الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعة بغداد بين ايتام بعث صدام واتباع دعوة المالكي

نبيل الحسن

2011 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


دعاني احد الأصدقاء للتوجه صباح الجمعة الفائتة إلى ساحة التحرير , بعد أن صور لي ما سيحدث و يجري هناك بأنه بشائر التغيير نحو الأفضل , وبداية التحرك الجماهيري الشعبي الذي سيطيح بالفساد وعصابات الدين والقومية العنصرية , مع كنس كافة مخلفات العزيز بريمر من طفيليات العملية السياسية المباركة مرجعيا في العراق .
الكثير يعلم ويفهم طبعا معنى الغفوة المستمرة إلى ضحى كل جمعة والتمتع بساعات هادئة مع الزوجة والأولاد كبيرهم وصغيرهم مزعجهم ومشاكسهم , ولكن لحظة الأمل لا تعوض ولا تنتظر , بهذا الكلام المعسول المدهون بالوطنية أقنعني صاحبي للنزول ومشاركة الشباب والجيل الجديد المثقف والكاره للتنظيمات القديمة المتخلفة والزاحفة على بطونها نحو النهاية والعدم , هيا انهض لترى تخلفك عن مسيرة التاريخ .
عبرنا الجسر مشاية كالعادة نشم رائحة دجلة المصاب بالترشيق والازبال من على ضفتيه , نحيفا بطيء الحركة , ينتظر الغيث ولا يأتي من أي سماء , انتصبت أمامي بناية المطعم التركي سابقا في بداية شارع أبا نؤاس , عالية خربة كعهدي بها , تنتظر أن يعلن المالكي بداية سباق الأعمار في فترات رئاسته القادمة , ليتم الترميم .
الصدمة الأولى في الساحة وتحت التماثيل هي أن ترى الأعداء وأنت تبحث عن الأصدقاء ! ولكنهم هذه المرة رثوا الثياب , زائغي النظرات , أكل الدهر عليهم وشرب , قل مستوى بروز كروشهم من تحت قمصان الزيتوني الضيقة , هاهم الرفاق السابقين متنكرين كالأوادم من خلق الله المدنيين ومتواجدين في جمعة ساحة التحرير , ولكنهم في هذا الزمن يرتسم على وجوههم الخوف والحذر , ويا سبحان مغير الأحوال , كنت أرى نفس هذه الطواويس الزيتونية الملبس رفاق صدام الباحثين دوما عن أمثالي كطرائد جاهزة للذبح أو التسليب والابتزاز والتجميع ضمن قواطع الجيش الشعبي في البياع والحرية والطوبجي والوشاش والإسكان , هاهي حلقة منهم ثلاثة جلسوا منعزلين (يقشبون ) ......
- راح صكارهم .
- كانت عنده كاريزما رهيبة
- كان سيجعلهم شذر مذر
هذا بعض ما سمعته , لا يزالون حاملين نفس العبودية لصدام الحاكم الواهب المانع المتكبر المتجبر , وكل ماعليهم السمع والطاعة وتنفيذ الأوامر , ولكن ما الذي يفعلونه في ربيع بغداد ؟ الأمر يحتاج لجولة والتطلع في الوجوه لأجد المزيد من هؤلاء الرفاق الخمسينيين , هم هنا في مهمة حتما , وذلك ما ضهر لاحقا وقت احتدام النقاشات وتجمع بعض النسوة كبيرات السن هتافات صارخات ضد المحتل وأزلامه , صانع الإرهاب ومفجر المفخخات حسب وجهة نظرهم , لا ترى فيهن غير سحنة وتربية منال الالوسي , التنظيم النسوي والمخبرات السابقات الناشطات حاليا في ساحة التحرير وما تبقى هو ضرورة تواجد تلفزيون الشباب , وبالروح بالدم نفديك ياصدام ! ذلك هو بعض الوجه الأول , السلطة القديمة وأدواتها القمعية والدعائية تحاول العودة ثانية لجنة الحكم بعد أن خرفت وهرمت .
الوجه الثاني هو هذه المجاميع العديدة المتناثرة المنظمة من الشباب , الريفي في معظمه والظاهرة عليهم ملامح قوية لنعمة محدثة في الزي والهندام , يحملون اغلب اللافتات , يقفون معها صفا متراصا راسخا تحت تماثيل جواد سليم , وكأن اسمه أصبح معهم , نوري المالكي, الحالم والساعي لدكتاتورية جديدة لاتهم بعدها الأساليب والأدوات للوصول والاسترخاء فوق كرسي الحكم والبقاء لله وخليفته في الأرض إلى يوم يبعثون .
أنصار وأتباع وأدوات المالكي هم , الأكثر منا جميعا في الساحة , والذي لا يصدق فليأتي ويرى , هم الخصم والحكم , أصحاب الصوت العالي المفرقون لكل تجمع مضاد ليعيدوا استنساخ شعاراته ويرددوها , هم الجواسيس وأهل الألسنة المزدوجة , ومثبطي الهمة , وأخيرا الكانسين للساحة , من البشر طبعا لا الأتربة ضهرا ليذهبوا ويقدموا تقارير السلامة والانتهاء من وجع رأس جمعة أخرى .
الصنف ألصدامي له خلايا نائمة تظهر أحيانا بلسان شيوعي احمر أو مجتمع مدني , شعراء , صارخين مطالبين بحقوق شعب سلبوه اياها 40 عاما متواصلة تحولوا بعدها إلى عاطلين عن العمل بانتظار العودة , عارضين خدماتهم على جميع أجهزة مخابرات دول الجوار وبدون استثناء بكل ما يتعلق بحياكة وتنفيذ مؤامرات تدمير العراق .
إن خليت قلبت , والأصوات النزيهة العراقية الوطنية الحالمة لحد اليوم بالتغيير نحو الأفضل متواجدة أيضا وبكثرة ولكنها , منفردة , بمعنى عدم وجود التنظيم الفاعل والمخطط والموجه الذي ربما سيتبلور مع الأيام والزمن واشتداد الحاجة للخروج والتحدي , ووعي ضرورة كشف وإبعاد أهل السلطتين السابقة والحالية المزورين والمشوهين لمطالب الشعب والمجتمع , والمحرفين لهذه المطالب نحو غايتهم الرئيسية والتي هي واحدة لا تتغير , الثروة , التي يوفرها كرسي السلطة والحكم المستبد الظالم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التغيير يجب ان تكون من الجذر وليس من السطح
اسماعيل محمد ( 2011 / 10 / 7 - 14:51 )
مقالة نقلت صورة حية وواقعية لجزء يسير تحصل في العراق واهم ما عجبتني في المقالة هذه العبارة-أهل السلطتين السابقة والحالية المزورين والمشوهين لمطالب الشعب والمجتمع , والمحرفين لهذه المطالب نحو غايتهم الرئيسية والتي هي واحدة لا تتغير , الثروة , التي يوفرها كرسي السلطة والحكم المستبد الظالم- وهكذا عندما تمر الجماهير بعقود من الدكتاتورية لا يعرفون ماذا يريدون، فمثلا عندما يهتفون يقولون- بالروح بالدم نفديك يا عراق- دلالة على ان عقولهم والسنتهم مبرمجة ليست لها القدرة على التغيير والابداع

اخر الافلام

.. قرار أميري بحل مجلس الأمة الكويتي وتعليق العمل بعدد من مواد


.. تسلسل زمني لأبرز الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله.. فما هي أ




.. دولة الإمارات ترفض تصريحات نتنياهو بشأن المشاركة في إدارة قط


.. عبر الخريطة التفاعلية.. لماذا قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي ال




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في رفح جنوب قطاع غزة