الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليست ثورة

محمود خليفة جودة
كاتب وباحث

(Mahmoud El Siely)

2011 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


دعونا نتفق فى البداية ان ما شهدته وتشهده عدد من الدول العربية وهى تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين من أحداث تعد نقطة فارقة فى تاريخنا كعرب قد أعادت للانسان العربى كرامته وإطاحت بنظم من أكثر النظم الاستبدادية والقهرية فى العالم , لقد جاءت الأحداث لتغير للعالم أجمع الصورة النمطية للمواطن العربى , لقد استطاعت أحداث الغضب العربى – الثورات العربية – اسقاط رأس النظام فى كل من مصر وتونس وليبيا والباقية تأتى , استطاعت أن تمهد الطريق أمام الحرية والديمقراطية , كسرت حاجز الخوف لدى المواطن العربى ,ولكن هناك حقيقة نغفلها جميعا وهى أن ما يشهده العالم العربى الآن ما هو إلا أحداث غضب جاءت نتاج انفجار من الداخل بسبب الأوضاع الاقتصادية من فقر وبطالة وتدنى لمستوى المعيشة وفساد وسيطرة ونهب لمقدرات الوطن وثرواته , وبسبب الكبت للحريات السياسية والقمع والتلاعب بإرادة الشعوب من خلال تزوير الانتخابات, وفى ظل ذلك ما كان أمام هذه الشعوب إلا ان تنتفض ضد حكمها فاستطاعت الأطاحة برأس النظام , ولكنها لم تصل بعد لمرحلة الثورة, فالثورة تغيير جذرى فى كافة مناحى الحياة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا , فالمتأمل للواقع فى البلدان العربية التى شهدت أعمال الغضب على حكامها سيجد أن أركان النظم السابقة ما تزال باقية وثقافة النظام السابق مازالت مترسخة فى المجتمع , فنحن لم نلاحظ تغيير جوهرى وحقيقى على الأرض, بل تم اختطاف مقاليد الأمور من قبل أفراد غير الذين قاموا بالثورة , وبدأ الجميع يبحث عن مصالحه الخاصة وبدأت المصلحة الشخصية والحزبية ترتقى وتصعد إلى سلم الاهتمامات بدل من مصلحة الوطن, وأصبحت الأوضاع الداخلية بمثابة الخنجر المسموم الموجه لجسد الاصلاح السياسى والاقتصادى , فشيوع المظاهرات والاضرابات الفئوية وانتشار أعمال البلطجة والعنف وغياب دور المؤسسة الأمنية وتراجع عجلة النمو وعدم تسليم الحكم لسلطة منتخبة فى أسرع وقت وغيرها من العوامل الداخلية, التى قد تعيق إحداث عملية الدمقرطة والتنمية والتقدم الاقتصادى , فلا أحد يضمن ما سيحدث بعد الانتخابات التى قد تشهدها النظم التى حدث بها التغيير فقد تأتى بنظم سلطوية أخرى , وقد يحدث انقلاب بين القوى ويكون هناك تشكك فى الانتخابات ونزاهتها مما قد يدخل البلاد فى نفق مظلم , والأهم من كل ذلك فاننا ان استطعنا ان نغير نظام الحكم فقد عجزنا عن تغيير أنفسنا , فكل منا كان عليه أن يتغير ينتقل من مرحلة اليأس إلى الأمل من مرحلة السكون والكسل إلى مرحلة النشاط والانتاج , علينا تحمل المسئولية والعمل على تغيير أوضاع أوطننا بأيدينا , فالتاريخ يسجل لنا تجارب شهدت ثورات ولكن عندما عجزت عن تحقيق أهدافها وإحداث التغيير الذى يشعر به المواطنين , تم العودة إلى مرحلة ما قبل الثورة وان كانت فى ثوب جديد , فنجد الثورة البرتقالية التى شهدتها أوكرانيا فى نهاية العام 2004م , ما لبثت أن فشلت وصعد الشيوعيين إلى الحكم مرة أخرى بقيادة يانوكوفيتش بعدما هزم يوليا تيموشينكو ونصب رئيسا لأوكرانيا فى فبراير 2010م , خلاصة القول الطريق أمامنا طويل وشاق فالشعب استطاع انجاز مهمة كبرى وتخلص من رأس نظام مستبد ولكن بقت هناك مهمة أعظم وأكبر وهى البناء , فلا يمكننا التقليل من شأن ما تشهده البلدان العربية أو قول ما ينتقص من حقها, ولكننا لم نصل لمرحلة الحديث عن ثورات عربية ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. زاخاروفا: على أوكرانيا أن تتعهد بأن تظل دولة محايدة


.. إيهاب جبارين: التصعيد الإسرائيلي على جبهة الضفة الغربية قد ي




.. ناشط كويتي يوثق خطر حياة الغزييين أمام تراكم القمامة والصرف


.. طلاب في جامعة بيرنستون في أمريكا يبدأون إضرابا عن الطعام تضا




.. إسرائيل تهدم منزلاً محاصراً في بلدة دير الغصون