الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفتنة الطائفية

عبدالله الدمياطى

2011 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


شرارة الفتنة تنشأ من صغار القوم ليس سنا ولكن عقلا فنحن نرى بناء كنيسة أو ترميم كنيسة أو قصة حب كفيلا بإطلاق شرارة الفتنة الطائفية في مصر وتكاد هذه الشرارة أن تحرق الأخضر واليابس، لولا تدخل بعض العقلاء.
الفتنة تنتقل من مدينة إلى أخرى ، بعد أن تحركت المشاعر الكامنة، التي كانت تنتظر على ما يبدو حدثا يحركها، ويظهر حدتها، ويدق ناقوس الخطر من تداعياتها المدمرة. من السهولة أن يحمَّل اختلاف الدين مسؤولية الأزمة بين أبناء الوطن مسلمين ومسبحين، ولكن التراخي وإهمال المشكلة وعدم قراءة لأحداث تاريخية وقعت قبل ذالك، يحمل في طياته تسطيحا للمشكلة، وهروبا من الحل الجذري لها.إن الحل يتطلب الاتفاق ابتداء على جذور المشكلة، التي نعتقد أنها جذور سياسية بامتياز ألبست لباس الدين وحملت شعاره، وهو ما يعني أن الحل يجب أن يكون سياسيا أيضا، بدلا من إضاعة الوقت في محاولة إقناع كل طرف للآخر بوجاهة آرائه العقائدية
والتاريخية.
وإذا كان الجذر التاريخي للانقسام الطائفي سياسيا، فإن تجلياته الحديثة هي سياسية أيضا، ترتبط ارتباطا وثيقا بشكل الدولة العربية وطريقة تعاطيها مع التنوع الطائفي بين أبناء شعبها، وفشلها الذريع بتحقيق مفهوم الدولة القومية، التي تتسع لكل مواطنيها بغض النظر عن انتماءاتهم العقائدية لقد فشلت الدول العربية والإسلامية التي يتوزع أبناؤها على الطائفتين الإسلامية والمسيحية بتحقيق دولة المواطنين. إن انعدام شعور المواطنة عند أبناء أي دولة، وعدم إعطاء كافة الحقوق المدنية والسياسية والدينية بشكل كامل ومتساوي لكل مكونات الشعب، يجعل الانتماء الطائفي ملاذا إجباريا بديلا عن الوطن.
ولذلك فإننا نعتقد إن الواجب هو إقامة حوار للاتفاق على حقوق المواطنة لكل أبناء الوطن، وللتأكيد على أن الانتماء للوطن هو العامل المشترك بين جميع الأطراف المختلفة ،.لقد أضيع وقت طويل من أجل الوصول إلى التقريب بين الأديان من دون تحقيق إنجازات في هذا المجال، إذ أن أي حدث سياسي أو تصريح طائفي هنا أو هناك يعيد المشكلة إلى مربعها الأول، وهو ما يدعو للاعتقاد بان النضال يجب أن ينصب على تحقيق دولة المواطنين. وإضافة إلى النضال من أجل بناء دولة المواطنين، فإن نضالا آخر يجب أن يقوده دعاة التقريب ووأد الفتنة، وهو النضال لأجل إقرار قوانين فاعلة تمنع التصريحات والخطابات ,والأفعال الاستفزازية التي تتسبب عادة في إثارة الفتنة .
المشكلة الطائفية في العالم العربي والإسلامي مشكلة سياسية خالصة، وهي لذلك تتطلب نضالا سياسيا واعيا وتراكميا، للوصول إلى دولة مبنية على حقوق المواطنة، بدلا من إضاعة الوقت في خطابات
المجاملات التي ينتهي صداها بمجرد انتهاء المؤتمرات التي ألقيت فيها.
ولا اعتقد أن احد من شيوخنا الأجلاء يعترض على احترام الأخر والحوار فالحوار المتعلق بالعلاقة المعيشية البحتة بين معتنقي الأديان، ويهدف إلى تحسين العلاقة بين شعوب أو طوائف، فإن الإسلام يرحب به، ويدعو إليه من خلال الإحسان والبر والقسط، ولا يتنافى مع نصوص الشرع .
فمفهوم التسامح والتعايش في الإسلام هو التعامل مع غير المسلم وفق الحكمة واللين والمعروف، سواء في ذلك التعامل في الخطاب، أو في مطلق التصرف، وفق الضوابط الشرعية
ولا اعتقد أيضا إن احد من المسيحيين يعترض على الحوار واحترام الأخر فرسالة المسيح التي تجسدها الكنيسة هي المحبه والتسامح وقبول الأخر وقد قال السيد المسيح عن احترام الآخرين من قال لأخيه رقا يكون مستوجب المجمع ومن قال يا أحمق يكون مستحقا لنار جهنم ، فالاحترام هو أساس لترسيخ العلاقات بين الأفراد
فإذا كان بمقدورنا أن نجعل وطننا مليئاً بالحب والإحترام فما علينا إلا أن نؤدي الإحترام للجميع، أي كانت هويتُه
آن الأوان لأن يتحرك العقلاء، وينفضوا عنهم هذا الصمت المميت، لأجل وطن هو في الصميم من قلوبنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش