الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن - مكة العلمانيين والحق... ولا تولد الآلام الكبرى بكماء!!

مختار العربي

2004 / 12 / 10
ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا


لا يسعني وأنا أكتب عن موقع الحوار المتمدن إلا أن تضيق عبارتي وأقول أنه كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة وهذا هو حال قلمي ودواتي إذ ما قررت أن تكتب عن الحوار المتمدن وتصفه بما يليق به من مكانة عالية سامية استطاعت وخلال فترة وجيزة أن تكون منبراً للصوت الحر والقلم الحر والنفس الحر والإنسان الحر في زمناً عزت فيه الحرية وصارت وهماً ملائكياً لا يتحقق على وجه الأرض ولا سبيل لإنفاذها الآن!.
تتعمق لدى الإنسان دوماً أسئلة تتحلى بالسواد والقلق فتصبح اسئلة قلقة للغاية ، ليتناثر الغبار وتتشابك في ضبابية مع السؤال ووعي السؤال! فتحدث انفجاراً يصيب مكامن الجمود العقلي فيجنح المرء نحو التمظهرات التي تتشكل لديه في جملة معطيات منها ما هو موضوعي/عقلاني وما هو ذاتي/مثالي ويبدأ المرء رحلة البحث عن إجابات شافية لاستنطاقاته وتساؤلاته تلك، ولا يجد بديلاً للثورة فمن الضروي في مرحلة كهذه من الإستجابة لنداء الثورة ! والثورة كي تفعل فعلها تحتاج إلى سطوة ضمير وأحياناً لضمير جمعي ففي صراع الإنسان (لنسميه صراع نفسي!) تحاول مفاهيم الإنسان أن تتحقق من شعارها المتأجج فستمو به وتنسبه وتعيد خلقه (مادياً - جدلياً- وعي - وتخيلات للاوعي).
ويقولون أن الآلام الكبرى بكماء! ولكن يسعي الإنسان بطبيعته القلقة المتسائلة ليثبت نفسه ضرورة بل حقيقة بأن هنالك معرفة شاملة عن العالم ولا بد ان تتوفر له، كذلك تتشكل أسبابه المادية لفهم الطبيعة فالطبيعة هي دراسة اتصال بالعقل الأسمى كما يقول - جان لوي آغاسيس ولأن المرء في حوار دائم مع الطبيعة فهو يريد ان يقول ويستوثق من أن الطبيعة (لا تصنع شيء بلا جدوى!) فيعيد إنتاج واكتشاف ذاتيته، حينها يقع فريسة ونهباً للأفكار المستهلكة كأن يعتقد بأرسطية (نسبة لأرسطو) مسألة الوعي والإدراك الحسي، أو يقف منها موقف الضد فيعتنق عقيدة إفلاطونية تتخذ من الأخلاق وعبادتها تجلي حيوي لوصف وشرح جدلية (الإنسان / مفاهيمه / تصوراته / تجلي الذات ، الطبيعة / الفعل المنتج! وفي كلتا الحالتين سوف يعانق الفشل لأن المكان غير المكان والحلول ليست لها مشاكل الآن! ولأن الإنسان يتألم ويفقد علاقته تدريجياً بالعالم إذا ما حاول دراسته بجد وموضوعية فيصبح الداخل على غير وئام مع الخارج و ترسو فوق كذلك مفاهيم تهزم الإرادة وتجد الأسباب الرديئة طريقها ومداخلها للنفس البشرية وأفقها التفكيري ولا يجد الإنسان إلا أن يعبر عن النفس/الذات/ الروح ، بخلقه لصراع الأضداد والأضداد تحتاج لمثيلاتها!فيصارع ويواجه استطيان الأسباب الرديئة بإيمان جديد تتحقق بموجبه أسباب رديئة أخرى، فتدعوه أسبابه إلى التحول!، التحول من فلسفة واقعيته إلى مبررات للعمل بغير رؤاه التي خلقها ، فالحوار المتمدن وبالنسبة لي شخصياً كشاب متبدأ في سلم الدراسة والبحث والتنقيب حملني من اللاشيء إلى تحقيق الشيئية بمفاهيمها الفلسفية العميقة واستطاع قلمي الضعيف الذي طالما كسرته قوى البغي والتلاعب بالإنسان ووضعه تحت إدارة مشاريع جديدة لا تمت للإنسانية والحقيقة بصلة وتحاول إجباره ان يعتنق ما يسمونه (إعادة صياغة الإنسان!..) وهذا ما حملتنا وجبرتنا عليه حكومتنا الثيوقراطية الغارقة في استحداث وإعادة بعث دولة الظلام والجاهلية وصياغتها في مشروع ينادونه (المشروع الحضاري.) وبالرغم عن أن رصيدهم من المدنية والحضارة (صفر!) ولكنهم يتحججون بالثوابت وإلغاء الآخر الكافر! والردة! والتطاول على النورانيين! واستلهام التبعيض لأحداث الانتفاضة الغربية الملحدة في جعل الوطن وثقافته ترتبط به! وتحييد وجهته ميمماً نحوه قلمه وأدواته ويقينه الذي يعبثون به كيفما استطاعوا ذلك! وقد منحني الحوار المتمدن وبصدق أقولها حياة جديدة فقد منحني الحوار المتمدن أرضية أنطلق منها لأقوم بتأسيس مشروعي الذي طالما حلمت به وتمنيت أن أحرر قلمني من قيد العبودية وسيف السلطات وأعظمها خطراً السلطة الدينية! ويبدو لي أنني ولولا الحوار المتمدن ما أمكنني تأسيس وعي خاص بي وخلق مساحة أحتاجها وجودياً لأكون أو لا أكون...
فليست القيمة التي يبحث عنها الإنسان دائماً هي الحقيقة التي يملكها أو يتصور أنها ملكه بل هي وكما يقول فيثاغورس: (القيمة هي سعيه المخلص للاقتراب أكثر فأكثر من الحقيقة!!) فالإنسان هو مقياس جميع الأشياء ولكن هل الأشياء دائماً هي الأشياء؟!!
إذا عن ماذا يبحث الإنسان ليحصل على أجابات شافية حول أصل الصراع الدائر بينه والحياة وبينه والطبيعة ؟ يبحث الإنسان وفي وجود السلطة التي نرفضها فنحن نرفض أي شكل للسلطة حتى لو كانت مقدسة! (اعتراف سومري!) يبحث ويظل يبحث عن مساحات لا يستطيع اقتحامها أبداً وإن استطاع غابت ذاته المرهونة للفوضى واعتماد السلف في تحرير الإرادة! فالأزمة اذاً وجودية ولكن الاكتشاف للذات يحد من تطور وولادة سلطات أخرى. والحق أن تسأل وتبحث الإجابة وتفكر بحرية وبلا تحفظات فهذا حق مكفول بفرض أن الإنسان أساس الأشياء جميعها فكيف لا يتسائل ويصرح عن أزماته الحرجة وهي "الإنسان في مواجهة آلهة السؤال!!!
وختاماً أحيي كل من يكتب ويدير ويؤسس لفعل إنساني حقيقي في موقع الحوار المتمدن وتحيتي هي أن أقول: كل التقدير والاحترام لمن يختلف يتفق ويتحري الحقيقة يبادر يحاور ويعزز الحب والاحترام الوجودي... وأحييكم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع