الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مولده يوم عالمي للاعنف

عدنان شيرخان

2011 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في 15 حزيران العام 2007 صوتت 142 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار قدمه وزير الدولة الهندي للشؤون الخارجية أناند شارما يدعو الى اعتبار يوم مولد المهاتما غاندي الثاني من شهر تشرين اول (اكتوبر) يوما عالميا للاعنف، وقال شارما بعد التصويت واعتماد القرار (ان احياء ذكرى ولادة غاندي زعيم حركة استقلال الهند ورائد فلسفة واستراتيجية اللاعنف مناسبة لنشر رسالة اللاعنف، بما في ذلك عن طريق التعليم وتوعية الجمهور، وان القرار يؤكد مجدداً الأهمية العالمية لمبدأ اللاعنف والرغبة في تأمين ثقافة السلام والتسامح والتفاهم واللاعنف). واضاف (أن اتساع نطاق المشاركة في تقديم القرار وتنوعها يعبران عن الاحترام العالمي للمهاتما غاندي وللأهمية الدائمة لفلسفته).. واقتبس من أقوال المهاتما غاندي قائلا (إن اللاعنف هو أقوى قوة في متناول البشرية. فهو أعتى من أعتى سلاح من أسلحة الدمار تم التوصل إليه من خلال إبداع الإنسان).

يمثل هذا القرار وهذه المناسبة اعترافا عالميا بسياسة غاندي السلمية، فالعالم يسير وراء غاندي بعد ان سارت الهند وراءه، وارتبط مصطلح اللاعنف بغاندي، واصبح رمزا عالميا لفلسفة المقاومة السلبية السلمية، واستطاع باساليب الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن من تحرير الهند من الاستعمار البريطاني.

تأتي بعد غاندي بعقود شخصية قوية ومهمة هو الزعيم الوطني لجنوب افريقيا نيلسون مانديلا رجل آخر تحدى بطش ووحشية نظام الفصل العنصري وتحمل سنوات السجن المريرة، وعندما دعي الى مفاوضات بناء دولة جديدة (امة القوس قزح كما سماها توتو) تحل محل دولة الفصل العنصري (الابرثايد) ثبت على قناعة راسخة ان لا انتقام، وسيّر مع القس دزموند توتو (لجان الحقيقة والمصالحة) باتجاه الاعتراف بالخطأ وطلب العفو والاعتذار والتعويضات، ونجت جنوب افريقيا من موجات الانتقام والأخذ بالثأر المتوقعة عندما تنقلب الامور على الطغاة والجلادين.

ولكن ليس في جميع الانحاء يوجد غاندي ومانديلا ليعالجا الامور باللاعنف، ثمة تطرف وايديولوجيات عنيفة وارض تعتبر القوى المعتدلة ضعفا وخيبة، وتصفق باعجاب للعنف وتشرعن له، اعجاب شديد بمثل هذه المقدمات ادى ويؤدي الى ظهور طغاة وجلادين من اوزان ثقيلة، ابادات وقبور جماعية وتعذيب تقشعر منه الابدان، عالم اكثر وحشية من اجل البقاء في السلطة. واحتاج الطغاة الى كثير من العمل والتضحيات لازاحتهم عن الحكم، وجاءت ثورات الربيع العربي السلمية من حيث شعرنا او لم نشعر تتويجا رائعا للمقاومة السلمية والتعبير عن رفض الطغاة عبر التظاهر السلمي والاعتصامات، ناقلة المنطقة الى اجواء الاعتدال السياسي بعد ان كانت لعقود ارضاً يعاني سكانها من تهور حكامها وجعجتهم الفارغة، انهم كانوا يتكلمون كثيرا ولا يعملون لصالح شعوبهم الا قليلا. شعوب عاشت تحت كنف الشقاء والفقر والعذاب آن لها ان تتحرر وتكسر قيود العوائل الجمهورية الحاكمة، ومن ابسط حقوقها ان تشق بارادتها طريقا جديدا لها...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صنّاع الشهرة - تعرف إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المفيدة والمج


.. ماذا وراء المطالب بإلغاء نحر الأضاحي في المغرب؟




.. ما سرّ التحركات الأمريكية المكثفة في ليبيا؟ • فرانس 24


.. تونس: ما الذي تـُـعدّ له جبهة الخلاص المعارضة للرئاسيات؟




.. إيطاليا: لماذا تـُـلاحقُ حكومة ميلوني قضائيا بسبب تونس؟