الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الترسانة الحربية الأسديةالإيرانية ومجزرة الرستن

سعاد جبر

2011 / 10 / 5
حقوق الانسان


انطلقت العمليات التنفيذية لمجازر بيرق الأسد ؛ في خطتتها الأسدية الإيرانية ، لتشمل المدن المنتفضة السورية ، لغايات التصفية المذهبية ؛ وفي مقدمة تلك المدن المستهدفة كانت الرستن وذلك لقيمتها الإستراتيجية في الثورة السورية الأبية التي برزت في الآونة الأخيرة ؛ وخشية من أن تكون البوابة الفورية لسقوط هذا النظام الإرهابي اللااخلاقي ؛ لفنيات وتكتيكات الثورة السورية ذات الفنية العالية في حمص عامة وتلك المدينة على وجه التحديد ؛ حيث خطط لتلك العملية من قبل الغرف التنسيقية الإيرانية ، التي يشرف عليها قادة استشاريين من قبل الحرس الثوري الإيراني وكوادر خبراء من حزب الله اللبناني في الأطر التنظيمية ، واطر حربية من قبل المروحيات الحربية الإيرانية ؛ وأسلحة نوعية ومتفجرات وقنابل مسمارية وغازات سامة محظورة دولياً ، ودعم من قبل حكومة المالكي في مجال توريد النفط المجاني عبر شاحنات مجانية وغير ذلك من قوى الإمداد ؛ ومنظومة نوعية من الشبيحة تضم عناصر من الميليشيات المسلحة يمكن ترتيبها على النحو الأتي :

• ميلشيات الأسد ذات السجلات الإجرامية من الدرجة الأولى سواء في الجيش السوري أو الأمن السوري أو أصحاب السوابق في السجون ومافيا المخدرات .
• عناصر من الجيش الثوري الإيراني مقاتلين على الأرض وطيارين .
• عناصر من حزب الله اللبناني .
• عناصر من جيش المهدي العراقي .

وتركزت العمليات التنفيذية لغرف خبراء الإرهاب الاسدي الإيراني في القتل الوحشي والإعدامات الجماعية على الأتي :

• إرهاب المواطنين من خلال استخدام مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة مدعومة بالقصف المتواتر للمروحيات الحربية ؛ الذي طال كل شئ بلا استثناء .
• التكليف بقطع الكهرباء والاتصالات والحياة عن الرستن لغايات عدم تهيئة الفرصة لأهل الرستن لتوثيق مظاهر الإرهاب الدموي و الدمار الممنهج في هذه المدينة المنكوبة في هذه الحملة العدوانية الهمجية .

• تدمير وحرق ممنهج للمدينة بكل ما اوتيت تلك الترسانة الحربية الاسدية الإيرانية من قوة وتسويتها بالأرض ، وقد تم تدمير ثلث مباني المدينة بالفعل وتسويتها بالأرض ؛حيث قصفت البيوت بالمدفعية الثقيلة والطيران الحربي ؛ وتدمير المحال التجارية وفي مقدمتها الصيدليات ، وتم نهب وسرقة وحرق المنازل والمحلات التجارية والممتلكات العامة والخاصة .

• تعمد إلقاء قذائف الهاون والرصاص الحي والمتفجرات على الطرقات والمنازل لغاية تفجير المارة وقتل اكبر عدد ممكن من السكان العزل .

• إعمال القتل في السكان العزل من أهل الرستن ؛ من خلال استخدام الرشاشات الآلية والثقيلة في قصف المدنيين ؛ حيث أمطرت الأحياء السكنية بوابل من نيران آلياتها المدرعة وطائراتها المروحية وبالفعل كان القسم الأكبر من القتلي من الأطفال والنساء في صور وإعدامات جماعية تستنكره كل مواثيق حقوق الإنسان الدولية.

• الاعتقالات الهستيرية الجماعية ومداهمة للمنازل بهمجية لا توصف ، على غرار ما قامت به إيران في سحق معارضيها فيما يعرف بالثورة الخضراء عام 2009.

• إحداث حالة بيئة مزرية من خلال تعمد إلقاء الجثث في الطرقات ، وعدم السماح للأهالي بسحبها ، وقطع أشجار المدينة ؛ حتى يتم تحقيق أهداف تلك العملية النوعية الإرهابية ، تخللها عمليات اختطاف لناشطين ، وأفرزت تلك العملية عن عدد لا بأس به من المفقودين .

• إلقاء الطائرات الحربية الإيرانية الغازات السامة المحظورة دولياً ، لتسميم أجواء المدينة ، وفعلاً تعرض لها عدد من أطفال الرستن ، وبناء على شهادات ثقات من المدينة ، فإنه لوحظ على الأطفال أعراض غريبة ، ليست من النوع المعتاد ، وأكدت الترجيح بأنها من النوع المحظور دولياً لدى الأهالي ، وطالب الأهالي على إثرها بفرق طبية دولية متخصصة لغايات الإغاثة الإنسانية لا تتضمن أي عناصر من الأمن السوري لغاية الكشف عن تلك الحالات المرضية وتحديد نوعية تلك الغازات ومعالجة هذا الكم من الأطفال المتعرض لها .

• حصار كامل على المدينة، وإقامة الحواجز على الطرقات ؛ حتى لا يأتيها قوى إمداد ودعم من القرى التي حولها من جهة ولإحداث شلل تام للمدينة بكل ما تعنيه الكلمة .

• ترويع الأهالي من خلال حالات الخطف المتعمدة والمستمرة للنساء ، واغتصابهم من قبل المافيا الاسدية الإيرانية ، وتفريغ المدينة من الناشطين السياسيين سواء في الرستن أو حمص والأحياء المحيطة بها .

• إحداث شكل من أشكال الهزيمة النفسية لدى الشعب السوري المنتفض من خلال هذه الدموية الإرهابية وانسحاب الجيش السوري الحر من الرستن ، وقد فوت الأحرار السوريين هذه الهدف عليهم ، لما يعلموه من التكتيكات العسكرية العالية المستوى لدي الجيش السوري الحر في الكر والفر .

وقد نفذ ذلك فعلياً في مدينة الرستن ، وشهدت مجزرة دموية ، أبلغت الأهالي حالة من الهستيريا بين رؤية القتلى والجرحى الملقاة على طرقات الشوارع ، وشلل تام يضرب المدينة ، وقتل جماعي للأطفال ، حيث قتل أكثر من عشرين طفلا ؛ وتم تدمير المنازل وحرقها ، وتمادي في عمليات النهب والسرقة ، حيث سجلت تلك الآلة الهمجية من القتل الدموي سجل حافل من الانتهاكات المريعة لحقوق الإنسان ، استخدم فيه كل الأساليب اللاانسانية التي لا تخطر على بال احد ، في منظومة من الإرهاب الدموي اللااخلاقي ، الذي ترفضه الإنسانية جمعاء .

ومن هنا تعد الرستن منطقة منكوبة تتطلب إغاثة إنسانية بكل المتطلبات الأساسية ، من ماء وحليب للأطفال وغذاء ودواء وغير ذلك ؛ وهذا نداء لكافة منظمات حقوق الإنسان الدولية ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة لاتخاذ كافة التدابير اللازمة للإغاثة الإنسانية اللازمة لمدينة الرستن وغيرها من المدن المنتفضة المنكوبة في سوريا، وتحقيق الحماية الدولية المطلوبة .

ويستخلص مما سبق الجهود النوعية في الإرهاب العسكري التي يقدمها النظام الإيراني وإتباعه في لبنان والعراق ، بكل ما يملكون من قدرات وإمكانيات لإجهاض الثورة السورية بطرق وحشية دموية تستنكرها الطبائع السوية قبل القوانين والأعراف الدولية ، في ظل صمت دولي مخجل ، يشكل فضيحة أخلاقية عالمية ، على غرار الصمت العالمي لما حدث من انتهاكات مريعة في العراق وما زالت تحدث في أشكال مشينة من التصفية الطائفية المقيتة التي تقوم بها إيران تحت مظلة حكومة المالكي الطائفية وما يؤازرهم من فرق الموت من هنا وهناك ، وهذا الاستبداد الإيراني الداخلي في تصفية المعارضة الإيرانية وانتهاك حقوق الأقليات وفي مقدمتهم عرب الاحواز والأكراد ، وتصفية المعارضة الإيرانية الخارجية من قبل تصدير أوامرها إلى المالكي – أداتها الطيعة - في انتهاكاته المريعة لمخيم "اشرف" في العراق ، التي أدانها العالم اجمع وفي مقدمته الاتحاد الأوروبي ؛ والاستبداد الخارجي في تصدير الإرهاب إلى العالم اجمع ، عبر تجيش عقائدي متطرف ؛ يشكل مخاض سقوط إيران قريباً ، ونهضة الربيع الإيراني قادمة لامحالة للإطاحة بهذا النوع من الأنظمة الاستبدادية الأحادية تحت ما يعرف بنظام ولاية الفقيه ، وتضليل إيران الإعلامي بأنها حامية للمقاومة والديمقراطية ومتطلبات المجتمع المدني وحقوق الجوار لا ينطلي على احد ، لأن الأحداث الأخيرة أظهرت نزعة عدوانية مرضية في علم سيكولوجيا السياسة لدى إيران ، يؤكده منظومة انتهاكاتها لحقوق الإنسان على المستوى الداخلي والخارجي ، وتسخير أتباعها في كل مكان لإحداث قلاقل واضطرابات وتجيشات طائفية لغاية اللعب على ورقة الابتزاز السياسي في لعبة المصالح الدولية ، واستغرب كيف يسكت على انتهاكات إيران المريعة في مجال حقوق الإنسان ، ومعلوم دولياً حيثما طالت إيران يد مكان هي وأدواتها الطيعة من الأتباع ؛ علم بالضرورة أن هناك ما يعرف بالقمع، التعذيب في المعتقلات،الإعدامات، التصفية العرقية، القتل الوحشي البشع ؛ كراهية التعايش ، نبذ السلم الأهلي ؛ وأنا من هنا أدعو منظمات حقوق الإنسان الدولية إلى عدم التكتم عن جرائم إيران وأتباعها في مجال انتهاكات حقوق الإنسان في عالمنا العربي والإسلامي ، وتوثيق ذلك دولياً ، لغاية محاكمة نظامها اللاانساني هي وأتباعها لدى محكمة لاهاي الدولية ، ومن هنا أؤكد مقولة إحدى المنظمات الحقوقية إذ تقول " يجب أن تأخذ الجهات المعنية في المحكمة الدولية في لاهاي والجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان في جنيف والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان الانتهاكات الإيرانية وأتباعها في سوريا بمحمل الجد ؛ وتبادر بجمع الأدلة التي تثبت بدليل دامغ مشاركة الحرس الثوري وحزب الله اللبناني في قمع المتظاهرين في سوريا للبت في الإجراءات الكفيلة بهذا الخصوص لكي لا يذهب دم الأبرياء عبثاً " .

ودلالة ما حدث في الرستن وما جاورها من البياضة والحولة والقصير ، ودوما ، والحراك في درعا وغيرها من المدن السورية المنتفضة يؤكد مقولة المحامي الأول "عدنان بكور" الذي انشق عن النظام في إحدى تصريحاته الإعلامية بأن : " بشار الأسد ينظر إلي الشعب السوري كعبيد، وهؤلاء العبيد عليهم تقديس ملكهم باستمرار ومن لا يقوم بذلك يستحق الموت، وهو علي استعداد أن يهجر كامل الشعب السوري إلي الدول المجاورة واستبداله بشعب آخر مطيع يقوم بتوطينه بسوريا ؛ فما يقوم به بشار من مجازر بشعة وقتل وتعذيب وتنكيل يعجز العقل البشري علي تحملها، ما يحدث في سوريا من قبل هذه العصابات الاسدية يصعب وصفه، كل شيء مباح لديه ولا يوجد إي رادع لهم " وفي ذات التصريح الإعلامي يوجه "عدنان بكور" هذا النداء للشعب السوري الحر " كما أدعو من هنا إلي عصيان مدني وعسكري حتى إسقاط النظام وإلقاء القبض علي بشار الأسد وتقديمه للمحاكمة هو وزمرته الطاغية، كما أدعو جميع أبنائي الثوار مواصلة المظاهرات وبكثافة وبشكل يومي حتي نتمكن من إسقاط النظام" .

وختاماً فإن الأمل متقد ، مع بشائر توحد المعارضة السورية في الخارج فيما يعرف بالمجلس الوطني الموحد في اجتماعه في اسطنبول ، والمسألة بضع وقت ، والعصابات الأسدية الإيرانية تعفر على ذاتها ، وهي إلى زوال ، والتحرر أوشك أن يُقطف ثمره ؛ وورد الحرية المضرخ بالدماء يشدو بالنصر القريب ، ودم الشهداء وفي مقدمتهم أطفال الرستن ، لن يذهب سدى ، وسيحاكم القاتل ، ويؤخذ بحق الضحية في مجتمع مدني حر ، يحترم التنوع الديني والثقافي والسياسي ؛ وقضاء نزيه ، وتعايش جميل آمن يحتفي بالعدالة الإنسانية ومنظومة حقوق الإنسان ، وتصبحون على وطن وحرية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة اعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم منح السلطة الفلسطينية


.. مشهد يوثق تكدس خيام النازحين في دير البلح بغزة




.. مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة يمزق الميثاق الأممي بأمريكا


.. بالأغلبية الساحقة.. 143 دولة تصوت بالأمم المتحدة تأييداً لعض




.. الرئيس الفلسطيني بعد التصويت بأحقية فلسطين بعضوية الأمم المت