الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المخزن كاين ... المخزن ما كاين

أحمد أوحني

2011 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


يُحكى أن رجلاً كان له ، على رجل آخر ، دين لمدة طويلة ، فلا يكفّ باستمرار عن المطالبة باسترداد دينه ، ولكن دون جدوى . وأمام رفض المدين تسديد ما عليه ، لجأ الدائن إلى المخزن ، فسُئل إن كان لديه شهود عيان أو يتوفر على عقد موثق في الموضوع . لا هذا ولا ذاك ، فأُمر بالانصراف في غياب الحجَّة . الرجل لم يستطع استساغة الأمر فقرَّر أن يأخذ حقه بنفسه لنفسه . هكذا قرر اعتراض سبيل خصمه وكان ما كان من ركْل ورفس وضرب وجرح . في هذه المرة ، لجأ المُعتدَى عليه إلى المخزن ، فتمَّ اعتقال المعتدي ليُحبس . وعندما غادر السجن ، صار يحدث الناس في كل مناسبة ويقول :

" من قال إن المخزن موجود فهو مخطىء لأن حقي ذهب هباءً ، ومن قال إن المخزن غير موجود ، فليجرؤ على فعل شيء " .

المقصود بالمخزن هنا السلطة المباشرة مع السكان . المضطلع بأمور التشريع والترسانة القانوينية يلاحظ كيف تقدم بلدنا المغرب كثيراً في هذا المجال ، خصوصاً في العشر سنوات الأخيرة . بالفعل ، إن المغرب يتوفر على أحدث القوانين الحقوقية على مستوى الدول العربية . شيء جميل ومشرّف أن نسمع هذا عن المغرب خصوصاً من الأجانب . ومع هذا بقيت الأمور على ما هي عليه ، بل تأخذ شكل التدرج إلى الوراء في بعض الحالات ، خاصة في مجال الحريات والمعاملات البيشخصية ثم في العلاقات بين الإدارة والمواطن .

إلى يومنا هذا ، لم تستطع مؤسسات الدولة اكتساب ثقة المواطن ، وليس استعادتها - كما يحب البعض أن يقول - لأنها لم تكن موجودة أصلاً ، حتى أننا نخجل لسماع بعض المسنين يحنّون إلى زمن المستعمر الفرنسي . إن المواطن لا يزال يرى في الإدارة تلك الأجهزة المتسلطة والقاهرة ، لذا يكون دائماً على أهبة الاستعداد للرفض والمقاومة والتصدي لكل شيء . وهكذا أصبحنا نسمع عن الشجارات والملاسنات داخل مكاتب مؤسسات الدولة ، بل أصبحت هذه الظاهرة مألوفة ، فهي سلبية وينبغي أن تختفي وتنمحي ويحلَّ محلَّها الاحترام المتبادل وتطبيق القوانين . فماذا يحصل في كل مرَّة ؟

في مواقف كثيرة ، يتدخل " أصحاب العقول " ، سواء من طرف الإدارة أو من طرف المواطنين ليتمَّ فكّ النزاع وحلّ المشكل بتنازل طرف لآخر وتبقى الظاهرة في تزايد مستمر ، فنسمع الرَّجل يحكي لأصحابه قائلاً :
" والله مَا سْكْتّ لِيهُم ، والله إلاَ تْكْرفَسْتْ عْلَى إمَّاهُومْ " .

أين الخللُ ؟ في الإدارة أم المواطن ؟
لديَّ رأيٌ ، فيه ما هو خاصّ بي ، وفيه أيضاً ما يتصل بالجانب القانوني والمنطقي ، ولكنْ ، احتراماً للقارىء ، سأترك له شرف المناقشة والإجابة من خلال التعليقات .
رأيي سأدلي به من خلال مقال قادم تحت عنوان : أزمة الثقة بين المواطن والإدارة : أين الخلل ؟
ذ.أحمـد أوحنـي - ملحـق تربوي - أفـورار - المغـرب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التنوير اولا
حمزة الحمزاوي ( 2011 / 10 / 6 - 20:29 )
كل شيء في بلدنا جميل ورائع عليك فقط ان تتغلب على عصبيتك والارث القبلي الذي تحمله في داخلك ويجعلك في حالة غضب وعدم ثقة في الادارة .ان تعاملنا بيننا كاختلاف في المنطقة واللغة والقبيلة اشد ضراوة من الادارة


2 - هديان مؤكد
صاحب المقال ( 2011 / 10 / 6 - 21:12 )
لم يرد في المقال ما يفيد ما ذكرته في تعليقك ، لم أدل بعد برأيي ، بل قررت تأخيره إلى مقال آخر
إن الأزمة قائمة بين الإدارة والمواطن في جميع الدول العربية
أما تطرقك إلى موضوع العصبية والقبلية ، فقد جعلني أفكر في أن هذا المثل ينطبق عليك
كل إناء بما فيه ينضح

اخر الافلام

.. رئيس وزراء سلوفاكيا في -حالة حرجة- إثر تعرضه لمحاولة اغتيال


.. الجيش الإسرائيلي يطالب الفلسطينيين بإخلاء عدد من الأحياء في 




.. مروحية إسرائيلية تجلي عسكريين مصابين في معارك مخيم جباليا


.. قصف إسرائيلي على مخيم جباليا مع اشتداد المعارك بين المقاومة




.. أصوات اشتباكات بين فصائل المقاومة والاحتلال في مخيم جباليا