الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحية للحوار المتمدن في قرنها الثالث

احمد مصارع

2004 / 12 / 9
ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا


ثورة الاعلامياء التي تدعمت مع الشبكة العالمية , (inter.net ) أذنت بانطلاق فضاء عالمي رحب , فضاء
حضاري معاصر وفي تقنية عالية الجودة , لتحقيق استهلاك ثقافي عال , يفترض منها خلق عادات منهجية جديدة في علاقة الإنسان مع ضرورة المعرفة , بأنجع الطرق وأيسر السبل .
بيئة أكثر نظافة حيث تتم عملية تقنين الاستهلاك ألورقي لتقل فوضى الأكداس للجرائد والصحف والمجلات والكتب , كما سيؤدي التصحيف اللألكتروني وكذلك كل أشكال الكتابة المطبوعة , نحو تفاعل انساني سيتراكم ثم ليسهم في نشر روح عالية من المسؤولية العالمية للعمل على أنسنة الحياة .
جدلية إحلال الإعلام اللألكتروني ومنها الصحافة اللأكترونية , مصدرها الحاجة الى تعميمه , ولكي يتسع نطاق استهلاكه , ليصبح مستهلكا شعبيا ولا يقتصر على نخب محظوظة ماديا ,
القوى الرجعية المعارضة , في ألأسرة والمجتمع وصولا الى السلطات الحكومية , ستمارس وصايتها المعهودة ,
في الحد من التطور , وهذا أمر تقليدي متكرر تاريخيا , من مناصبة العداء للمدرسة والتلفزيون والصحن اللاقط , وليس أخيرا اللأنترنت .
يريدون للإنسان أن يمارس حرية واعية أو هادفة , ولكنهم يحاربون الوعي , ويمنعونه من التشكل على النحو الذي يدعونه , وهم في الحقيقة يريدون حرمانه من المعرفة اللازمة للمسؤولية , ومن الطريف جدا أن تسطر قوانينهم الصارمة : القانون لا يعذر المغفلين ....
وهم يعملون بشكل منهجي على إبقائه في واقع الغفلة التامة عن مجريات التطور , ليبقى مادة خام , تتشكل بشكل
فوضوي وغالبا ما يؤدي ذلك للضياع .
أنسنة العولمة تعني الحد من قدرة العولمة على الاستنساخ المتماثل للشخصية الإنسانية , ومن تدمير الحاجة الى بقاء التنوع والاختلاف بالتوازن مع الحاجة للتكامل والاندماج ,
السؤال الذي يمكن الوقوف عنده طويلا , هو ما معنى الشخصية الوطنية أو الدينية أو القومية بدون موازنة مع الآخر اللا كذلك ., فليس مفروضا على الأنا أن يتحول الى الآخر لتتكرر النسخة , وهو موقف لا يليق بكرامة الإنسان , فالمطلوب هو تعرف الأنا لذاته من خلال ذاتا نية الآخر .
الخسارة التي يحدثها العقل المحافظ والرجعي في بيئاتنا العربية مدمر للوعي , منغلق ويحرص كثيرا على الاحتفاظ بمفاتيح السجون والبيوت والسماء , والهواء , ويقف حائرا ماذا يصنع أمام اللألكترون العين الذي ينسرب من خلال فتحات ثقوب المفاتيح وشقوق الأبواب والجدران , ويلجأ هذا العقل الى إنفاق الكثير من أجل منعه , وخنقه في مهده , وهو في ذلك يريد تدوير عجلة الحياة بالاتجاه المعاكس , ويدعي الحرص كل الحرص ,
بينما لا يكلفه التوافق مع المقاييس الدولية المعمول بها في السوق العالمية جهدا وثروة , بل على العكس , فالانفتاح على السوق الدولية بشكل مدروس , والخروج من مساوي البقاء في السوق السوداء , حيث لا تحترم الحقوق والواجبات .
أمم الصحافة اللألكترونية وخاصة العربية منها حواجز وعقبات , فهي حتما لا تعمل في ظروف ملائمة , وخاصة من النواحي المادية , فهي محرومة من العنصر المالي الهام الذي يساعدها على الاستمرار والتطور ,وعن طريق نظام الاشتراكات ينظم العلاقة بين جميع أطراف العلاقة .
الصحافة الدعائية والتجارية ذات مصادر تمويل واسعة من الدول والمؤسسات الخاصة , فكيف هو حال الصحافة اللأكترونية ذات الاتجاه التنويري والرأي والرأي الآخر, وهو عمل تربوي شريف يهدف للنهوض بالمنطقة ككل , للخروج من حالة الأداء الضعيف , ولتنمية قدراتها .
من الأكيد أن صحافة من هذا النوع , ووفقا للشروط الصعبة التي تواجهها , أن من يقوم بها ويشرف عليها ويدعمها لن تحركهم أهداف تجارية مشروعة , بل قوة دوافعهم وتضحياتهم وأيمانهم العميق بضرورة وجود منابر للحرية والحوار , من أقصى اليمين الى أقصى اليسار ..
للحوار المتمدن ثلاث زهور حمراء , وسنشعل في عيدها الثالث ثلاث شموع حمراء , وسنشرب مع ثلة من الأصدقاء الفقراء إلا من الحب والتقدير , كأس نخبها من نبيذ أحمر هو من دماء الحياة , وندعو الله لها ولغيرها
من المخلصين بالبقاء والنماء .
احمد مصارع
الرقه-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ