الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صراع الماضي والحاضر على المستقبل

منى الصويد

2011 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


عكس المؤتمر الصحفي الذي عقده مجلس تسيير مدينة بنغازي – المجلس المحلي – والذي أعلن فيه رئيسه استقالته بعد أن عرض على عجل المراحل التي مر بها هذا المجلس إحدى جولات الصراع أو الصدام بين الماضي والحاضر والتي انسحب فيها الأول – الماضي – تكتيكيا ربما كما يقول عباقرة التحليل العسكري الذين لا يفرقون بين المدفع والقذيفة في إذاعاتنا لمصلحة الحاضر .
ماض مثله مجلس حكماء بنغازي نسخة ما بعد 17 فبراير من القيادات الشعبية ذائعة الصيت بدورها المعروف في تكريس القبلية وتعطيل القوانين حد الإكراه المعنوي في الحصول على عفو أولياء الدم في جرائم القصاص وغير بعيد عن الأذهان في هذا المجال دورها في موضوع ضحايا انتفاضة 17 فبراير 2006 لخدمة صاحب فكرة بروزها إلى الوجود ناهيك عن كونهم قادة لماض لم يورثنا أكثر من عار الصمت إلا بعضهم وقليل ما هم .
وحاضر يرنوا حاملي لواءه إلى بناء ليبيا الدولة المدنية بكل متطلباتها و أسسها غير مستنكف عن الأخذ بنصح فضلا عن تقديم الذين نالوا الحكمة من تجاربهم ورجاحة عقولهم لا ثمنا لولائهم و ولائمهم ويعكس حراكهم المتمثل في الدعوة إلى إعادة تشكيل المجلس المحلي للمدينة من أعيان بنغازي لكي يكونوا صوتا لهذا المدينة كما يروجون محاولة مستميتة للدفاع عن مكانتهم المستمدة من شرعية نظام لا يملك الشرعية أصلا و لو بمفردات جديدة تماشيا مع واقع فرضته الدماء التي لم يسبق ربما إن سالت على أرضنا الطاهرة بهذه الغزارة ناهيك عن الأشلاء المتطايرة و الأعضاء المبتورة .
والسؤال الذي لن يجيب عليه بنعم إلا مكابر هو هل أصيب الحاضر والسواد الأعظم من الماضي الذي كان مكمما بالبكم حتى نعود إلى القيادات الاجتماعية من جديد و أن تحت مسمى يراعى التغيير الذي حدث كما أسلفت من ناحية الشكل فقط أما المضمون فهو ما كان عليه ؟ ثم ألا تمثل هذه الدعوة إحياء أو استمرارا للطابع القبلي تفكيرا و إدارة .
وقبل أن أعود لمربط فرسي – موضوع المجلس المحلي أو مجلس تسيير مدينة بنغازي لا فرق لابد أن أقول أنني لست ضد احد من أهلي بعينه بل أؤكد أنني أؤمن بتواصل الأجيال و تلاقح الأفكار ولكنني أؤمن أيضا بأن لكل مرحلة رجالها وعقليتها و أفكارها ومتطلباتها التي قد لا يستطيع القيام بها من تشرب ثقافة نظام حتى أصبحت جزء من طريقة تفكيره لا يستطيع الفكاك منها حتى لو أراد مخلصا .
وعود إلى المؤتمر الصحفي وليد حمل الأيام الماضية باحتقانها وضغطها النفسي و إجهادها المعنوي والمادي للمواطن الذي لم يجد من يلقي عليه باللائمة إلا مجلس تسيير المدنية وهو محق بلا أدنى شك من وجهة نظره على الأقل .
وحتى يكون قارئ ربما لا يعلم ملابسات تكون هذا المجلس الأول في ليبيا أقول ائتلاف 17 فبراير كون هذا المجلس مع الأيام الأولى للثورة لإدارة وتسيير الأزمة وتقديم الخدمات للمواطن وهو أمر لاشك يحسب لهذا الائتلاف وقام المجلس بدوره في ظل الظروف و الإمكانات المتاحة إن كانت هناك إمكانات أصلا داخل نطاق اختصاصه بل تجاوز هذا النطاق ليشمل غيرها من المدن و المناطق ، ليس من باب الافتئات بل من باب تقديم ما يستطيع .
طبعا لن أتجاوز الواقع و أقول أن أداءه كان مثاليا ، لان أي عمل أنساني خاصة الجماعي يقيم بالموازنة بين سلبياته وايجابياته ويوصف بما يتغلب .
و أنا هنا لا أتحدث من باب الدفاع عن المجلس التسييري ولكن فقط اقو لان جزء من أزمة هذا المجلس أو احد أسباب سلبياته يعود إلى فريق إدارة الأزمة أو المكتب التنفيذي الذي لم يحدد قرار إنشاءه اختصاصاته و لا اختصاص المجالس المحلية ، مما أدى إلى تداخل الاختصاصات وقيام المكتب التنفيذي للقيام بعمل المجلس المحلي ، وسلب بالتالي كافة اختصاصاته لست ادري أهي النزعة إلى المركزية عقدة المواطن أم أن سوء حظ بنغازي جعلها مقرا لحكومة لا تسيطر إلا عليها وبالتالي كان أعضاء المكتب يقومون بأعمالهم على نطاق بنغازي فقط .
وختاما أقول فليغير المجلس التسييري ولكن ليس على طريقة القيادات الشعبية بل بأفضل الطرق الديمقراطية الممكنة وفقا للظروف الراهنة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من اهم مشكلات الثوره البناء اصعب من التهديم و
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 10 / 6 - 15:19 )
تحيه مخلصه للكاتبه الدؤيه الابله منى الصويد التي تحرص على مشاركة قراء الحوار المتمدن مجريات الامور في ليبيا الثورة التغييرية دون ان تتكرم علينا
باية معلومات حول لمادا حصل هذا او ذاك مثلا في مقالتها عن الهيئة المحلية لتسيير بنغازي البطله
هنا اريد انا ايضا باختصار جم ان اقول ان اهم مشكلتين تواجه الثوار كما الشعب -الان في ليبيا ايضا هما
1 ان عملية التحشيد والتعبئة للثوره واجراء واتنفيذ عملياتها وقيادتها رغم عظم
الصعوبات واحيانا الدموية لذالك الفعل الانساني الجماهيري-تبقى عملية التغيير
للماضي الموروث ببناء الجديد المطلوب هي عملية صعبه الى حدود التعجيز
احيانا وتتطلب وقتا هو اضعاف ما استهلك في تهديم الماضي العفن
2اما المشكلة العويصة الثانية-وهي حقا معقدة وصعبة التشخيص بمشكلاتها
هي ان هذا التغيير المطلوب الذي تجريه قوى الجديد يتم بنفس الناس البشر -خريجي-نفس الماضي العفن اي كان الاسماء وحتى التبرئة ليل نهار من ادران
ذالك الماضي العفن
ان ال42سنه من الولادة والتنشئة وممارسة الحياة في جهنم نظام قذر ومفسد لكل طيب وعزيز لايمكن الا ان يترك -ظلاله-على كل فرد ليبي مهما كانت نواياه شريفة وطيبه

اخر الافلام

.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب


.. كيف سيتعامل الرئيس الأميركي المقبل مع ملف الدين الحكومي؟




.. تساؤلات على إثر إعلان الرئيس الأميركي وقف شحنات السلاح الهجو


.. نشطاء أتراك أعلنوا تأجيل إبحار سفينة مساعدات إلى غزة بسبب تع




.. محاكمة ترامب في نيويورك تدخل مراحلها الحاسمة| #أميركا_اليوم