الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وطن المبادرات السياسية

مهدي زاير جاسم

2011 / 10 / 4
السياسة والعلاقات الدولية


عند كل خلاف سياسي يحصل ، أوتصريحات نارية بين كتلة وأخرى ، أو اختلاف على قانون ما ، أو اختلاف على تولي حقيبة وزارية معينة كالوزارات الأمنية التي بقيت مثل مشكلة البيضة والدجاجة بدون حل ،تبرز بين الحين والآخر مبادرة تخرج من تحت الأنقاض لتهدئة النفوس وتطييب الخواطر بين الفرقاء السياسيين ، للملمة الأوراق وتصفية الأجواء ، مبادرات للحظات الأخيرة كما يمكن ان نسميها مرة من السيد البارزاني ومرة من الرئيس الطلباني وثالثة من رئيس البرلمان النجيفي مبادرة فمبادرة وبعدها مبادرة حتى استقرار الأوضاع ونضوج العمل السياسي الفتي على اعتبار أنه لم يكن هناك أحزاب ولا سياسيون قبل عام 2003 وإنما القائد الواحد والحزب الواحد لذلك أقول إننا دولة ديمقراطية فتية.


فبعد انتخابات السابع من آذار نشب خلاف كبير حول توزيع المناصب والغنائم فكل كتلة تحاول الحصول على مكاسب أكبر من الكتلة الأخرى ، ووصل الأمر إلى منحنى خطير كاد يودي بالعملية السياسية إلى الهاوية،حتى ظهرت مبادرة السيد (البارزاني) وحلت الخلافات ورطبت الأجواء وبفضلها استقرت إلى حد ما العملية السياسية، وكل هذه تحدث دون اكتراث بمصير هذا الشعب الذي جل همه توفير لقمة العيش البسيطة ، وتوفير جزء يسير من أحلامه في سكن ملائم يستر عياله ،او راتب رعاية بسيط يسد رمقه ، شعب بات يحلم بمدرسة جيدة لأطفاله ، وبشارع مبلط ، ومجاري لاتطفح ، وكهرباء لاتنقطع ، وماء للشرب دون جراثيم ، شعب ظل يحلم ويحلم ويحلم ، حتى تحطمت أحلامه على صخرة خلافات الكتل السياسية حول المناصب الوزارية والسيادية ، شعب صبر طيلة اربعين عاماً وعندما تحققت الحرية تنفس الصعداء ولم يدرِ أن ما ينتظره أكبر وأعظم .


وقد ابتلى هذا الشعب الفقير بطامة كبرى هي المحاصصة الطائفية المقيتة التي جلبت الويلات لهذا الشعب فبينما كانت المحاصصة تشمل المناصب الكبيرة في الدولة كمنصب رئيس الوزراء ،ومنصب رئيس الجمهورية ومنصب رئيس البرلمان ،حتى وصلت إلى الوزراء ،ثم السفراء ، ثم وصلت إلى وكلاء الوزارات ،ثم المدراء العامين ووالخوف كل الخوف أن تصل إلى عمال الخدمة في دوائر الدولة ، وهي مشكلة كبيرة فكيف نستطيع الخروج من هذه المحاصصة التي باتت تهدد العملية السياسية برمتها ،ونحن نسمع تصريحات حول التوازن في توزيع المناصب بعيداً عن الكفاءة والمهنية والتخصص ،فكيف ينهض هذا البلد وقد أفرغ من الكفاءات التي هو بأمس الحاجة لها للبدء بالإعمار والاستثمار لكي نلحق بركب الدول المجاورة وليس الدول الغربية أو الآسيوية التي سبقتنا بأميال وليس خطوات ،وطن يعيش على المبادرات التي تخرج عند كل خلاف يحصل في العملية السياسية الهشة ، وكأننا نعيش أزمة ثقة بين الفرقاء السياسيين ، فعند كل أزمة أو خلاف نجد التصريحات الإعلامية الحادة فهذا النائب يقول كذا ويرد النائب الآخر من تللك الكتلة عليه ، وتراشق بالألفاظ ، والعبارات الجارحة ، وكل كتلة تتهم الكتلة الأخرى والشعب يتفرج وهو مذهول يضرب كف بكف مذهول إلى ما وصلت إليه العملية السياسية .


والخلاف القائم حاليا بين دولة القانون من جهة وبين العراقية والتحالف الكردستاني من جهة اخرى تطل من جديد أزمة بين الأحزاب الفائزة بالانتخابات وتظهر مبادرة السيد رئيس البرلمان ( النجيفي) لاحتواء الخلاف وتقريب وجهات النظر ،بعد مبادرة رئيس الجمهورية جلال طالباني ودعوة رؤساء الكتل للاجتماع في بيته والتشاور في الأمور المختلف عليها .

ولانعرف إلى متى نظل نعتمد على المبادرات في حل المشاكل السياسية التي تعصف بالعملية الديمقراطية الوليدة والحديثة في المنطقة ، وكيف نحمي هذا المنجز الكبيرمن عيون دول الجوار التي لاتريد الخير لهذ البلد فتبذل كل ما في وسعها لتدمير اقتصاده ،ونهش ارضه ،وقصف شعبه وكأنه لقمة سائغة لهم كل واحد يحاول النيل منه ومن ترابه ، ولكن هيهات ففي العراق شعب لن يهزم ولن يداس له طرف ، وما يحدث هو زوبعة في فنجان وسينهض العراق أقوى من أي وقت مضى لأن فيه شعب لايعرف المستحيل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البيت الأبيض: واشنطن لم تتسلم خطة إسرائيلية شاملة تتعلق بعمل


.. اتفاق الرياض وواشنطن يواجه تعنتا إسرائيليا




.. إسرائيل وحماس تتبادلان الاتهامات بشأن تعطيل التوصل إلى اتفاق


.. خطة نتياهو لتحالف عربي يدير القطاع




.. عناصر من القسام يخوضون اشتباكات في منزل محاصر بدير الغصون في