الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد قصيرة (4)

باسم النبريص

2011 / 10 / 4
الادب والفن


( )

تخفقينَ في العَتَمَة
بينَ شرشفيْنِ من ندىً
ومن حَبَقْ
في مهبِّ ذكرياتٍ من حبيب!

تخفقينَ مُغْتَلِمَة
فيما يداكِ
مثلما الغريق ساعةَ الغَرَقْ
تطلبانِ ريحَ ذكَرٍ
وعضوَ ذكرٍ
ولا مجيب!

( )

بعد أن بلغا ذروةَ النار
,
استفاقا على حُلُمٍ فاترِ.
..كانت الدنيا سراباً عابراً
من مُخْملٍ
لا ماءَ فيه.
كان عطرٌ يتضوّع
وبقايا من مَنيٍّ تتوزّع
بين فخذيها و جذعِ الشاعرِ
............................
أفهل يشبهُ حُلُماً
كلُّ ما مرّا بهِ,
عاشاهُ
في سهوةِ نار؟

كلا
لم يكن حُلُماً
كان شيئاً مثل أن تصحو قليلاً
بين موتينِ
وترتدُّ
إلى قيعانِ قار!
.........................
لحظةٌ من زمنٍ فالتٍ
ولهاثٌ
خلف أصداءٍ تغيب
أنتَ يا جسمُ الحبيب!

(جلوس في الحديقة)

متعبٌ مثلما الدينصور
..............
إنكساري
هنا
داخلي.

كلَّ يومْ
آن ينزلُ فوقي الغسقْ
ويرشُّ الشجرْ
مثل عادمِ ديزل
فأوشكُ
من رَهَقِ الفكرِ أغفو

كلَّ يوم
وأنا أنظر الكائنات
بعين مُخيلتي
وهيَ تمضي
إلى الغرف الجانبيةِ
مخذولةً
بعد كدح النهارْ

كلَّ يومْ
أسألُ اللهْ
لمَ
يا ربُّ
هذا البَوَار؟
ولماذا
حرمتَ
عبيدكَ
من نعمة الإنتحار!

( )

يهرُمُ اللهُ كما تهرم الأمكنة

في زمان الطفولة كان بهيجاً ككراسة الرسم

في الشباب
كان الندى والعذاب

في الكهولة
أفقدُ آخر خيطٍ بهِ بل وآخرَ حلْم
وأصير بلا تعزياتٍ وبلا أمنيات

رجلاً أعزلاً غير من نفحة الروح
فاءَ من تعبٍ للجدار الأخير
وثمة .. في العزلة المستفيضة
يُقعي
ويحصي الجروح

( )

لم أحذُ حذوَ الله
كتبتُ في عُزلاتيَ الطيفية
شعراً
يليق بالسلالة الشقية
أعطيتهم
كوناً جميلاً, لا متاه.

لم أحذُ حذو الله!

( )

في الليل الساري برذاذ الماء
في الليل الحلو كأن العتمة ندفُ ضياء
عيني تمسح نهديها
بينا إصبعيَ السبابةُ تقطف وردةَ مهبلها
باردةًً وكثيفة
باردةً وقطيفة
باردةٌ وردةُ مهبلها
وكأنْ ... يسري بين براعمها فيضُ ثناء!

( )

الربُّ نسمة
أما أنا
فلتكتبوني: لا أقلّ من صدىً لِلَطمة!

( )

كلنا في الهاوية
منذورون للعذاب!
كلّنا في الهاوية
والربُّ؟
هل حقاً وصدقاً يملكُ علبة الثِقاب؟

( )

لو الحبيبُ
لو جسمُ الحبيبِ
معي
لمّا تغيبُ الشمسُ, تأتي لحظةُ الغسق الكئيبِ؟
لو انه يعدُّ لي كبّايةً من شاي؟
نسمرُ في السرير
بعد سهرة التلفاز؟
أو نجلس في الحديقة
نرنو إلى النجوم حالَ تحتوي سجادة الليل الغريقة
نقرأُ شعراً
نحتفي بشاعرٍ شابٍ
ونهجو آخرين
رباه!
ها إنها الحياةُ
.. تنشفُ في عروقنا الحياه!
رباه
لم أجئ من نطفة كلبٍ أنا
ولستُ من ظهْرِ إله!
رباه
إن أرسطو مات
ونحن صدّقناه
فمات في عُزلاتنا معنى الحياة
رباه
انظرني قليلاً
واعفني مذاقَ هذه الليلة

( )

وحدي على الشاشة
بيضاء : لا سوءٌ ولا تدبير.
وحدي وهذه الهشاشة
توهن مني العظْمَ
فلا أقوى على النهوض للسرير.
وحدي على الشاشة
الفجر من قنينةٍ يفور
والله شاخراً أسمعه,
هناك في سُباته الكبير.

( )

يا إلهي
الشجرُ النازلُ
يومي بغموضٍ وعياءْ
إنّ في صدريَ
في الأرضِ لَجوعاً للبكاء!
....................
..........................
ينزلُ المغربُ وقتاً من رماد
إنّ في الأرض حنيناً للرُقاد
تَعِبَتْ
هذه الأرضُ, وملّت قاتليها
يا إلهي
ما الذي ناداكَ كي تملأها بشرا
بشراً مُستهترا
بشراً هو مَن أثخنها, ودبَّ الموتَ فيها؟
.......................................
يا إلهي!
غلطةٌ منكَ ولا بدّ لها من مغفرة
أَعِدِ الأرضَ إلى أولها
ماءً هواءً ومفازاتِ شجرْ
حيواناً وطيور
وأزح عنها ملايين القبور
فلكَم أثقلها البشرْ
ولكَم بطشوا بمبناها
ومعناها الطهور!

( )

.. من هويتي
ضجرتُ, من جذوري

ضجرتُ من هذي السماء!

يا أرضُ
يا حاملة اللعناتِ, فلتدوري.

ولتأخذينني إلى هواءٍ فيه معنى
حُرمتُ من معناي في هذا الهواء!

( )

من أين تأتي الهاوية
فجاءةً
وأنتَ في كمال نشوةٍ
تستدبر الغرفةَ
أو تستلقي على السرير؟

من أين يأتي غولُ هاجس المصير!

يا ربّ
يا مُصنّعَ الناس من الهشاشة
إظهرْ على الشاشة

إظهر, وإلا سيجدّفُ العبدُ الفقير!

( )

في نطاق الشجرة
في الغسق النازلِ
من أعلى
كما الرذاذ

ألمسُ معنى الله
بالتذاذ
وأنا
أنظرُ مسحوراً
في بؤبؤيْ الحشرة!

( )

أنا الذي يحب الله
خذلني
في لحظة النزول الحرجة
فقامت الأنثى ولم تنبس!
أنا الذي يحب الله
تكلمتُ أكثر من كثيرٍ عنه
وآن لي
أن أكتفي..
وأن أخرس!

( )

أيها الله يا صديقي
وكلما تحدثوا عنكَ بهذه الطريقة
شعرتُ بالوحشة والإيحاشِ منكْ
كأنني ما كنتُ يوماً من لدُنكْ!
وكلما تحدثوا عنك بهذه الطريقة
شعرتُ أنكَ عبءُ حامليكْ
مُضيّقُ الدنيا, برحبها الطليق
وسالبُ الناس معنى البحثِ في الطريق
عن صدى اللذةِ, والجمال, والحقيقة!

( )

فخذاكِ أقوى جسدكْ
أبهى إلى العيون
من سُكّرٍ في الضوء .

بهما أنا أكون
على شفير النار
طوراً

طوراً
أنا في جنةٍ من فيء!

( )

طويلةٌ كنخلة
عينان زرقاوانِ مثل جبة البحر الغميق
وقلبُ عصفورٍ طعامهُ الندى فحسب
كيف لا يصعقني أمامها الحبُ
وكيف
كيف لا يجرحني خلودُ هذا اللحم يا صديق!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال