الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول مهزلة الطيب والسيء في المنهجية الامريكية:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 10 / 4
القضية الفلسطينية


من على ارض الانحياز للكيان الصهيوني, تحاول الولايات المتحدة, اعطاء انطباعين عن منهجيتها في التعامل مع الطرف الفلسطيني من اطراف الصراع, ففي حين يحسن المشرع الامريكي مجسدا في مجلسي الكونغرس والنواب اداء دور الشرير السيء المعادي للطرف الفلسطيني بقرار تجميد مائتي مليون دولار من المساعدات المقدمة للسلطة الفلسطينية, مع ابداء الاستعداد لرفع سقف العقوبات ضد السلطة الفلسطينية, فان الادارة الامريكية لم تحسن اداء دور الطيب حين اشهرت سلاح حق النقض الفيتو في وجه المطلب الفلسطيني بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة, وابدت استعدادها لتعطيل الشرعية الدولية عن العمل لصالح الحقوق المشروعة للطرف الفلسطيني.
وفي وقاحة سافرة تعلن الولايات المتحدة انها لن تجمد المساعدات العسكرية التي تقدمها للطرف الفلسطيني, والذي يعني استمرار تمسك الولايات المتحدة الامريكية بوضع التنسيق الامني بين السلطة والكيان الصهيوني, وذلك يكشف عن حقيقة نظرة الاستهتار الامريكية بالطرف الفلسطيني, وتغفل بذلك عن مدى الضرر الذي يمكن ان يلحقه الموقف الفلسطيني بنفوذ الولايات المتحدة السياسي في المنطقة, وهو ما يعكس ضيق افق سياسي كبير يشوب الرؤية الامريكية العامة تشريعا وادارة,
فحتى اللحظة. استطاع الطرف الفلسطيني لصالحهم استحداث رد فعل تفاعل سياسي عالمي رمي وشعبي, على تضاد واسع مع الرغبة والتوجه السياسي الصهيوني والامريكي, حيث سقط وزن موقفيهما دوليا حتى لو احرز تفوقا في اطار حركة مجلس الامن بمنع حصول الفلسطينيين على تسعة اصوات تؤيد طرح طلب العضوية الفلسطيني للتصويت, وسيكون غبيا من يظن ان ذلك لا يعني وجود وترسخ عزلة دولية تحيط بلموقف الامريكي والموقف الصهيوني, وان حجم الانجاز الصهيوني الامريكي سيكون في حدود التاجيل لا الشطب والالغاء.
ان الولايات المتحدة الامريكية قد دفعت حتى الان بحالة عدم الثقة _ الشعبية_ الفلسطينية بموقفها ومنهجيتها الى الحد الاقصى, ومن الواضح ان الثقة الشعبية الفلسطينية بالقيادة الفلسطينية هي التي لا تزال تسمح بوجود علاقة السلطة بالولايات المتحدة الامريكية, ورغم ذلك فان الغباء الامريكي المنقطع النظير يعاقب السلطة الفلسطينية عوضا عن مكافئتها, وهو يدفع بهذه السلطة الى زاوية خيار اما تمثيل الشعب الفلسطيني ومصالحه او فك هذه الرابطة والخضوع للابتزاز والضغوط والسقوط ومسلك التنازلات الذي سيفك علاقة السلطة بالشعب, وهو ما لن تجرؤ قيادة م ت ف والسلطة على ولوج منزلقه,
فبين منظور الامن السياسي ومنظور الامن العسكري, لا تزال م ت ف وقيادة السلطة تقف على ارض منظور الامن السياسي الذي تدعوا اليه الولايات المتحدة واوروبا, وهي تبدي استعدادها لاخذ الموقف الشعبي الفلسطيني مرة اخرى لمسار التفاوض المباشر, ولكن على اساس الجدية والوضوح والانجاز. في حين نجد الكيان الصهيوني ومحور الممانعة الرسمي والفصائلي الاقليمي يقف على ارض منظور امن التفوق العسكري, لذلك لا نستغرب وجود حالة عدم استيعاب شعبية اقليمية عامة للموقف والتاكتيك الامريكي و تصنيفه في خانة العداء الكامل, ليس للطرف والمصالح الفلسطينية فقط وانما للمصالح والاطراف الاقليمية الاخرى, رغم انه يتوفر للولايات المتحدة الامريكية الشروط المناسبة لاشهار وجود صراع فعلي لها مع الكيان الصهيوني, عوضا عن محاولة اخفاء ان زمن الانحياز الامريكي_ الحر_ للكيان الصهيوني قد ولى وان الولايات المتحدة الامريكية تتعرض الان للابتزاز الصهيوني المباشر ان من خلال التهديد بتوريط الولايات المتحدة بحرب مع ايران او من خلال اللعب على تناقضات الاحزاب الامريكية والعملية الانتخابية,
ان الملاحظات الانتقادية التي اطلقها وزير الدفاع الامريكي للمنهجية السياسية الصهيونية والتي انتهت بها كما يقول الى العزلة _ الاقليمية_ ليست بحجم الضغوط القادرة الولايات المتحدة الامريكية فعليا ممارستها على الكيان الصهيوني, ورغم ان مناورة تدويل الصراع الفلسطينية تخلق الظرف المناسب لاعادة اخضاع الكيان الصهيوني للنفوذ السياسي الامريكي, فاننا نجد ان المشرع والاداري الامريكي بات يعمل ضد المصلحة القومية الامريكية بسماحه للكيان الصهيوني بتوسيع مساحة تحرره من هذا النفوذ,
كما ان تبرير جزء من هذه العزلة بارجاع سببها لوجود فعاليات خارجة عن الارادة الصهيونية كدور ايران في تعزيز قوة حركة حماس وحزب الله ...الخ هي مؤشر على عزوف اميركي رؤية حقيقة ان _ افشال التسوية_ كان ارضا موضوية تقاطعت عليه المنهجية الصهيونية ومنهجية محور الممانعة وكان يستهدف تحجيم نفوذ الولايات المتحدة السياسي في المنطقة وافشال محاولتها انجاز التسوية السياسية للصراع وانه يعزز نظرية الامن على اساس التفوق العسكري لا على اساس التوافق السياسي.
ان الموقف السياسي الشعبي الفلسطيني ارتقى الان الى مستوى التمسك بالشروط التي حددتها القيادة الفلسطينية حول الالتزام بالمرجعية الدولية والوقف_ الكامل_ للاستيطان, وتحديد الجدول الزمني لعملية التفاوض, وبذلك فان الخيار الان لم يعد مطروحا على الطرف الفلسطيني بل بات مطروحا على موقف الولايات المتحدة واوروبا والكيان الصهيوني الذي يرفض تسهيل مهمة الولايات المتحدة واوروبا ويسعى كما تشير المظاهر للتصعيد نحو العنف, فكم سيتمسك الفلسطينيون بزمام الهدوء حتى يضطروا الى الاستجابة لهذا التحدي؟
ان مجال الخيار امام الطرف الفلسطيني واسع غير محدود, بدءا بالغاء التنسيق الامني مع الكيا الصهيوني مرورا برفض الاستفراد الامريكي بالمفاوضات, وكذلك توسيع مدى تدويل الصراع وتنويع الجبهات في مؤسسات هيئة الامم المتحدة, وحل السلطة الفلسطينية واعلان الدولة الفلسطينية في الخارج وانتهاءا بالعودة للكفاح المسلح, اي ان المبادرة الان باتت بيد الطرف الفلسطيني, وربما نجد في تصريح السيد محمود عباس لموقع روسيا اليوم, والذي يحمل تهديدا سافرا للولايات المتحدة الامريكية مؤشرا على وجود الاستعداد الفلسطيني لمزيد التصعيد والصدام مع الولايات المتحدة, حين قال انه في حال استخدام الولايات المتحدة لحق النقض ف مجلس الامن ضد الطلب الفلسطيني فان لدينا ما نقوله,
ان تمثيلية الطيب والشرير اذن في منهجية تعامل الولايات المتحدة الامريكية مع الطرف الفلسطيني ومصالحه لم تعد تجدي اذن وقد اشرنا سابقا الى ان الطرف الفلسطيني اغلق فاتورته ولم يعد بامكان الاطراف الاخرى الان ان تضيف تكاليف نفاقها على هذه الفاتورة


خالد عبد القادر احمد
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش