الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الطائرة

عدنان الأسمر

2011 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية



بلغت وقت إذا 24 عام لم تتح لي خلالها فرصة ركوب طائرة أو سفينة أو قطار كل ما استخدمته باصات النقل العام على خط عمان البقعة حيث يفرض على الراكب قبل انطلاقها مضغ أقراص نعنع للدوخة وفي يوم الاثنين 24 /9 /1979 حضرت إلى مطار عمان _ ماركا بهدف السفر إلى موسكو حيث استقبلني في قاعة المغادرين موظف شركة الطيران ايروفلوت حيث اصطحبني لختم جواز السفر وإذا بموظف المطار يبلغني إنني ممنوع من السفر فاعترضت على ذلك فقال لي لا يوجد كتاب كف طلب بخصوص نفيك إلى الصوالحة عام 1976 فاعترضت بعنف فقد سمح لي السفر من مطار عمان وبعد مشادة كلامية أجلسني على مقعد واخذ ضابط امن المطار يجري اتصالاته وكانت سماعات القاعة تنادي على ركاب الرحلة التوجه للطائرة وتكرر ذلك وأنا جالس تحت وطأت الوقت خوفا من مغادر الطائرة بدوني وفعلا فقدت الأمل بالسفر وجلست وسط بركة من العرق وفجأة حضرت مجموعة من رجال امن المطار فقد حملوني من تحت ذراعي وركضوا بي إلى سيارة تكسي انطلقت بسرعة نحو سلم الطائرة حيث أخذني موظفوا الطائرة ثم انطلقت الطائرة وخلال دورانها على ارض المطار أخذت أتساءل عن شكل جلسة الركاب خلال الطيران وعن الإقلاع والهبوط ومن سيستقبلني في مطار موسكو وكيف أمارس المهام اليومية هناك وخلال الرحلة جلست بجانبي إحدى المضيفات وقد كنا نتحدث بالانجليزية وخلال تلك الرحلة التي استمرت 4 ساعات تعلمت باللغة الروسية معاني أدوات الطعام والتحية صباحا ومساءا وسرعة التعلم هذه ناتجة عن إصغائي الشديد لصوتها الناعم الخافت ذو وزن موسيقي جذاب فيبدو إن عذوبة الصوت تشجع على سرعة التعلم ولحظة افتراقنا عند هبوط الطائرة لم ارغب في وداعها وكان لي رغبة أن أرافقها يبدو إننا نحن الفقراء والمحرومين نعاني من نقص الحنان ( حنان الأب حنان الأم وحنان الصديق وحنان الحاكم) وأول ما يداهم النفس من شعور في تلك الحالة الإحساس بالإخوة والحزن عند الوداع .

وعند هبوط الطائرة أخذتني تلك المضيفة الأخت الجديدة وأنزلتني من الطائرة وإذا بعدة رجال يستقبلونني عند باب الطائرة وسألوني عن اسمي واركبوني بسيارة تكسي كانت بانتظاري عند سلم الطائرة وانطلقت السيارة إلى قاعة القادمين حيث كانت هادئة فعرفت أنها قاعة خاصة وبعد وقت قصير تقدم نحوي رجل وسلم علي ودعاني الى زيارة اليمن وقال لي أنا علي عنتر وزير الدفاع اليمني وأنا ألان عائد إلى اليمن وخلال جلوسي في القاعة منفرد بنفسي تساءلت يا عدنان أين كنا وأين أصبحنا ؟ فانا اجلس الآن في قاعة فخمة فارهة استنشق نكهات من العطور لم أشمها من قبل واستمع لنغمات أصوات للناس لم اسمع شبيه لها من قبل يبدو ان روائح وأصوات الناس تختلف من مكان لأخر حسب الجغرافيا السياسية في حين انني قادم من مخيم البقعة حيث يختبأ الفأر في برميل الطحين وتتصارع القطط فوق سطح البراكية وتحفر البراغيث على جلودنا ونسير بين اسطر قنوات المجاري المكشوفة صيفا ونسير في الشتاء سباحة وقوفا وسط الوحل والطين ( اللهم استر من فضيحة برغوث في قاعة مطار موسكو )فذالكم هو الاتحاد السوفيتي العظيم الذي تحمل مسؤولية شعوب الأرض تعليم وعلاج وتدريب مهني وتسليح ودعم اقتصادي ومالي وسياحة فكم هو ضروريا للبشرية وجود مركز دولي يتصدى للرأسمالية المتوحشة وعدوانيتها ويقف نصيرا لقضايا تحرر الشعوب واستقلالها وسيادتها وتقدمها .
عدنان الأسمر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة إنقاذ الطفل السوري #عسكر_دياب بعد سقوطه في #بئر ارتوازي


.. لماذا باركت أمريكا عملية النصيرات رغم المجزرة التي ارتكبها ا




.. لماذا حظرت تركيا تطبيق تيك توك على أفراد القوات المسلحة؟


.. وقفة لمحامين مغاربة أمام المحكمة الابتدائية بالدار البيضاء د




.. سرايا القدس تنفذ عملية مركبة جنوبي شرق تل الهوا