الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بقايا واذناب ..

عدنان شيرخان

2011 / 10 / 6
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


دمر صدام ونظامه العراق مرتين، مرة وهو حي بجرائمه وحروبه وتبديده ثروات العراق الهائلة، واخرى بعد رحيله ببقايا فكره الشمولي الدموي المجرم. يحكى عن احدى (عنترياته) انه سيسلم العراق قاعا صفصفا، وانه لن يشهد أمنا ولا سلاما بعده، وان تغيير نظامه سيكلف العراقيين ثمنا باهضا لا يطيقونه، وانهم سيندمون يوما على رحيله. وقد انبرى كتّاب عراقيون وعرب بحماس منقطع النظير لترويج هذه (البروباغندا) الخائبة سنوات بعد رحيله، وعندما حل "الربيع العربي" انشغل الاعلام بما يحصل وتراجع شأن التباكي على صدام، الا ان ايتامه وعبيده في العراق لا يكفون عن الضجيج، لا يزالون يتغنون من طرف خفي مرة وظاهرا مرة اخرى بعز العراق الملطخ بدماء الابرياء ايام حكمه، يبتزون معارضي صدام بانهم جاؤوا على ظهور الدبابات الاميركية، كل هذا يحدث على الرغم ان المزاج العربي لم يعد يتقبل حاكما شموليا اقل دموية من صدام بمئات السنوات الضوئية.

كم تليق كلمة (عديمو الشعور والحياء) بهؤلاء الذين يحاولون سحب النظام الشمولي السابق من مزبلة التأريخ وتلميع صورته الدموية بكتابات هنا وهناك ظاهرها الحرص على مستقبل العراق والتجربة الديمقراطية الفتية وباطنها الترحم على جرائم النظام السابق واساليب حكمه المجرمة. كان حري بهم ان يعتذروا الى هذا الشعب الذي ادموا قلبه بكتابات ثلاثة عقود مدح وتمجيد وتسابق في اضافة الالقاب الى رأس النظام. عادوا (حتى بدون عدة) وكأن شيئا لم يحدث. عدوهم اللدود الارشيف وما فيه من عبارات الغزل المخجلة بجرائم النظام وشتم الاحرار والشرفاء، الذين قالوا لا وألف لا لصدام وللبعث المجرم.

عذرهم انهم كانوا مجبرين على الانبطاح والكتابة من ذلك الوضع المخجل، والمؤلم ان تجد منهم من عاد الى الكتابة وتبؤ مناصب مهمة حتى قبل ان يغسل يده وليس قلبه من نجس تلك المرحلة، لا عدالة انتقالية ولا لجان (الحقيقة والمصالحة) ولا فترة نقاهة، تجدهم في اقل الاماكن توقعا ان تجدهم فيها، بسبب اعذار نقص الكادر والمهنية.

كنا نحلم ونمني انفسنا والاحلام والاماني لا يعول مع الاسف عليها كثيرا ان يكون نيسان العام 2003 مفصلا حقيقيا في تأريخ العراق، ملايين الابرياء ازهقت ارواحهم فداء لذلك اليوم الحلم، ولكن النظام الجديد وفوضى الاميركان لم تستطع محو الوجوه البشعة ومنع عودتها من جديد بدون توبة واعتذار وتراجع عن مساندة الفكر الشمولي البغيض ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة