الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مثقف المعارضة العربية

نزيه كوثراني

2011 / 10 / 4
الادب والفن


ينظر إلى الساحة . الاحتجاجات العارمة تملا الساحة عن آخرها .الشعارات والأهازيج الشعبية .مزيدا من الفرح الكبير لقهر الخوف والتردد . ينظر إلى الساحة بحذر من شرفة المنزل . يعود مهرولا إلى مكتبه . يعيد قراءة المقال .يشطب . يغير بعض المفردات . تزعجه المعاني بين القبول بالانتفاضة وانتقادها( الشعب يريد اسقاط السلطة أم النظام ) .المقال يريده لغة ثانية أو خطاب يهدم التأويل السابق للخطاب /الموقف الذي اتخذه . لايستطيع أن يرفض فهو موزع بين المناصرة والتأييد والتخوف المبرر بالنقد والحكمة . يقول في نفسه الكياسة في السياسة . يستدرك السياسة كياسة . يواصل تقلبه في الفراش . كابوس الساحة المرعب يعذبه . يرميه ذات اليمين وذات الشمال . جبينه يتصبب عرقا باردا . نبض قلبه يزداد جنونا . لايعرف كيف افسد الخوف عليه حياته . ثم تساءل كيف تحركت ترسبات الخوف بهذه الحدة والشدة والمدة . يخاف من شيء يعرفه أو لايعرفه ..من نتائج الثورة التي لم تكتمل ..من فشلها ..يخاف ويخاف من لعبة الكبار الوقحة في السطو . يرى عدوى الخوف وقد انتشرت بسرعة البرق . متأكد من أن المتظاهرين والشهداء أربكهم خوف الآخرين من أهل العلم والدراية والفهم وفك الطلاسم وقراءة الكف وخدام الأضرحة والزوايا وكتاب عقود النكاح واللغو في الزكاة وأدب الطعام ...يمزق النص / المقال .تشوش وضباب وغبش .تختفي الأشياء والأشكال والأفكار وتخفت مساحة الضوء . يعيد الكتابة للمرة الثالثة ..السابعة..الخامسة ...بعد كل لحظة يمزق أوراق التحرير . تمتلئ سلة المهملات . يفكر بغضب وانزعاج . يضطرب تفكيره . يطلب من نفسه أن تهدا . يقرر اخذ مهلة للتأمل . صوت الناس في الساحة ..في الشوارع القريبة ..في القناة الفضائية داخل منزله ...يريد أن يحدد موقفه لا موقفهم . يريد أن يكون هناك وسطهم لأجل نفسه . يفكر ويحلل . يتقلب في الفراش . الم عميق يسري في جسمه . يحس انه في حالة احتضار . يحاول الاستيقاظ . يدرك بصعوبة انه نائم وان الأمر يتعلق بحلم أو كابوس . يبذل جهدا لاسترداد وعيه . يشعر بان الحياة بدأت تغادره . يستميت في وجه الموت . يطلب الحياة . يتوجع . يتألم . فجأة يستفيق . يحاول تحديد المكان . ينظر بصعوبة وهو في قمة التعب والإنهاك . يشعر ببرودة في ملابسه الداخلية . يتحسس بحركة ارتكاسية خصيتاه . سرواله مبلل . يقفز مفزوعا مذعورا . تتجمع دواخله . يشعر بالدوار والغثيان . يتحرك بسرعة إلى باب الشرفة ليرى الساحة . يكتشف صورة مناقضة لكابوسه . الدبابات والشرطة ورجال بزيهم العسكري . تسقط عقارب دماغه . يختلط الزمان في رؤيته . تصاب الذاكرة بخوف غادر و ترتعش . يترنح كل شيء في رأسه . تتمايل الألوان والأفكار والساحة . يستجمع قواه وهو يصرخ . أولاد الكلب ..أولاد الكلب ..الشعب يريد إسقاط النظام . يرقص جسده على إيقاع مطر الرصاص الحي المتدفق من الأسفل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي


.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح




.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب