الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام كاريكاتيري / جائزة دسمة للاحمق

سلمان عبد

2011 / 10 / 5
كتابات ساخرة


كلام كاريكاتيري /

جائزة دسمــة للاحمق

آه من هذا الذي يسمى ( الكرسي ) ، ما السحر الذي فيه ، أي نوع من الجاذبية التي تجعل ( البعض) يتهالك في سبيل الجلوس عليه ! وان تم لـه ما اراد فانه يتشبث به ويذود عنه و( يتبسمر ) ويلتصق به التصاقا ويذوب به ذوبانا وينصهر به انصهارا . ويبدو ان لذة الجلوس " عليه " لذة ما بعدها لذة !! ومن استقر عليه واخذ راحته فكيف يمكن له ان يتخلى عنه وازاحته منه فالحاكم العربي مثلا لا يزاح الا بوصول الدبابات الى غرفة نومه اومظاهرات تقلب الدنيا عليه كما يحدث هذه الايام بما يسمى " الربيع العربي " ومع ذلك يظل متشبثا به حتى يهان ويترزل ويصل به الامر حتى فقدانه لحياته ولا يموت وحده بل ياخذ معه عائلته ومقربيه واعوانه ، او يتصدى لـه عزرايين وان كان هذا نادرا ما يحدث وان حدث فيورث الكرسي لابنه . وحكاية الكراسي وانواعها وموديلاتها واصنافها طويلة وعريضة ، ولها انواع واشكال ومسميات ، منها كرسي (العرش ) وهو خاص بالملوك واصبح هذه الايام حكرا على رؤوساء جمهوريات الوطن العربي ومن يخلفهم من الابناء ، وكرسي ( الوزارة ) ولـه من الاثارة الشيء الكثير ويتم التدافع والوصول اليه بالمناكب او دفع "المقسوم" وشلون مقسوم اغاتي ؟ بملايين الدولارات . وتتدرج انواع الكراسي ( المناصب ) بعد ذلك نزولا حتى نصل الى كرسي ( الحاجب ) الذي ينتصب امام باب المسؤول ( العتوي ) سابقا وفي الغرفة الملاصقة لاحقا ، وهو كرسي مهم ولا يمكن بخس حقه فهو في هذه الايام لـه ( شنة ورنة ) ويأمر وينهي وبيده خيوط اللعبة كلها ومن يدبرامره مع من يجلس عليه تسهل اموره ، والابيض يصبح اسودا والمتهم بريئا والفاسد نزيها ومزور الشهادة مسؤولا والفأر عتويا ، وما عليك الا ان تدبر الامر مع الحاجب كما قال شاعر قديم :
فاعـمد من الليل الى صـرة ودبـر الامــرمع الحاجــب
حتى ترى مـروان يقـضـى لـه عـلـى علي ا بن ابـي طـالـب
وللكرسي تضحياته وليس من السهولة الفوز به ، وهنا يجب ان نعترف بان من كان شريفا وعفيفا ونزيها ومؤهلا ، سيسعى له الكرسي بنفسه ، واما من يسعى للكرسي فيستعمل شتى الوسائل والاساليب لنيله ، المشروعة منها والغير مشروعة الشريفة وغير الشريفة وقصة الغرام بالكرسي حتى الموت الزؤام ما حدث قديما فتاريخ حب الكراسي له جذوره الممتدة في اعماق التاريخ فلم نظلم من يسعون هذه الايام للجلوس عليه ؟
من تقاليد تنصيب الصدر الاعظم ( الوزير الاول ) في الدولة العثمانية في سلطنة آل عثمان ، ان يتقدم موكبه عند تنصيبه للصدارة فارس يحمل في يده رمحا قد ركز على سنانه رأس بشري مقطوع ! وهذا الرأس لسلفه الصدر المعزول وقصتنا عن احد هؤلاء ممن تم تنصيبه ، فتجري احداث القصة بعد انتهاء المراسيم والاحتفالات وقبول التهاني بهذه المناسبة من الوجهاء والاعيان وقواد الجيش وكبار الموظفين وحين ينتهي طابور المهنئين ، يتقدم اليه احد الناس وكان آخرهم فيقبل يده ويسمعه عاطر تمنياته ويسلم اليه كيسا فيه عشرة آلاف ليرة ذهبية ! يستغرب الصدر الاعظم من تصرف الرجل ويسأله :
ـــ ما السبب الذي من اجله سلمتني هذا المبلغ ايها الرجل ؟
تلكأ الرجل في الرد واضطرب ، وحار جوابا ، مما حدا بالصدر الاعظم ان يلح عليه كثيرا ، ونزولا عند رغبة الصدر الاعظم طلب الرجل ان يعطيه الامان حتى يخبره بالسبب ويحدثه بالقصة على وجهها الصحيح ، فأمنه ، فقال الرجل :
ـــ ياسيدي ويا مولاي العظيم . ان هذا الكيس مودع عندي منذ زمن ، وقد اوصاني صاحبه ان اعطيه لاعظم الناس حمقا ، واقلهم عقلا ، فلما رايت موكبك وفي مقدمته راس سلفك المقطوع وانت تعلم بانك في يوم من الايام سوف تلاقي نفس المصير. ايقنت انه لا يزاحمك احد في استحقاقك هذا الكيس !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع