجتماعي .... فلو كان الخط الاجتماعي يعني السعودية و قطر لكانت هي اول من تبنته قبل ان تسوقه لغيرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق بسيط
محمود رشيد ( 2011 / 10 / 4 - 20:06 )
تعتمد الإمبريالية العالمية في السيطرة على العالم على دول تابعة تقوم بأدوار سياسية أو إقتصادية أو أمنية في مناطقها لصالح الإمبريالية - الكيان الصهيوني - تركيا- الكيان السعودي - الكيان الباكستاني في شبه القارة الهندية - نيجيريا في غرب أفريقيا - كولومبيا - وذلك مقابل المصالح المتبادلة بينها وبين الأنظمة الحاكمة والقطاعات الإجتماعية المتحالفة مع أنظمة هذه الدول
القطاع الصناعي التركي يعمل في الفترة الأخيرة على نقل الإستثمارات إلى دول في المنطقة مثل صناعة الغزل والنسيج في مصر ولم يخفي رجال الأعمال الأتراك المتحالفين مع الحزب الحاكم رغبتهم في الإستثمار في المناطق الفلسطينية وتحديداً غزة ويرجع ذلك لما ذكر في المقال من إغلاق الإتحاد الأوروبي ابوابه أمام تركيا ولأن تركيا ليست مكاناً آمناً لإستثماراتهم إقتصادياً أو إجتماعياً


























































2 - محمود رشيد
وفا قطينة ( 2011 / 10 / 5 - 16:37 )
كما اسلفت حضرتك , فان طبيعة التحالفات الراسمالية فيما بينها تقوم على المصالح الاقتصادية فيما بينها ...... .
و توجه تركيا اليوم للتحالف مع الرجعيات العربية هدفه اقتصادي بحت .

اخر الافلام

.. رغم التهديدات بتعليقها.. أمريكا ترسل شحنة أسلحة جديدة لإسرائ


.. القسام تعلن استدراج قوة هندسة إسرائيلية شرق رفح وتوقعها بين




.. مصر ترفض اقتراحا إسرائيليا جديدا لإعادة فتح معبر رفح


.. الانتخابات التمهيدية في ميريلاند وويست فيرجينا تدفع الجمهوري




.. حرب غزة.. تصورات اليوم التالي | #غرفة_الأخبار