الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بون شاسع بين الأماني والحقائق

طارق الحارس

2004 / 12 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


نتمنى أن يحقق منتخبنا الوطني أفضل النتائج في بطولة "خليجي 17"، بل نتمنى أن يحصل على لقبها لكي تكون عودته للمشاركة في هذه البطولة بعد غيبة طويلة عودة ميمونة، لكننا لا نعول كثيرا على الأماني فقد تمنينا أن نصعد الى نهائيات كأس العالم وخاب أملنا وتمنينا أن نحصل على ميدالية أولمبية بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى من ذلك وخاب أملنا أيضاً لذا علينا أن نضع الأماني جنبا ونتحدث عن واقع الحال بكل صراحة وبعيدا عن العواطف .
نريد أن نتحدث عن وضع منتخبنا من الجوانب الفنية ونتساءل هل هذه الجوانب تقع في مصلحة منتخبنا وتؤهلنا الى نيل كأس البطولة وقبل ذلك اجتياز منتخبات مجموعتنا التي تضم عمان وقطر والامارات . هذه المنتخبات التي سبق لنا اللعب معها في مناسبات عديدة ويشير تأريخ لقاءاتنا معها الى تفوق منتخبنا وبشكل ملحوظ . ربما أن هذه الميزة ، أي ميزة تفوقنا تأريخيا على هذه المنتخبات تعد ميزة مهمة تقع في صالح منتخبنا ، لكن في الوقت نفسه علينا الأخذ بنظر الاعتبار الى أن تطورا لافتا في جوانب عديدة أهمها الجانب الفني قد حصل لهذه المنتخبات ، لاسيما منهم منتخب عمان ، ذلك المنتخب الذي أصبح يشكل عقبة واضحة لمنتخبات كبيرة كانت تعده محطة استراحة في الأعوام الماضية . لقد تطور هذا المنتخب باطراد بعد أن أشرف على تدريبه المدرب القدير ماتشالا وخير مصداق على ما نقول حصوله على بطولة البحرين الدولية الأخيرة وكذلك نتائجه الرائعة خلال تصفيات كأس العالم ، تلك النتائج التي أحرج فيها منتخبات آسيوية من أوزان ثقيلة . نعتقد أن مباراتنا مع المنتخب العماني ستضع لمسات واضحة لمتصدر المجموعة . أما المنتخب القطري فهو منتخب محير ، إذ إنه يظهر في مباراة وكأنه من المنتخبات الأوروبية المتقدمة وفي مباراة أخرى يظهر وكأنه منتخب من الدرجة الثالثة أو الرابعة على الصعيد الآسيوي . نعتقد أن هذا الفريق سيظهر بصورة جيدة في هذه البطولة لأنه سيلعب على أرضه وبين جمهوره الذي ينتظر منه الحصول على كأس البطولة ، لاسيما بعد أن فقد فرصة الوصول الى نهائيات كأس العالم . نعتقد أن عاملي الأرض والجمهور وخصوصية هذه البطولة بالنسبة للخليجين سيساهم في ظهور هذا المنتخب بمظهر أفضل . أما المنتخب الرابع في مجموعتنا فهو المنتخب الاماراتي ، ذلك المنتخب الذي فقد بريقه منذ مدة طويلة وبالتحديد بعد عودته من المشاركة في بطولة كأس العالم في العام 1990. مع هذا فنحن نعتقد أن منتخب الامارات من الممكن أن يقدم مستوى جيدا في مباريات هذه المجموعة .
أخيرا نتوقف عند منتخبنا وبودنا أن ننوه قبل البدء بالحديث عنه الى أن الكارثة التي يعاني منها منتخبنا تتمثل في يأس مدربه من تحقيق نتيجة جيدة في هذه البطولة . لقد لمسنا ذلك اليأس من خلال تصريحاته المتكررة حول عدم جدية استعدادات منتخبنا لهذه البطولة. نحن نعتقد أن حمد ومنتخبه قد حصلا على فرصة كبيرة في الاستعداد لا تقارن مطلقا مع أي منتخب عراقي شارك في بطولة خارجية من قبل . ربما نستثني من ذلك منتخب العراق الذي شارك في نهائيات كأس العالم في العام 1986، إذ إن هذا المنتخب هو نفسه الذي شارك في تصفيات أولمبياد أثينا وهو نفسه الذي شارك في المباريات الأخيرة من تصفيات كأس العالم وهو نفسه الذي شارك في نهائيات بطولة آسيا وهو نفسه الذي شارك في نهائيات أولمبياد أثينا وجميع مباريات هذه البطولات التي تخللتها مباريات ودية أيضا تحققت في أقل من عام واحد ونعتقد أن حمد يعرف كل صغيرة وكبيرة عن أفراده ، إذ أنه أشرف على تدريب أغلبهم منذ وجودهم في منتخب الناشئين الذي أشرف على تدريبه قبل سنوات. أيضا لابد لنا من أن نشير الى أن منتخبنا الحالي يضم بين صفوفه أكثر من ( 11 ) لاعبا محترفا وهذه الحالة تحدث للمرة الأولى في تأريخ المنتخب الوطني وهي حالة تعني أن استعدادات هؤلاء اللاعبين في أفضل درجاتها الفنية والبدنية .
وهنا بودنا أن نتساءل : هل أن ذلك كله لايكفي حمد استعدادا لبطولة الخليج ... حقا أن الاجابة محيرة !!
إن منتخبنا لو أحسن حمد التصرف بمفرداته سيكون من المنتخبات المؤهلة لنيل لقب بطولة خليجي 17 أما إذا وقع بالأخطاء نفسها التي تسببت بحرماننا من ميدالية في أولمبياد أثينا وحرماننا من التأهل الى نهائيات كأس العالم فمن المؤكد أننا سنجده خارجا من الدور الأول في هذه البطولة .
أن أهم الأزمات الفنية التي يعاني منها حمد مع منتخبنا هي عدم وصوله الى الاستقرار في تشكيلة خط الدفاع وقد تخبط حمد كثيرا في هذا الخط ويبدو أنه وجد ضالته أخيرا في استدعاء حيدر عبيد الى تشكيلة هذا الخط ، هذا اللاعب الذي استبعده حمد من تشكيلة المنتخب كونه شقيق اللاعب الدولي عباس عبيد وهذه حكاية سنعود اليها في وقت آخر . أيضا يعاني حمد من مشكلة فنية في خط الوسط . تتمثل هذه المشكلة في عدم استقراره على تشكيلة ثابتة في هذا الخط مستندا في ذلك الى أن جميع لاعبي هذا الخط هم في مستوى واحد . نحن نرى أن عطاء لاعبي هذا الخط ليسوا في مستوى فني واحد ، إذ أن هناك فرقا واضحا بين عطاء مهدي كريم وصالح سدير مثلا وكذلك بين قصي منير ونشأت أكرم وأبو الهيل أيضا . وتبقى أهم المشاكل في خط الهجوم ، ذلك الخط الذي لانعرف لحد الآن سر اصرار حمد على أن يكون يونس محمود في التشكيلة الأساسية وجلوس رزاق فرحان في التشكيلة الاحتياطية مع أن جميع الدلائل تشير الى تفوق فرحان على زميله محمود في أمور عديدة .
نعود الآن الى الآمال والعواطف ونقول : أن كل ما نتمناه هو أن يحقق منتخبنا كأس بطولة خليجي 17 ليزرع بسمة على شفاهنا كي نواجه بها أعداء الله والعراق الجديد من المتطرفين والمرتزقة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حزب الله يعلن تنفيذ هجوم جوي على قاعدة إسرائيلية جنوب حيفا


.. من واشنطن | صدى حرب لبنان في الانتخابات الأمريكية




.. شبكات | هل قتلت إسرائيل هاشم صفي الدين في غارة الضاحية الجنو


.. شبكات | هل تقصف إسرائيل منشآت إيران النووية أم النفطية؟




.. شبكات | لماذا قصفت إسرائيل معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسو