الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقابلة مع رياض خليل

رياض خليل

2011 / 10 / 5
الادب والفن


مقابلة مع رياض خليل أجراها : أديب عزت
في مجلة " إلى الأمام " الفلسطينية التي تصدر في دمشق ، العدد (2271) تاريخ الجمعة 10/2/1995 – الصفحات : ( 32 – 33 – 34 )
في حواره مع " إلى الأمام " ، القص والشاعر رياض خليل :
القضية الفلسطينية هي لب وجوهر قضايانا القومية
أجرى الحوار: أديب عزت
• لم يستطع الغزو أن ينال من هويتنا الثقافية على مر التاريخ
• عندما تنحرف السياسة فإن على الثقافة التصدي لها ومقاومتها
• الأديب طليعي في ذاته و.. في أمته
برز القاص والشاعر والكاتب المسرحي الأستاذ رياض خليل في منتصف الستينات (من القرن الماضي ) مع رفاق له استمروا ، ورفاق توقفوا عن كتابة القصة ، أو عن نشرها . ومنهم على سبيل المثال الأساتذة : الدكتور طالب عمران ، نبيل جديد ، الدكتور سميرة يزبك ، ابراهيم الخليل ، خليل جاسم الحميدي ، عادل محمود ، وديع اسمندر ، هدى الفيل ، وغيرهم ، حيث نشر العديد من القصص في الصحف والدوريات السورية والعربية ، وفي منتصف الستينات صدرت في دمشق ، وبالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب ، مجموعته القصصية الأولى :" الريح0 تقرع الباب " .
ويقول القاص والناقد الأدبي رياض عصمت في كتابه :" قصة السبعينات " منشورات دار الشبيبة – سورية – دمشق 1978 : ( رياض خليل يملك موهبة الكلمة ، ونجد لديه حرارة التعبير ، والصدق الإنساني ، لكن حيرته بين الشعر والقصة خطرة ، بل خطرة جدا ، فبالكاد نجد لديه شخصيات أو واقعا . إنه ينطلق من المجرد في حافزه الإبداعي ، وليس من فعل درامي ، أو حسية مثيرة ، كتابة قريبة من الخاطرة ، دافعها شعري محض ، وأسلوبه فيها غنائي شفاف . تلك هي مشكلة الكاتب الكبيرة التي قد تحيله نهائيا إلى عالم الشعر .
وكتب عن قصص الأستاذ رياض خليل الأساتذة : شوقي بغدادي ، في ملحق الثورة الثقافي في السبعينات ، وحنا عبود في الموقف الأدبي سنة 1976 ، والدكتور هاني الراهب ، ورياض درويش ، والدكتور هاني خليل ، والشاعر فيصل خليل ، وغيرهم كثيرون .
ويرى القاص والشاعر رياض خليل أن القضية العربية الفلسطينية هي لب وجوهر قضايانا القومية العربية ، وأنه إذا استطاعت الحكومات أن التوصل إلى السلام ، فإن هذا لايعني أنها قادرة على التوصل للتطبيع ، لأن التطبيع له منطقه التاريخي والحضاري والذاتي المحكوم به , وهذا وقف على إرادة الشعوب وحسب ، الحكومات لاتستطيع أن تجبر فردا على إقامة علاقة طبيعية بينه وبين فرد من بلد آخر ، ولا على زيارة تلك البلد ، أو التعامل معا بصورة من الصور . وما حدث ويحدث في مصر العربية أكبر شاهد على هذا الكلام . .
ويلاحظ أن الهم القومي المتعلق بحاضر ومستقبل الصراع العربي الصهيوني سيظل طاغيا في وجدان وفي عطاءات كل الأدباء العرب الملتزمين بالشعب والأرض والإنسان .
وعود على بدء فإن القاص رياض خليل ، وبعد انقطاع استمر أعواما ، عاد إلى ساح القصة وإلى ساح ( الشعر ) كما تنبأ له ذات أعوام بعيدة الدكتور رياض عصمت . فقد نشر عددا كبيرا من قصائده في الصحف والدوريات العربية السورية ، وساهم في أكثر من أمسية بالمراكز العربية الثقافية ، وصدرت له مؤخرا مجموعته الشعرية الأولى ( الكرنفال ) .
وهنا حوار مع القاص والشاعر الأستاذ رياض خليل حول تجربته الأدبية : بداياتها وتطورها وواقعها الراهن . وحول قضايا أدبية وشعرية ماثلة .. وعن دور النقد الأدبي في حياته الأدبية ، وعن مشاريعه الأدبية القادمة .
أقول للأستاذ رياض خليل
• ماذا عن البدايات الأولى ، الإرهاصات ، التأثر؟
- أذكر أنني وأنا في مرحلة الدراسة الإعدادية كنت أكتب شعرا موزونا ، نتيجة حبي للشعر والإيقاع والعروض وبحور الشعر . أكتب دون أن أنشر .
• وهل كنت تقرأ شعرك لأحد في تلك السنوات ؟
- كنت أقرأ شعري لأخي الشاعر فيصل خليل
• وردود فعله .. ذاكر ياترى ؟
- ذاكر جدا .. لقد كانت ردود فعل إيجابية ، كان يوجهني ويدربني .
• وفي مرحلة الدراسة الإعدادية تلك .. ومابعدها ؟
- لقد تأثرت تأثرا كبيرا بالروائي الأستاذ سليمان كامل وأسلوبه في التدريس، وله فضل كبير في تنمية موهبتي ، ومنذ تلك السنوات البعيدة ، تصور كان يحدثنا ويدرسنا عن فيكتور هيجو ورواياته وشعره ونحن في مرحلة الدراسة الإعدادية .
• أذكرهنا أنك عزمت على الاستقرار في دمشق في منتصف السبعينات ، وحققت ماعزمت عليه ، ولكنك انقطعت عن الكتابة ، أو فلأقل عن النشر ، نتوقف معا هنا ؟
- صحيح ماقلته ، وأنا معك هنا في قولك بأنني انقطعت عن الكتابة أو فلأقل والقول لك عن النشر ، والأسباب .. بل السبب هو أنني تفرغت للعمل الحر ، ولكنني ومع ذلك واصلت الكتابة
• وكيف تنظر إلى دور الأديب في مجتمعه وأمته ؟
- الأديب طليعي في ذاته وفي أمته ، يحمل مورثاتها وخصائصها وطبعها ومعاناتها ، وبالتالي فهو – شاء أم أبى – يعكس وجدانها وطموحاتها من خلال الوظيفة الأدبية . مسؤولية الأديب الوطنية والاجتماعية والقومية أكبر وأشد تأثيرا من سواها . أدباؤنا لم يقصروا في أداء هذا الدور بأمانة وشرف وجرأة ، سواء حيال القضايا الاجتماعية أو القضايا القومية ، وفي مقدمتها القضية العربية الفلسطينية ، التي هي لب وجوهر قضايانا القومية ، وعلى سبيل المثال فقد عكس مهرجان الشعر والقصة ( وقد أقيما مؤخرا في اتحاد الكتاب العرب ) هذه الحقيقة بوضوح وجلاء ، فلقد كان الهم القومي المتعلق بحاضر ومستقبل الصراع العربي الصهيوني طاغيا على القصائد والقصص في كلا المهرجانين .
• نتوقف أستاذ رياض حول مايقال عن التطبيع ، كيف تنظرإلى هذا الأمر ؟
- التطبيع يعني علاقة طبيعية بين طرفين . النفي التاريخي المديد لتلك العلاقة ، يحتاج إلى نفي النفي التاريخي ، وهذا مالاتقرره الحكومات ، بل شروط ومقومات العلاقة الطبيعية المنشودة ، التي إذا اختلت لاتستقيم إلا بإزالة الاختلال الحاصل ، ومايحدث على الساحة الآن دليل ساطع على أن الأختلال مايزال قائما ، ودليل على أن الحكومات عاجزة عن فرض التطبيع بالطرق السياسية المتناقضة مع الواقع والمنطق والإرادة ا لعربية . ثم إن السلام شيء والتطبيع شيء آخر ، وإذا استطاعت الحكومات التوصل إلى السلام ، فإن هذا لايعني أنها قادرة على التوصل للتطبيع ، لأن للتطبيع منطقه التاريخي والحضاري والذاتي المحكوم به ، وهذا وقف على إرادة الشعوب وحسب . الحكومات لاتستطيع أن تجبر فردا على إقامة علاقة طبيعية بينه وبين فرد آخر من بلد آخر ، ولا على زيارة ذلك البلد ، أو التعامل معه بصورة من الصور ، وماحدث في مصر العربية ويحدث الآن أكبر شاهد على هذا الكلام .
• وبالنسبة لمصطلح الغزو الثقافي ؟
- مصطلح خاطئ يقوم على مغالطة منطقية ، عندما تحمل الثقافة صفة الغزو ، تنتفي صفتها الثقافية ، لتتحول إلى تخريف وأوهام وأكاذيب وتزوير وشعوذة . الثقافي فعل علمي / معرفي موضوعي . هذا الفعل يتصف بالحيادية والنزاهة والأمانة للحقيقة ، وبالتالي يجب أن يتصف بالإنسانية والعالمية والشمولية ، وأن يعكس كل ذلك من خلال خصوصيته القومية والاجتماعية ، وحتى الفردية ، ولايجب أن يتعارض الخاص والعام في الفعل الثقافي ، بل يجب أن يتكاملا وينسجما . نحن العرب لنا هويتنا الثقافية التي لم ينل منها الغزو على مر التاريخ . إنها تعكس شخصيتنا الحضارية الراسخة التي طالما أعطت وتفاعلت مع الحضارات الأخرى ، لاخوف قطعا على ثقافتنا ، لأنها تملك المناعة ضد أي مرض طارئ مهما كان مصدره . وأذكر أننا نحن من كنا نؤثر ثقافيا على الغزاة كالتتار والمغول والعثمانيين وسواهم ، وأؤكد أيضا أن طرحنا لفكرة الغزو الثقافي يسيء لنا ، ويفسر لغير صالحنا ، ويظهرنا وكأننا نخشى ذلك الغزو ، ونعتبره قويا ساحقا ، وهذا ما أرفضه وأعتبره مستحيلا .
• وكيف تنظر إلى واقع القصة القصيرة في سوريا ؟
- قرأت سابقا .. وأقرأ الآن قصصا هابطة ، وأحيانا ناجحة للقاص نفسه ، ودائما هناك من وماهو أفضل ( قاص أفضل من قاص ) و( قصة أفضل من قصة ) ، وهكذا زكريا تامر ، حنا مينة ، جورج سالم ، وليد إخلاصي ، حسيب كيالي ، اسكندر لوقا ، عبد الله عبد ، وغيرهم من الرواد ، بعضهم كرر ويكرر نفسه وباستمرار من حيث الأسلوب . وأنا أرى أن أية قصة يجب أن تختلف عن سواها من القصص لنفس الكاتب أو لكاتب مختلف ، فهذه قصة رمزية ، وتلك تعبيرية ، وثالثة واقعية ، ومادام الواقع شديد التنوع والاختلاف فإن على القصة أن تعكس هذا بتقنياتها الفنية ، ومضامينها المتباينة ، ولا أحبذ أن يظل القاص سجين مذهب أو مدرسة بعينها . ومن حيث المشهد الروائي السوري فإنني أرى أن الروائي الكبير حنا مينة أسير ذاكرته وتجربته ومعاناته القديمة ، وهو يكرر نفسه من حيث موضوعاته وأسلوبه حتى الآن ، على العكس من نجيب محفوظ الذي ظل متجددا في كل رواية وقصة له ، وماينطبق على الأستاذ حنا ينطبق على زكريا تامر أيضا .
• وبالنسبة للجيل الذي جاء بعد جيل الرواد؟ توقفت عند قصص وعطاءات من منهم ؟
- عطاءاتهم القصصية جيدة إجمالا ، ولقد توقفت عند قصص : محسن يوسف ، حسن حميد ، طلعت سقيرق ، عبد الله أبو هيف ، يوسف جاد الحق ، غسان ونوس ، وهيب سراي الدين ، والدكتور زهير غزاوي ، ونبيل بلوكباشي ، وغيرهم كثيرون .. لاتحضرني الذاكرة الآن لذكر أسمائهم .
• ونتطرق أستاذ رياض إلى النقد الأدبي . ماذا قدم لك هذا النقد ؟ وهل أضاء لك يوما درب الإبداع القصصي أو الشعري .. أو ..؟
- النقد الأدبي لم يقدم لي شيئا على الإطلاق ، وأنا أرى أنه لايوجد عمليا ناقد أدبي متابع ، وإنما هناك إرهاصات نقدية ،وهذه الإرهاصات لم تقدم لي ولا لجيلي من القصاصين والشعراء مايجب أن تقدمه لهم . ولي ملاحظة هنا ، وهي أن العمل الأدبي هو المتبوع ، والنقد تابع له ، العمل الأدبي هو الأصل والأساس ، والنقد الأدبي هو الفرع الذي ينبثق عنه .. عن الجذر والأصل والأساس , ولايدرك العمل الأدبي بكليته ، بل بأجزائه ، لأن العمل الأدبي كائن حي ، يختلف ويتطور من يوم إلى يوم ، ونجد فيه الجديد تلو كل قراءة ، هذا إذا كان العمل أصيلا وغنيا من الناحية الإبداعية .
• بدأت قاصا ، وها أنت تكتب الشعر والمسرحية والنقد الأدبي ، وقد أنهيت مؤخرا روايتك الأولى ، فكيف تنظر إلى هذا التوزع أو التنوع في العطاءات ، وبأجناس أدبية شتى ؟
- أنا أرى أن الأدب ليس معرفة اختصاصية أو كتابة قصة أو قصيدة فقط ،وإنما هو تعبير أدبي ، يأخذ هذا الشكل الأدبي أو الجنس الأدبي أو ذاك ، طبقا لرغبة الأديب من جهة ، وطبيعة الموضوع من جهة ثانية ، ولا أرى أية حدود فاصلة بين الأجناس الأدبية كالشعر والقصة والرواية والمسرحية .. لاأرى حدودا فاصلة تمنع من الانتقال والعبور من جنس أدبي إلى آخر ، مادام الأديب يملك ناصية التعبير ، ومقومات وتقنيات وشروط الإبداع في هذا الجنس الأدبي أو ذاك ، أنا كتبت مسرحيات قصيرة ، وكانت نواتها الأساسية بعض قصصي القصيرة ، غير أنني رأيت أن التعبير عنها ، وصياغتها في نص مسرحي ينهض بالفكرة ، ويساعد بشكل أفضل على تجسيدها فنيا ، وإيصال مضامينها إلى القارئ أو المتلقي ، وأود أن أضيف هنا أن الأجناس الأدبية كلها ( أفراد ) من عائلة واحدة . بينهم أشياء مشتركة ، لاتنفي خصوصية كل فرد . ولست الوحيد الذي يزاول أجناسا أدبية متعددة ، هناك أدباء عالميون وعرب فعلوا ويفعلون ذلك ، مارسوا الشعر والرواية معا ، مثل : ( فيكتور هيجو ، وإدغار آلا نبو ، وغوته ، وعندنا مثلا : علي عقلة عرسان ، وعبد الكريم ناصيف ، ومحمد الماغوط ، وخالد محي الدين البرادعي ، وميخائيل عيد ، وفيصل خليل ، وممدوح عدوان ، وسواهم كثيرون . وهذا أمر طبيعي ومألوف ومعروف .
• ونتطرق أيضا إلى العلاقة بين السياسي والثقافي من وجهة نظرك
- السياسة علم وفن ، مثله مثل سواه من العلوم والفنون ، بالتالي يندرج ضمن دائرة الثقافة التي هي فعل معرفي وحضاري وشمولي . والعلاقة بين السياسة والثقافة هي العلاقة بين العام والخاص . لذلك فإن للسياسة ضروراتها وقوانينها ومنهجها ، وللثقافة حريتها وميادينها وتفعيلاتها المؤطرة للموقف مهما كان نوعه . السياسة تقوم أصلا على منظور ثقافي قاعدي ، تعكسه بطريقتها إلى هذا الحد أو ذاك . أما عندما تنحرف عنه انحرافا مرضيا وجوهريا .. فلابد حينئذ أن تتصدى الثقافة له ، بكل مالديها من وسائل لتصحيحه أو مقاومته .
• ختاما ..ماذا عن مشاريعك الأدبية القادمة ؟
- فرغت من مجموعتي الشعرية الجديدة " قصائد الحب والاغتراب " وتضم قصائد وجدانية شتى ، وهي تجربة شعرية نثرية أولى كتبتها في الأشهر الأخيرة من العام 1987 وبداية العام 1988 ، خلال تواجدي في ألمانيا الغربية لأربعة أشهر تقريبا . وحصلت على الموافقة على نشرها ، غير أنني لم أنشرها بعد . ولاتزال مخطوطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-


.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق




.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا